أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محماد المسعودي - ديكارت قارئا لمكافيلي أو حينما يصير الاستبداد معقلنا














المزيد.....

ديكارت قارئا لمكافيلي أو حينما يصير الاستبداد معقلنا


محماد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 08:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لقد كانت للفيلسوف René Descartes ، مؤسس العقلانية الحديثة ورائد التنوير ومفجر الثورة العلمية الأولى مراسلات علمية ومعرفية مع أميرة بوهيميا Elisabeth ، بحيث وُوجه بتحديات كثيرة تتصل بآرائه عن خلود النفس البشرية، وعن اختلاف النفس عن البدن، وعن قضايا أخرى كثيرة فصل القول فيها تفصيلا في ثنايا كتابه التأملات، ولكن أبرز تحد واجهه ديكارت ذاك الذي صاغته صديقته إليزابيث، في رسالة بعثتها إليه على جناح السرعة بعد أن قرأت كتاب الأمير لمكافيلي وأعادت قراءته، تطلب من ديكارت إبلاغها تأملاته حول هدا الكتاب ، و قد شكلت رسائل ديكارت حول الأمير ما يمكن تسميته بالمقولات السياسية لفيلسوف العقلانية، . بحيث عمل ديكارت من خلال تأملاته حول كتاب الأمير على تبيان مكونين أساسيين إعتمدهما مكافيلي من خلال التفكير في الدولة و طبيعة السلطة السياسية .
يتحدد الأول في التوسع بالتقنيات الخاصة بالطاغية عن طريق الاغتصاب لتشمل السلطة الشرعية، بينما يكمن المكون الثاني في استخدام الحرب كوسيلة و كفن من أجل توطيد دعائم الدولة القوية.
إلا أن ما يستهجنه ديكارت و يعيبه على مكافيلي، في هدين المكونين هو اعتقاده أن صاحب الأمير أخطأ كثيرا ،عندما لم يستطيع أن يقيم ما يكفي من التمييز بين الأمراء الدين اكتسبوا دول بطرق سلمية، و أولئك الدين اغتصبوها بوسائل غير شرعية،أحكام ديكارت هده المسجلة في رسالته الأولى إلى الأميرة ،صدرت عنه في وقت لم يكن قد قرأ بعد كتتابين اخرين لمكافيلي و هما الأحاديث و المطارحات، و هو ما سيدفعه إلي تغيير مواقفه في الرسالة الثانية ، و بالرغم من اعتبار ديكارت أن مكافيلي قد عجز عن التمييز بما يكفي من الوضوح بين الطرق العادية للسيطرة و بين الوسائل غير المشروعة، فإن ما يعاب على فيلسوف العقلانية كونه لم يستطيع أن يوضح الإلتباس الحاصل بأي طرق يصل المرء إلى السلطة الشرعية ؟ فهل عبر الخلافة الوراثية أم عبر الرضى الشعبي ؟ مكتفيا بالاشارة فقط أن القوة عبر الكفالة الالهية تشكل أساس للحق و لا تعتبر طغيانا ،ليتخطى بدلك التعارض القديم بين الحلكم العادل و الطاغية، و ليرسي بديلا عنه الشخص الدي يحتل منزلة وسطى، فهو ليس عادلا وفقا للمقاييس الشائعة للعدالة، و لا غير عادل بالمعنى الحقيقي للطغيان .
سينتقل ديكارت بعد دلك إلى المكون الثاني المثمثل في استخدام الحرب كوسيلة كوسيلة للحكم .و في هدا الصدد ينسب الى مكايفيلي من تعاليم الطغيانية الفكرة القائلة أنه يبتغي من أجل الحكم التجرد من كل إنسانية و التحول إلى أشرس البهائم ،على اعتبيار أن ممارسة السلطة هي شبيهة بحرب لا رحمة فيها، و يرد ديكارت على هده القاعدة الرهيبة بأنه يتحتم التمييز بين الرعايا أو الأصدقاء أو الحلفاء و الأعداء.بدلك فهو يعتبر أن المقياس الوحيد للعمل الحكومي هو مصلحة الدولة المقيسة بمقياس القوة لديها، سالكا هدا المنحى المعارض للمكافيلية المتوحشة و مستعيضا عنها بمكافيلية عقلانية تعفيها عقلانتها من الاعتراف بأصلها .
نخلص في الأخير إلى أن ديكارت حاول أن يضع في إطار الحكم المطلق مقاييس مكافيلية مشروعة و مؤسسة على أولوية المصلحة العامة و أمر الدفاع و إكراه الضرورة ، لكنه و جد نفسه مدفوعا لتبرير أسوء التجاوزات، ساقطا في المنطق الطغياني المبرر عقلانيا.
المسعودي محماد
أستاد و باحث



#محماد_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محماد المسعودي - ديكارت قارئا لمكافيلي أو حينما يصير الاستبداد معقلنا