أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عز - دلع الشباب الثوري: الرأي والرأي الآخر














المزيد.....

دلع الشباب الثوري: الرأي والرأي الآخر


محمد عز

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن جدلًا حامي الوطيس قد اُثير في الفترة الأخيرة حول نتيجة الإستفتاء لا سيما فيما يتعلق بنسب مشاركة الشباب.
وفي إطار هذا الجدل الدائر، نشر أستاذي الدكتور سعد الدين إبراهيم مقالاً انتقد فيه بشدة الشباب، وأطلق على"موقفهم من الإستفتاء" مصطلح "الدلع الثوري" في إشارة منه إلى أن مقاطعة الشباب للإستفتاء ليس إلا نوعاً من "الدلع" و"الغبن". جاء هذا المقال ثمرة لجلسة حوارية بيني وبين أستاذي استمرت لأكثر من ساعة، تبادلنا فيها وجهات النظر حول أهمية المشاركة في الإستفتاء بصورة عامة، وأسباب عزوفي عن المشاركة بصورة خاصة. (المصري اليوم، عدد الجمعة 31-1-2014، متاح على الرابط التالي http://www.almasryalyoum.com/news/details/386203 )
وقبل أن أنغمس بين ثنايا مقال أستاذي، فأني أود الإشارة إلى هذا الجدل الدائر حول نسبة مشاركة الشباب. فهناك من يرى أن نسبة مشاركة الشباب كانت 45%، ولا يستندوا في ذلك سوى إلى أرائهم، أو تقارير ما أنزل الله بها من سلطان. ويذهب رأي آخر إلى أن نسبة مشاركة الشباب لم تتجاوز 16%. وأحسب أن هذا الرأي هو الأقرب للصواب لعدد من المؤشرات والدلائل. فعلى الرغم من عدم وجود طريقة علمية دقيقة تمكننا من حساب نسبة مشاركة الشباب في عملية الإستفتاء، إلا أن هناك عدداً من المؤشرات والدلائل التي تؤكد على محدودية هذه المشاركة، أولها: مراقبة عدد من منظمات المجتمع المدني للإستفتاء وتصريحها بذلك، منها تقرير مراقبون بلا حدود الذي أصدرته مؤسسة عالم واحد للتنمية. وثانيها: نتائج القارئ الإلكتروني في 40 لجنة، والتى ذهبت جميعها إلى أن نسبة المشاركين أقل من30 عاما وصلت إلى 16% فقط. وثالثها: الملاحظة المباشرة لعدد من اللجان أثناء الإقتراع. ورابعها: الحوار مع عدد من الشباب ذو خلفيات مختلفة وتصريحهم بمقاطعة الإستفتاء. وخامسها: محاولات الحكومة إجراء لقاءات حوارية مع الشباب عقب الإستفتاء، وتصريح الببلاوي بضرورة التحقيق في تسريبات النشطاء، وتأكيده على عدم تكرار ذلك مرة أخرى. وسادسها: تكليف الرئيس "عدلي منصور" لمستشاره الإعلامي "أحمد المسلماني" في يوم (03-2-2014) بدعوة الشباب إلى لقاء مشترك في رئاسة الجمهورية.
كل هذه المؤشرات والدلائل تؤكد على إنخفاض نسبة مشاركة الشباب. وإلا بماذا تفسر محاولات الحكومة في فترة ما بعد الإستفتاء إلى فتح قناة للحوار بينها وبين الشباب؟
أما فيما يتعلق "بالدلع الثوري" كما يحلو لأستاذي أن يسميه فإنني أبدأ من حيث إنتهى أستاذي في مقاله، حيث قال مخاطبني ومخاطباً شباب الثورة "فيا شباب ثورة 25 يناير.. نشكركم على ما فعلتم منذ ثلاث سنوات... ولكن عليكم أن تفيقوا، وتكفوا عن «الدَلَع الثورى»، الذى قد يُلقى بكم فى مزبلة التاريخ". والواقع أن التاريخ سيحكم علينا وعلى غيرنا، فنحن لا نريد شيئا سوى مصلحة البلاد والعباد. سيحكم على هذه النخب التي تحركت من أجل مصالحها، وسيحكم على الشباب الذي خرج بخُفي حنين من ثورته التي صنعها. سيحكم من أعلى المصالح الشخصية، ومن أراد الخير العام. سيحكم من كانت مطالبه بسيطة، ومن وقف في وجه تحقيقها.
