أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأحلام صور عقلية منتجة














المزيد.....

الأحلام صور عقلية منتجة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 23:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأحلام صور عقلية منتجة

إن للأحلام رمزية أبجدية مثل أبجدية اللغة هذه الرموز تُجسَيدا لأفكارنا في الحقيقة ونعبر عنها بالأبجديات الصوتية والصورية عنها، بينما الرموز التي لا يمكننا أن نفك طلسميتها نحيلها لللا وعي كي تُجسَدها مفردة أبجدية بالأحلام، إذن العقل هو من يتعامل بهذه اللغة وهو الذي يسخر ما تعكسه المتحسسات المادية له من الواقع ليقوم بفك الرموز وتحويلها صور للذهن حتى يتعامل معها الإنسان بتعبيرية وتأويل يساهم في فهم الواقع أو تفسير بعض قضاياه التي تعصي أحيانا عن الترجمة.
كثير ما تتشابه بعض السلوكيات بين عالم اليقظة وعالم الأحلام ,ومن المعروف أن العاقل في سلوكياته واقعا محكوم بالعقل عموما إلا إذا أخرجناه من عالم العقلاء مما لاشك فيه أن هذا التشابه في العالمين مرده لقاعدة فاعلة وحده هي النظام العقلي, ممارسة الجنس مثلا في اليقظة تشبه إلى حد كبير نفس الفعل في الحلم، فنحن نستيقظ أحياناً ولدينا شعور بانزعاج أو أرتياح عضوي مشابه لما نحسه واقعا كأن نحسً مثلاَ بثقل في الرأس، أو باختناق وكل ذلك لكوننا متأثرين بصورةٍ حلمية استدعت تلك الاستجابة الفيزيولوجية التي تحدث نفسها أثناء اليقظة.
عندما نفكر في الواقع فنحن نبحث عن تصوَر ما عن فكرة أو نتيجة لموضوع ضاغط أو حاضر في العقل، لا بد من متابعة له بشروطه أو التخلي عنه لوقت أخر ,ولكن إن أردنا تجسيد هذه الفكرة مثلا لا بد من تدوينها وهذا التدوين أصلا كمنتج لم يكن له مبرر لولا وجود الفكرة ذاتها ,وبالمقابل وأنا أفكر فيه كنت قد كونت تصوراً ذهنياً لما سأكتبه وكيف سيتقبلَه القارئ، هذه السلسلة في حقيقتها تشبه الحلم في شكليته ,وأيضا الكثير من التصورات التي كانت تجسيد لأفكار لم أكن لأتصورها لولا تفكيري فيها من خلال حلم العقل.
ولكي يكون العقل منتجا للمعرفة بكل صورها ومنها الأحلام لا بد أن يدعم بمقومات أساسية غير المقدمات الصانعة لخزين العقل بل طاقة تغذي محركات النظام العقلي وتشحذه للنشاط المعتاد فضلا عن النشاط المبدع وهذه الطاقة محصورة بعنصري الاوكسجين والسكر بالإضافة إلى ما يتطلبه النظام البيولوجي من أساسيات لا بد من دعم خاص لعقل تحديد من خلال دعم الجهاز الفاعل في نظامه وهما الدماغ والشبكة العصبونية.
ان عمل العقل مرتبط اساساً بتوفر الدعم المادي الضروري لهذه المنظومة وبالأخص عنصري الاوكسجين والسكر المتحولين بنظام الأيض البيولوجي الى طاقة توفر لهما قدرة العمل وتنشط فيه عوامل الفعل التشغيلي ,لذا نجد ان المصابين بداء السكر قليلين في انتاج الأحلام وتحويلها الى الجانب العكسي المتمثل دوما باستجابة انعكاسية السلبية التي يصيغها العقل على شكل مفردات تبين حاجة الجسم للطاقة فتتمثل عقلا برموز مثل النار والفعل العصبي الشدي وما شاكله من رموز عقلية .
