أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-العرب يخوضون حربهم النّوويّة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-العرب يخوضون حربهم النّوويّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مساء 6 اكتوبر الحالي ومن خلال احياء ذكرى حرب اكتوبر 1973 أجرى صحفي مصريّ مقابلة مع دبلوماسي ومستشرق روسي على احدى الفضائيات المصرية وسأله: هل كان الاتحاد السوفييتي ضامن للدول العربية بان لا تستعمل اسرائيل أسلحتها النوويّة في تلك الحرب؟ فأجاب الرّجل بما معناه: أن استعمال اسرائيل للسلاح النّووي لم يكن واردا لا في السابق ولا الآن، ولمّا ألحّ الصحفي المصري بأسئلته على المستشرق الرّوسي أجابه: الحرب النّووية التي يتعرّض لها العرب هو اقتتالهم الدّاخلي، فهم يقتلون بعضهم بعضا بطريقة أبشع من تعرّضهم لضربات نوويّة! وروسيا تتمنى وحدة العرب ليشكلّوا محورا عالميا فاعلا لوقف الألأطماع الامبريالية في بلدانهم وليحموا أنفسهم.
وقبل ذلك بيومين قال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما: أنّ حلفاء أمريكا في المنطقة كالسعوديّة والامارات العربية وقطر وتركيا هم من موّلوا وسلّحوا تنظيمات الاسلام السياسي التي تحارب في سوريا. وما لم يقله السيد بايدن أنّ ذلك لم يكن من وراء أمريكا، بل بتعليمات منها ضمن "الفوضى الخلاقة" التي أرادتها أمريكا للمنطقة العربية لاعادة تقسيمها الى دويلات طائفية متناحرة.
وها هي الدول التي موّلت هذه التنظيمات بالمال والسلاح شكلت تحالفا لضربها، وإن كان الهدف هو تدمير ما تبقى من سوريا، وقتل وتشريد ما تبقى من شعبها. خدمة للمصالح الأمريكيّة والصهيونية. وهذا يؤكد من جديد أنّ داعش وأخواتها تتستر خلف شعار"الدولة الاسلامية" لتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني في المنطقة. وبالتأكيد فان مال البترول العربي هو من سيموّل هذه الحرب، التي تقتل آلاف العرب وتدمّر أوطانهم، ولتموّل مصانع الأسلحة الأمريكية لانتاج جيل جديد من الأسلحة ليجري تجريبها لاحقا على الشعوب والأقطار العربية.
لكن ممولي الحروب الأمريكية ومشاركيها في المنطقة العربية ستخيب آمالهم اذا ما اعتقدوا بأنّ أقطارهم وعروشهم ستكون في منأى عن هذه المخاطر. وبما أن العربان لا يتعلمون من التاريخ فإنّ ما جرى في أفغانستان عندما احتلها السوفييت وقاموا بتمويل "القاعدة" و"طالبان" وغيرها لمحاربة السوفييت، وكيف انقلبت هذه التنظيمات على مموّليها بالمال والسلاح والبلدان التي انطلقت منها بتعليمات وأوامر أمريكية، فانهم لا يستشعرون مخاطر ما فعلت أموالهم وأيديهم، وأنّها سترتد الى نحورهم، وإن كانوا يدركون ذلك فانهم لا يستطيعون الخروج من بيت الطاعة الأمريكيّ. لأنّ أمريكا التي يعتمدون عليها في بقاء أنظمتهم تبحث عن مصالحها قبل كلّ شيء، ولن تتورّع في استبدالهم حينما يستنفذون مهمّاتهم وتتطلب مصالحها ذلك. وهم لم يدركوا ولا يريدون أن يدركوا أنّ شعوبهم هي القادرة على حمايتهم لو عملوا لمصالح هذه الشعوب.
ويلاحظ أن تنظيمات"المتأسلمين الجدد" قد أمعنت في استعداء العالم ضدّ الاسلام، وما يمثله في الثقافة العربية من خلال حربهم التي لا هوادة ولا انسانية فيها ضد الأقليّات العرقية والدينية في البلدان العربية المستهدفة، وقد شاهدنا ما جرى للمسيحيين والازيديين في العراق من أعمال يندى لها جبين الانسانية، واستفحال العداوة الدّامية بين الشّيعة والسّنّة في هذا البلد، منذ "تحريره" من وحدة أراضيه وشعبه وحضارته ومنجزاته باحتلاله في العام 2003، وما يجري في سوريا ولبنان من تأجيج للصراع الدّامي بين العلويين والشيعة من جانب وأهل السّنّة من جانب آخر، وما يتعرّض له مسيحيو وأكراد سوريا من مذابح أيضا. وكذلك ما يجري في ليبيا من صراع داخليّ دامٍ بعد أن"سخّر الله دول الناتو ومال البترول العربي" لخدمة الاسلام السياسي في هذا البلد، وهذا ليس بعيدا عمّا يجري في اليمن ومصر والبحرين وغيرها.
