أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - المقدسيات: صامدات.. رغم المحن! -مركز نسوي الثوري سلوان نموذجاً-















المزيد.....

المقدسيات: صامدات.. رغم المحن! -مركز نسوي الثوري سلوان نموذجاً-


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 13:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


المقدسيات: صامدات.. رغم المحن!
-مركز نسوي الثوري سلوان نموذجاً-

عزيز العصا
http://alassaaziz.blogspot.com/
[email protected]
لا شك في أن الحروب تولّد مستجدات في حياة الشعوب. أما الهزائم، فإنها تحسم أمر الشعب؛ فإما أن يكون، أو لا يكون. وأما أهلنا الرابضون في القدس، فإن عهدنا بهم أنهم قرروا أن يكونوا، ليس على مستوى وجودهم هم، على أرضهم وحسب، بل أن يعيدوا للأمة مجدها، رغم تَنَكُّر الأهل، ورغم تخلي الأمة عن أقل واجباتها اتجاههم. والمقدسيون مؤمنون بدورهم المطلوب منهم، والذي يسعون، بقوة، إلى القيام به على أكمل وجه. أما المطلوب لهم في أعناق الأمة، فإنهم يتركوه للتاريخ الذي لن يرحم متقاعساً.
على هذه القاعدة، ووفق تلك الرؤى، أردت التوقف، بعمق، عند تجربة مقدسية، تحمل في طياتها الفرح والألم. وأبطال هذه التجربة هنّ مقدسياتٍ؛ رفضن الركون و"وضع اليد على الخد"؛ بانتظار المجهول القادم، أو العدو المداهم؛ فنهضن، بكل همّة ونشاط، ونفضن الغبار عن النفوس المتكدرة من هول المصاب. إنها قصة " المركز النسوي الثوري سلوان" كما سردتها السيدة "عبير زيّاد"؛ رئيسة هيئته الإدارية:
• فقد صحت نساء سلوان، وبالتحديد، منطقة الثوري، وإذا بالفساد والإفساد الذي يبثه الاحتلال يداهم الحارات والأزقة البيوت، ولم يترك أحداً من شروره؛ فهو بصور مختلفة، منها: المخدرات، الفساد الأخلاقي بكل أشكاله، الزواج المبكر وغير المبكر بأشكال ما أنزل الله بها من سلطان، الظلم والقسوة والشراسة التي تُعامل بها بعض النساء من قبل أزواجهن، الظلم والقسوة والمهانة التي يُعامل بها بعض الرجال من زوجاتهم وغير ذلك من صور "التدمير "الممنهج" لنفوس المقدسيين ونفسياتهم.
• تبين للجميع أن ذلك البرنامج الاحتلالي-الإحلالي المتكامل، يهدف، ببساطة، إلى "تهجير" المواطنين والسيطرة على مساكنهم؛ لإسكان المستوطنين مكانهم.
• هنا؛ أصبحت النسوة، بخاصة صاحبات البيوت الملك، أمام سؤال استراتيجي: هل نغير المكان وننجو بأسرنا.. أم نغير النفوس والثقافة، وننجو ببيوتنا وأنفسنا معاً؟
فجاءت الإجابة؛ سريعة عبر فكرة مشروع "نساء من أجل غد افضل"، يهدف إلى العمل مع الفئات المجتمعية المختلفة لتعزيز المواطنة الايجابية. ويعمل مع النساء والرجال والشباب من الجنسين.
وعند البحث عن تمويل لتحقيق تلك الأهداف الوطنية-المقدسية في مواجهة توجهات الاحتلال نحو تلك الجغرافيا، التي يطلق عليها "الحوض المقدس!!"، لم تجد المقدسيات من يلبي طموحاتهن، ولو بحدها الأدنى، فشرعن بتمويل البدايات من (جيوبهن) ومن مشاريع بسيطة، إلى أن جاء التمويل من وراء البحار؛ ولم يكن عربياً، ولا إسلامياً؛ بل كان ألمانياً، بامتياز، عبر مؤسسة "ثيودر سبرنجمن للتنمية". فتم تنفيذ البرامج والأنشطة التالية:
1) التوجيه والإرشاد الديني؛ لتزويد الرجال والنساء بخبرات حول الرؤيا الدينية بما يتعلق بالمرأة والأسرة، وتسليط الضوء على محاور متعددة في إطار البعد الديني، والنظرة التي تشمل تزويد المنتفعين بالمعرفة والدراية التي يعمقها الإسلام، فيما يتعلق بالنواحي المجتمعية المختلفة عموما، والنواحي الأسرية والنسوية على وجه الخصوص.
2) تربية الطفل؛ لتطوير المعرفة والمهارات لمجتمع الآباء والأمهات في كيفية التعامل مع الأبناء في العائلة.
3) التسوية وحل النزاع؛ لتطوير قدرات الآباء والأمهات، ومساندتهم في تفهم طبيعة النزاعات الأسرية، ودوافعها، ومعالجتها بطرق إبداعية تحفظ للأسرة تماسكها وديمومتها كَلَبِنَةٍ صالحةٍ في المجتمع المقدسي.
4) مبادئ الدراما؛ حول أساسيات التمثيل، و كيفية استخدام الدراما في التفريغ النفسي من خلال تجسيد الأدوار، لفهم التحديات والإشكاليات لمجتمع المرأة، إضافة إلى التطرق إلى إبراز ادوار المرأة النموذجية لبناء المجتمع المقدسي.
5) الدبكة والرقص الشعبي وتعليم الموسيقى؛ لتعليم رقصات فلكلورية –شعبية- ا، ولتطوير المعرفة حول السلم الموسيقى والآلات الموسيقية، مع التركيز على المرأة؛ بقالب مجمتعي نوعي، من حيث: مكانتها والتحديات التي تواجهها.
إن أنشطة المركز أوسع بكثير مما هو مذكور، وأنه يقوم على مشاريع وإبداعات أخرى، بالتعاون مع مؤسسات مقدسية وغير مقدسية، ممولة من جهات عربية وإسلامية ودولية. إلا أننا اخترنا المشروع المذكور وأنشطته ومصدر تمويله، للدلالة على أن البرامج والأنشطة المذكورة وغيرها من الإبداعات تشكل، في مجموعها، استجابة حقيقية للتحديات التي تواجهها التجمعات المقدسية، في صراعها (الوجودي) على أرض الآباء والأجداد. كما أن هناك أمانةً، نتوجه بها إلى صانعي القرار، على المستويات كافة، في وطننا الغالي وفي أرجاء أمتنا، التي نأمل منها الكثير، تتمثل في أمرين اثتيْن، هما:
أما الأول؛ فهو الالتفات إلى أن المرأة المقدسية لن تركن وتنتظر المعجزة؛ بل أنها، وبدعم وإسناد من شرائح المجتمع الأخرى، ومن الخيّرين، قد نزلت إلى الشارع، وشمّرت عن ساعدها؛ لتأخذ دورها كـ "مدرسة" تُعِدُّ شعباً طيب الأعراق. هذا النموذج الذي نرى بضرورة تعميمه ونشر فائدته لتعم حارات القدس وأحيائها كافة.
وأما الثاني؛ فهو أن مال الأمة، هو الذي يجب أن يموّل التدريب والإرشاد الديني، الذي يعيد الأسر المقدسية إلى جوهر الإسلام، وينمي في المقدسيين روح المواطنة والانتماء إلى القدس، وإلى الشعب الفلسطيني وإلى الأمة، ويحفزهم للدفاع عن عاصمة الأمة في وجه "التهويد" الذي تزحف نيرانه؛ لتلتهم القدس ومن عليها وما عليها.
إلى أن يتضح لكل صانع قرار الدور المطلوب منه، فإننا نسجل شكرنا وتقديرنا لكل المؤسسات والأفراد من شعبنا وأمتنا الذين يمدون يد العون والإسناد للمقدسيين. ونتوجه إلى كل من يمسك بـ "مغارف" القدس والمقدسيين، وبالأموال المخصصة لهم ومن أجلهم، أن يتقي الله في حاجات أطفال القدس، ونسائها، وأسرها التي هي بأمس الحاجة إلى الرعاية والمتابعة، من أجل بقاء القدس عربية-إسلامية؛ جغرافياً، وحضارياً، وديموغرافياً، ومقدساتياً، وعقائدياً.
كما نتوجه بنفس النداء إلى أحرار الأمة والخيّرين منهم، أينما وجدوا، الذين قال فيهم الله في محكم كتابه العزيز: "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"، لكي نذكرهم بأن المقدسيين يتعرضون لعملية استئصال من جذورهم، بهدف الإلقاء بهم خارج الجدار؛ لكي يحلو للاحتلال تهويد الزمان والمكان والتاريخ والجغرافيا. وحينئذٍ؛ تكتمل آخر حلقات الهزيمة التي تطبق على عنق كل من يمارس الجحود والنكران بحق القدس وأهلها ومقدساتها وحضارتها.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 17/09/2014م