اما عن أسباب عدم المشاركة، فقبيل أن أسوق إلى أستاذي عدداً من الأسباب، فأني أود ان أذكر بعض ما فعل هذا الشباب. فناهيك عن كونه مفجر ثورة يناير ومسطرها بدمائه، فقد شارك هذا الشباب في العمل الحزبي وتكوين الأحزاب والإئتلافات وشارك في النقابات، كذلك شارك هذا الشباب في الإستفتاء على الدستور (مارس 2011، 2012)، كما شارك في الإنتخابات البرلمانية كناخباً ومرشحاً، والإنتخابات الرئاسية. ألم يكن هذا الشباب هو من قاد حملة "تمرد"!؟ ولذا فإن عزوف الشباب عن المشاركة في إستفتاء دستور 2014 لم يكن صفة جُبلوا عليها، أو دوراً سلبياً يريدون لعبه، أو "دلعاً" كما ذكر أستاذي، ولكنه كان نتيجة لمتغيرات جديدة ظهرت على الساحة السياسية أهمهما عودة النظام القديم بكل وجوهه لتتصدر الساحة السياسية، وإستبدال الفاشية الدينية التي ثار عليها الشباب في 30 يونية بفاشية عسكرية. إلى جانب أن الشباب لم يثور مطالباً ب "حرية وكرامة إنسانية" ثم ما يلبث أن تنتهك حريته وتضيع كرامته. ولم يثور الشباب لتقمع الأراء وتقصف الأقلام وتغلق القنوات. لم يخرج الشباب إلى الميادين، ليتولى رئيس الحكومة الثورية الدكتور حازم الببلاوي(77 سنة)، أو الدكتور كمال الجنزوري (80 سنة) مع إحترامي وتقديري الكامل لشخصياتهما وقدراتهما. ولكن أين الشباب؟ أليس في مصر من دون سن الخمسين من يستطيع أن يقود هذا المنصب؟.لقد خرج الشباب رافعًا شعار "عيش – حرية – عدالة إجتماعية – كرامة إنسانية" فهل تحققت أي من هذه المطالب؟
لقد قدمنا العديد من التضحيات، وكل يوم يموت أمام اعيننا أصدقائنا، ويتم إعتقال آخرون، ويذهب أخرون بين الحياة والموت. لقد قدم الشباب كثيراً من التضحيات وهو يترك كل ما لديه وينزل إلى الميادين بالأيام والأسابيع. وبعد كل ذلك خرج صِفر اليدين من ثورته.
أعتقد أن الشباب – وقد يكون ذلك توجهي الشخصي- ليس على إستعداد أن يقدم تضحيات أخرى في بلد لا تُحترم فيه الحريات، وتقصف فيه الأقلام، ويُعًرض فيه الإعلام.
وأنهي مقالي هذا بسؤال أستاذي. لو كنت مكان الشباب في وقتنا هذا. هل كنت ستقبل بكل ما حدث؟ وماذا كنت ستفعل بالضبط؟... عذراً أستاذي، إنها دولة السادة!! إنها الدولة العميقة!!
وفي النهاية، لا أملك سوى أن أتوجه بكل الشكر إلى أستاذي الذي يجعلني دائماً أفكر وأدلي بدلوي في الأحداث الدائرة، فيا ليت كل البشر يفكرون بطريقة هذا الرجل (سعد الدين إبراهيم). فرغم عظيم شأنه وعلمه، إلا أنك تستطيع أن تتبادل معه حديثاً علمياً، لا يطغى فيه على رأيك ولا يقمعك، ولا ينصب نفسه كبيراً للعارفين. بل تشعر بالأريحية في الحديث معه وكأنك تتحدث مع صاحب لك في نفس عمرك.



#محمد_عز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوسيولوجيا الكلام ومرشحي الرئاسة
- رؤساء مصر بين مقتول ومعزول


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عز - دلع الشباب الثوري: الرأي والرأي الآخر