والذي يهمّنا هنا هو "الحرب النّوويّة" التي يشنّها العربان على بعضهم البعض، وعلى بلدانهم أيضا، وهم وبلدانهم وقود هذه الحرب. وبالتأكيد فإنّ أمريكا التي ابتدعت حروب"الفوضى الخلاقة" تعي جيّدا العاطفة الدّينيّة الجياشة للشعوب العربيّة، وقد مهدّت لذلك سنوات طويلة من خلال استغلال بعض تنظيمات وأحزاب ودعاة الاسلام السياسيّ، وكيفيّة تجييشها لبعض الشباب المسلم الذي يجهل أمور دينه ودنياه، واستغلته بطريقة ذكيّة وخلاقة من خلال قيادات باعت أنفسها للشيطان وتلفعت بعباءة الدّين. وحركت متطوعي "الجهاد" في غير طريقه الصحيح، موهمة إيّاه بأنه يملك مفاتيح كنوز الأرض، ومفاتيح الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين، مستغلّة بذلك فتاوي عفا عليها الزّمن وامتدّت من مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان حتى أيّامنا هذه، بأن قتلى طرفي الصّراع من المسلمين شهداء في الجنّة. ويلاحظ أنّ مخاطر حروب"الاسلام السياسي" الحالية لا تقتصر على ضحاياها فقط، بل تتعدّاها الى استعداء الشعوب الغربيّة ضد الاسلام والمسلمين، وإلى تنفير المسلمين أنفسهم من دينهم.
ولن يصحو الاسلام السياسي حتى بعد تنفيذ المشروع الأمريكي باعادة تقسيم المنطقة بدماء وأموال عربية، وما يتطلب ذلك من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وسيتبرّأ من دوره في تنفيذ ذلك، وسيردّه الى "إرادة الله".
فهل سينتبه لذلك عقلاء المسلمين والعرب قبل الخراب الكبير؟ وإنّني أشكّ في امكانية ذلك، لأنّ الشعوب العربية مخدّرة ومغيّبة عن قضاياها المصيرية لأكثر من سبب، وإن كان الجهل أوّلها.
7-10-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال لا يعتذرون رواية النّساء المضطهدات
- بدون مؤاخذة-شراكة اسرائيل ودول عربية
- عهر
- رجل عاقر
- عيد
- بدون مؤاخذة- دفاعا عن قضيتنا وليس عن عميرة هسّ
- الرواية الفلسطينية للصحفي السوري وحيد تاجا
- رواية-أميرة-جديد جميل السلحوت
- حمار مفخّخ
- كفن وقبر واحد
- أربعون يوما على رحيل القاسم
- بدون مؤاخذة- دواعشهم ودواعشنا
- داعش ثقافة سائدة
- بدون مؤاخذة-داعش وليدة الانغلاق الفكري
- إبادة
- رواية الشمس تولد من الجبل في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- حق المواطنة في بلاد العربان
- من موت إلى موت
- بدون مؤاخذة-الهجرة من الوطن
- محمود شاهين أكلوه لحما ورموه عظما


المزيد.....




- إسرائيل تعلن اقتراب نهاية الحرب مع إيران بعد أن حققت أهدافها ...
- هجوم روسي -ضخم- على العاصمة الأوكرانية كييف ومحيطها
- كاميرا مثبتة بسيارة توثق غارة إيرانية قُرب أشدود بإسرائيل.. ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران تريد من أمريكا أن -تدفع- ثمن هجمات ...
- من البحرين الى الإمارات.. تعرّف إلى خريطة الانتشار العسكري ا ...
- الصواريخ الإيرانية تجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ ل ...
- إساءة عنصرية لروديغر في كأس الأندية... والفيفا يحقق
- بوتين يندد أمام عراقجي بـ -عدوان- إسرائيلي -غير مبرر- على إي ...
- هل أنهت الضربات الأمريكية التهديد الإيراني لإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي يؤكد على أن إيران -يجب ألا تمتلك أبدا القنب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-العرب يخوضون حربهم النّوويّة