أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عز - سوسيولوجيا الكلام ومرشحي الرئاسة














المزيد.....

سوسيولوجيا الكلام ومرشحي الرئاسة


محمد عز

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد أطلقت مصطلح سوسيولوجيا الكلام منذ عام تقريباً، في إشارة إلى ضرورة وجود فرع من علم الاجتماع يهتم بالأسلوب الخطابي السائد في المجتمع. لا سيما بين النخب الجديدة، والقدرات الجدلية التي أصبحت هي المحدد الأساسي لكفاءة الشخص، ناهيك عن قدراته العقلية أو قدراته الكتابية. وفي تفاعلاتي مع عدد من النخب، ووقوفي على مدى قدراتهم على استخدام مفردات الكلام، ثم وقوفي على قدرات التفكير النقدي، والتفكير العقلاني أو الإبداعي لديهم؛ أدركت –أو هكذا أزعم- مدى قدراتهم الفائقة على استخدام مفردات الخطاب مع محدودية قدراتهم العقلية والابداعية، فهم يعتمدون غالباً على مهارة تدرس في المجتمعات الأوربية فيما يعرف "بمخاطبة الجماهير" "Public speech". حينئذ أدركت تماماً أن الكلام أصبح راس مالاً إجتماعياً بجدارة، وأدركت مقولة استاذنا الدكتور أحمد زايد" الكلام رأس مال من لا رأس مال له"، ثم أدركت أيضاً تحدث استاذنا عن بزوغ نخب جديدة -تعتمد على قدرات مستحدثة في عالم النخب أطلق عليها القدرات الجدالية (القدرة على استخدام أدوات الكلام)- قد أفرزتها التحولات الثورية الأخيرة (للمزيد حول رأي الدكتور زايد، انظر مقال، أحمد زايد، النخب السياسية المصرية بين ثقافة غائبة ووعي مفقود. جريدة الحياة اللندنية، الأربعاء، 19 مارس/ آذار 2014)
ولسنا هنا في معرض الحديث عن الكلام ومردوداته واثارة، أو هذه النخب الجديدة، فالأمر يحتاج إلى إفراد دراسات عديدة لدراسته. ولكن ما يهمني بالدرجة الأولى هو إلقاء الضوء على البرامج الإنتخابية لمرشحي الرئاسة من خلال مصطلح "سوسيولوجيا الكلام".
كنت قد أعتزمت إجراء دراسة مقارنة بين البرامج الإنتخابية لمرشحي الرئاسة، "عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي" مع الإحتفاظ بالألقاب لكل منهما. ولكن لم استطع أن أصل إلى برنامج ورقي مكتوب للمرشح الرئاسي "عبد الفتاح السيسي" حتى من على موقع حملته الإنتخابية، أو بالتواصل مع أعضاء من حملته الإنتخابية. وكل ما استطعت أن أحصل عليه مكتوباً هو برنامج المرشح "حمدين صباحي". وعلى آية حال فأننا سنعتمد على كلام المشير السيسي في لقاءاته التليفزيونية كمصدر أساسي يحدد ملامح برنامجة الإنتخابي.
- برنامج حمدين صباحي
قد يدرك القارئ لبرنامج حمدين صباحي، أنه برنامج يعتمد على الكلام، ويفقتد إلى الأرقام والمؤشرات الدقيقة، فلو ألقيت نظره سريعة على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في برنامج حمدين، ستجد أنها فارغة من مضمونها، كتوفير الغذاء المناسب، وتوفير مساكن لمن لا مأوي لهم وسكان المقابر والعشش، وتحسين الحالة الغذائية لأطفال مدارس التعليم الأساسى من خلال توزيع الوجبات الغذائية عليهم، ووصول الدواء للمواطن المصري من داخل حزمة التأمين الصحي الشامل. كل هذه العبارات وغيرها لا تحتوي في مضمونها ولا تتضمن إلا كلمات معسولة. ومن منا لا يريد هذا، أو سيعترض على ذلك؟ ولكن ما هي الأليات التي ستستخدمها لتحقيق هذا الكلام العظيم. في كل الحقوق الإقتصادية الإجتماعية، لم يقدم البرنامج الانتخابي للمرشح حمدين صباحي آلية واحدة فعالة تضمن لنا تحقيق ما يطمح اليه. وبهذا فقد اعتبر الكلام الآلية المناسبة التي ستدفع به الى سدة الحكم.
- برنامج المرشح عبد الفتاح السيسي
إذا كان المرشح حمدين صباحي اعتمد على الكلام كجزء أساسي من حملته الإنتخابية، فإن المرشح عبد الفتاح السيسيي اعتمد على الكلام كأساس لبرنامجة الإنتخابي. فلم يقدم المرشح عبد الفتاح السيسي برنامجاً انتخابياً ورقياً مكتوباً، ولكن اكتفى بعرض ما يريد فعله عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر البرامج الحوارية التي أجراها ويجريها خلال فترة الدعاية الإنتخابية. ولأول مرة أعي مرشحاً إنتخابياً، يدّعي أنه المنقذ للبلاد، ويأمله الآخرون كذلك، ولا يقدم رؤية واضحة لكيفية إنقاذ البلاد!!.