أما الذين يعيشون في مناطق يقل فيها الاوكسجين فيقل نشاطهم الرمزي كأحلام وتصورات وخيالات وتأمل لنقص المكون الاساسي للنشاط العقلي السليم لذا فأن هؤلاء الاشخاص محكومين دائما بانشغالات البدن بتعويض الاوكسجين الضروري للجسم واستبدال النشاط العقلي بما يوازيه لتأمين التعويض او موائمة للواقع بالتالي تحويل النشاط العقلي من الذاكرة العميقة الى حدود الذاكرة الحديثة المستجيبة للحاجة الأنية .
ان النقص في الدعائم المادية للعقل(الاوكسجين والسكر) تفرض ملازمات مصاحبة لكونية هذه الاحلام وكليتها تنبع من عدم قدرة العقل على التعامل مع الذاكرة العميقة واستجرار المؤشرات القياسية التي يتعامل معها لإنشاء الحلم وتكوينه كذلك يكون غير قادر على اضافة او ترسيخ الرموز والإشارة الحادثة والمستحدثة منه .
ارتباط الحلم نشؤا وحدوثا مع نشاط وقدرة العقل على الأنتاج من خلال قدرة النظام العقلي واجهزته دليل أخر يضاف على أن مسئولية التحلم والاستحلام تقع على عاتق العقل وليس على النفس وقواها الحسية وبالتالي فإن الحلم صورة من صور انتاج العقل للمعرفة ولكن من نوع ونسقية اخرى قد تصنع معرفة حقيقية أو تدفع لصناعتها وإنتاجها.
ليس فقط في صناعة الرؤية الحلمية ولكن أيضا فيما تفرضه أثار الحلم من تركم يؤثر على الذات (الأنا) حيث ان الاثار التي يخلفها الحلم وينتجها لابد ان تترسخ في منطقتين من مناطق وعي الانا الذاتية :-
1. في وعي الانا الناطقة الفاعلة وهو ما يشكل حافز لدافع حسي اخر منتج ويصوغ سلوكية محددة قد تقف عند هذا الحد او تتوالى تأثيراته وتتفاعل مع الخزين الذاكري او تنشأ صور واحساسات اخرى .
2. في اللا وعي عند الانا العميقة(الدونية)فتمثل وتتمثل هروباً أو قمع غير مجدي عن مواجهة حاجة ومتطلب من متطلبات الشخصية الانسانية .
ان كلا الحالتين لا يمكن التفريق بين نتائجهما بمعزل عن مجمل الفعل التعقلي والحسي وذلك من طبيعة النشاط الانساني الذي يختلط فيه الروحي والمادي الذي يشكل فيه نوع فريد من التوافق بين المتناقضات داخل الشخصية الانسانية التي صيغت كما نؤمن من عاملي الفجور والتقوى وذلك بالتكوين والتكيف الجعلي والخلقي للإنسان .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الحداثة في تجسيدها للواقع الما بعدي
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2
- عن حوار الجدران ح1
- عن حوار الجدران ح2
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1


المزيد.....




- صناعة السيارات الكهربائية الصينية تستعد لغزو العالم.. هل أمر ...
- صناعة الساعات.. هل لها مكان في القرن الـ21 أم هي من الماضي؟ ...
- مرحباً بكم في أول سباق من نوعه.. -سباق الحيوانات المنوية-
- -بشروط-.. الإمارات تلغي حظر السفر على مواطنيها إلى لبنان بدا ...
- -الطريق إلى اتفاق أو حرب مع إيران يمر عبر السعودية- - هآرتس ...
- الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون بصاروخ باليستي، وإسرائيل تت ...
- مقتل شخصين في الفلبين إثر اصطدام سيارة بممر رئيسي في مطار ما ...
- استهداف مطار بن غوريون.. إسرائيل تهدد الحوثي بالرد -بسبعة أض ...
- موقع -واللا- العبري يكشف حقيقة دور تركيا بإلغاء زيارة نتنياه ...
- أردوغان: إسرائيل تتغذى على الدم والفوضى وخطواتها في سوريا ته ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأحلام صور عقلية منتجة