أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محماد المسعودي - حين يقتل التلميذ روح أستاذه














المزيد.....

حين يقتل التلميذ روح أستاذه


محماد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 13:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين يقتل التلميذ روح أستاذه

"لكي يحوز المرء على شيء من المجد أسوة بالرجال المتنوّرين، يجب عليه إضافة حقائق جديدة على ما قدّموه؛كما يجب عليه إدراك ما غاب عنهم؛ والنظر أفضل وأبعد منهم".
فولتير

لقد كان لكل فيلسوف طلبة ومريدين، ينضمون إلى حلقاته الدراسية لينهلوا من علومه ومعرفته. وغالباً ما يتعلق التلميذ بأستاذه ويتبع منهجه في العلوم والمعرفة ويرجع إليه في الاستشارة والرأي، والبعض منهم تتفتق عنده النبوغة فيبتكر له منهجاً خاصاً ويعمل على مناقشة علوم أستاذه مؤيداً قسماً منها وناكراً للبعض الأخر وتستعر تلك المناقشات بين الطلبة والأساتذة لتسفر عن إنتاج علوم ومعارف جديدة. فيما الغالبية منهم يستمر على منهج أستاذه ويتعصب و يعمد إلى الدفاع عن منهجه باعتباره المنهج الأكثر صحة من غيرها. ويدين معظم الطلبة إلى أساتذتهم الأوائل ويقرون لهم بالفضل وغالباً ما تأخذ تلك العلاقة شكل من الولاء للتعبير عن حالة الاحترام والتقدير لفضل أستاذه عليه.
في هدا السياق نستحضر نموذج إدموند هوسرل الذي أراد إعادة بناء الفلسفة من جديد بمنحها قواعد جديدة ،و تشبه خطوته هده بخطوة ديكارت .وليس من باب المصادفة أن يكون عنوان أحد كتبه الأساسية تأملات ديكارتية تكريما لكتاب ديكارت تأملات ميتافيزيقية، و بالطريقة نفسها التي أراد ديكارت أن ينطلق بها من الصفر و يعيد بناء الفلسفة، أراد هوسرل أن يجدد التفكير عن طريق الوصول بوسيلة العقل وحدها إلى يقينيات و معارف حقة عن طريق العودة إلي الأشياء ذاتها، و هي المثل و الجواهر و الأشكال المثالية التي يسمح لنا عقلنا بمعرفتها ،.و بدلك ينبغي أن لا ننسى أن عمل هوسرل أتاح إمكانية عدة مؤلفات فلسفية عظيمة في القرن العشرين ،وهدا ما كان تخيل الوجودية ممكنا من غير مساهمة الظاهراتية الهوسرلية كما يحق لنا القول الشيء نفسه في فلسفة إيمانويل ليفيناس و فلسفة موريس ميرلوبونتي .
لكن الخيانة الكبرى كانت من اقرب تلاميذه البارزين و أحد أبنائه الروحيين الذي قتل أباه وليس من أحد سوى مارتن هيدغر و بعد واقعة القتل هده ستأتي مرحلة الخلافة لكرسي الفلسفة في جامعة فريبورغ الذي كان مرهون بإرث الظاهراتية ،لقد غير صاحب الوجود و الزمان الإرث الهوسرولي إلى درجة القطيعة جعلت منه مدمرا له فالخط الفاصل بين الأستاذ و التلميذ يخص العلاقة مع العلم و العقلانية فالأمر في نظر هوسرل متعلق بجعل العقل ينتصر فيما سينتقد هيدغر العقل و المضي إلى ما وراء الفكرة الميتافيزيقة التي تجسدها على أكمل وجه أسماء كل من أفلاطون و ديكارت أوجه الخلاف لم تتوقف عند ما هو فكري بل امتد الأمر إلى المجال السياسي كذلك ففي الوقت الذي سيلتحق فيه هيدغر بالنازية سيسعى هوسرل دو الأصل اليهودي إلى منع الفكر الفلسفي من أن يغرق في الشمولية لقد كانت نهاية الأستاذ درامية خالصة منعته النازية استنادا إلى قوانين نورنبورغ العنصرية من التدريس بسبب أصله اليهودي فتخلى عنه هيدغر و أهمله وهو تلميذه النجيب فلم يفعل شيئا للدفاع عنه و إعادته إلى الجامعة فمات سنة 1938 في الصمت و العزلة .
محماد.المسعودي
أستاذ وباحث






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكارت قارئا لمكافيلي أو حينما يصير الاستبداد معقلنا


المزيد.....




- داخل أطول الأودية الضيقة في العالم على شكل أفعى في أمريكا
- السعودية الثانية.. أعلى 10 دول في احتياطيات النفط عالميا بعا ...
- الملل: ما الأسباب التي تجعل البعض أكثر عرضة للشعور به؟
- مؤكدة وفاته انتحارًا.. وزارة العدل الامريكية: لا يوجد قائمة ...
- روسيا تزيد من وجودها العسكري في أرمينيا.. ما الهدف؟
- مدريد تستضيف القمة الثالثة مع أفريقيا لتعميق الاستثمار والتج ...
- رائد الصالح من قيادة -الخوذ البيضاء- إلى وزارة لإدارة الطوار ...
- -إسرائيل تقوم بالعمل القذر من أجل الغرب-.. ما معنى ذلك وما ت ...
- محكمة بريطانية تنظر في اعتداء مزعوم على ضباط شرطة بمطار مانش ...
- -يا إلهي!-.. فتيات تم إجلاؤهن من فيضانات تكساس يُصعقن بالدما ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محماد المسعودي - حين يقتل التلميذ روح أستاذه