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطينيو الداخل: حماة الديار.. رغم القيد!! ...
- حسني الأشهب: اعتلى صهوة التعليم.. فذاد عن عروبة القدس بقلم: ...
- المقدسيون: بين إفقار الاحتلال.. وجحود الأهل والأشقاء!! بقلم: ...
- المقدسيون: مُقاوِمونَ.. وإنْ عَزَّ الأَهْل!!
- سميح القاسم.. غادرتنا في الزمن الصعب
- ماجد الدجاني في ديوانه -قصائد مطاردة-: يُطارِدُ.. يُطارَدُ.. ...
- هل يمكن أن تكون الحرب عادلة في القرن ال (21)؟! -الحروب على غ ...
- الشاعر -أنطون الشوملي-أبو الوليد-: مسيحي الديانة.. إسلامي ال ...
- القدس: عاصمةُ (ظُلمِ) الفلسطينيين عزيز العصا
- نحن و-إسرائيل- والجغرافيا
- أحمد غنيم في روايته -الشيخ ريحان-: يُطرز لوحة للقدس بأزمنتها ...
- العراق القادم: الغلبة فيه.. لمن؟! بقلم: عزيز العصا
- نسب أديب حسين في مجموعتها القصصية -أوراقُ مطرٍ مُسافرٍ-.. تُ ...
- جورج حزبون: ذاكرة وطن وقضية بقلم: عزيز العصا
- أحمد عبد الرحمن في كتابه -عشت في زمن عرفات-: من الذي أضاع ال ...
- مسرحية -المستوطنة السعيدة- لكاتبها أحمد رفيق عوض: مَشاهِد من ...
- عبد الله البديري: كاتبٌ مقدسي.. ترك فينا ورحل قراءة: عزيز ...
- إياد شماسنة في روايته -امرأة اسمها العاصمة-: يتنقل بنا من عب ...
- جائزة نوبل للتعليم.. تكشف مكنونات فلسطين... -محمود داود سلام ...
- كتاب -نصب تذكاري- لمؤلِّفيْه أبو عباية والبيروتي: قصص بطولةٍ ...


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - المقدسيات: صامدات.. رغم المحن! -مركز نسوي الثوري سلوان نموذجاً-