أخيراً؛ أزعم أن البرنامج الإنتخابي لمرشح يمتلك القدرات التي تؤهله لحكم البلاد، ويحترم شعبها، أن يدعم كل كلماته وبرنامجة بأرقام واحصاءات. فعلى سبيل المثال، حين يقول أنني سأقوم بتحسين العملية التعليمية برمتها، فمن المفترض أن يقول ما هي آلياته في ذلك. كأن يقول مثلا، وسيتم تحسين التعليم في فترة ال 4 سنوات من خلال بناء عدد 1000مدرسة للتعليم الأساسي، في 1000 قرية مختلفة، بتكاليف مليار جنيه، وحبذا لو قال كيف سيقوم بتوفير هذا المبلغ. وكذلك ففي خلال الأربع سنوات سيتم زيادة راتب المعلم ليكون الحد الادني له 2000 جنيه، وذلك بزيادة 50% تتم على اربع سنوات كل عام 12.5% بتكاليف مثلا 2 مليار جنيه... وهكذا. أزعم أن هذا هو البرنامج المحترم لمرشح رئاسي محترم، يحترم ناخبيه.
على أيه حال، لقد أحترم حمدين ناخبيه، وقدم لهم برنامجاً انتخابياً محترماً الى حد ما، به من الطموحات والأمال والتفاؤل أكثر ما به من الإحباط والتشاؤم. ولكن الطامة الكبرى، أن تجد مرشحاً رئاسياً ليس له برنامج انتخابي، ومع ذلك تحتفي به وسائل الإعلام. ولكن يبقى المرشح عبد الفتاح السيسي بلا برنامجاً انتخابيا مكتوباً، وأبقى أنا حائراً أترقب ظهور برنامجه حتى أستطيع المقارنة، واستطيع أن أقرر لمن سيكون صوتي؟.



#محمد_عز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤساء مصر بين مقتول ومعزول


المزيد.....




- فيديو متداول لحشود -عشائر سوريا- بطريقها إلى السويداء.. ما ح ...
- هل يُحوّل نظام الطائرات المسيّرة الأوكرانية الحرب إلى -لعبة- ...
- تقرير يكشف: إسرائيل تسعى للحصول على دعم أميركي لنقل فلسطينيي ...
- إحدى -أقسى عقوبات- أوروبا: خفض سقف سعر النفط الروسي
- ما دلالة تحريم شرب القهوة في أعراف العشائر السورية؟
- حماس تتهم إسرائيل بعرقلة جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ...
- هل تخدم تحركات العشائر مساعي الحكومة لفرض سيطرتها على السويد ...
- الضحك قد ينقذ حياتك.. لماذا نميل للمزاح في الأوقات الصعبة؟
- لندن توقف مخططا لنقل الأفغان إليها وتترك آلاف المتعاونين لمص ...
- عاجل | الرئاسة السورية: ننطلق في موقفنا من أحداث الجنوب السو ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عز - سوسيولوجيا الكلام ومرشحي الرئاسة