أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عشتار محمد الكيش - فصل من سيمفونية الاستحضار ......














المزيد.....

فصل من سيمفونية الاستحضار ......


عشتار محمد الكيش

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


تستفيق مجددا ، تدرك انها المرة الثالثة تستيقظ فزعة ، الملح المر يعذب وجنتيها بهدوء ، صراع الاباطرة انتقل للعالم الخارجي .
تستحضر منير ، لترتمي على كتفه العارية ، لتداعب تفاحة أدم التي تميزه ، سارحة في السقف ، ويضيع منير في ملامحها ، وحركة دموعها المنسابة ، شفتاها الغضتان تتحركان بهدوء طفلة متألمة ، يضيع بين ثناياها ......
تغلق الهاتف وترميه أمامها ، منير لا يجيب ، نهضت من ضريحها ، متوجهة حيث النور الخافت يضئ تلك البقعة المقدسة في المنزل ، غارقا بانسياب في تلك الاريكة القديمة ، برفقته صديقته الفاخرة ، لا يستغني عن زجاجته .
تأملها تقف في الباب ، ممتلئة القد ، عارية الفخذين ، حافية كطفلة شريدة ، شعرها الاحمر المتمرد اشعت ببلاهة ، تستدعيه بوقاحة ملاك أن يرتمي امام قدميها الحافيتين، يخاطبها بهدوء مزعج :
-تعالي صغيرتي.
يدلها على مكان الجلوس ، جلست في حضنه ، ويده اليمني تسند ظهرها مداعبة لرقبتها ، ملامحه السمراء المتعجرفة منفرجة عن نصر صغير .
-القي براسك على كتفي .
-لا ارغب جابر .
يتحسس فخذيها بيديه الخشنتين ( لماذا ؟ صوتك يعلن عن شتاء حزين ، أنا سعيد يا طفلتي ، سعيد بمجيئك لتؤنسي وحدتي بصحبة الويسكي .
-الجميع هجرني جابر ، لا ارغب مجابهة الحرب الكامنة في عقلي لوحدي .
- اسكتي ، و ارتمي في حضني ، انسابي كطفلة مطيعة ، انا لن اتركك ، انا الوحيد القادر على امتاعك ، هجرتيني لكن اسامح دائما ، عنادك ، وسخطك يهصرني رغبة .
-لا اريد جابر ، يكفي ، انت من خذلني سابقاً.
- صغيرتي انت من خذلني ، كنت فرسي الجامح الذي راهنت عليه ، مجرد رهان خاسر، خذلتني .
تنتفض باكية ، مخضعة رأسها المخضب بأخبار الموت وعبدته ، منحنية باستسلام على كتفه الهزيل .
- خدلت ذاتي ، خسرت في حربهم ، اخضعوني ، وانا لم اعد استطيع المقاتلة أكثر ، اخرهم تلك المقاتلة العجوز .
- فاطمة عندما كانت في عمرك، تقيم الدنيا ، الكل تحت عوالمها خاضع ، ( يتأملها بحنو قاسٍ )
-ملاك نقي ، انا يا جابر.
- ليذهبوا للجحيم ، جميعهم عواهر، انت نقية ، مدهشة ، طفلة شقية ، ثائرة بعنفوان يثير عجوز مثلي ، عودي لي مجددا جنيتي المطيعة ، لكم ندمت تلك المرة ، هل تتذكرين ؟ ذاك العجوز ضخم البنية الذي كان بصحبتي ، عندما التقينا في العاصمة ( ترنو له بدلال ، مؤكدة انها تتذكر جيدا ، عجرفته في ذاك اليوم ) ، أخبرني كم سأكون معتوه بائس اذا لم اتزوجك ، ااااه ... كم رغبت في الزواج منك، رهنك ، لكنك تهربيين دائما ، مغرورة ، انيقة ، ذكية ، تعيشين تجاربك ، وتتجاهلين وجودي بفجور قطة متباهية ، داعبيني ونامي على صدري ، انا حلقة الوصل بينك وبين العالم .
عنادك يزلزل عوالمي ، ضعي يدك على – جيمي – داعبيه ، كما كنت تفعلين قبل الاربع سنوات الماضية .
-جابر، مللتك ، لم اعد استمتع بالتظاهر ، كفرت بالتظاهر ولا أرغبك .
-مللتني ! طفلة كاذبة ، عاهرة ، هذه طبيعتك ، اخضعي لطبيعتك ، وكفاك تعنتاً، وعنفواناً ، ( يداعب شعرها بعنف ) كم أرغب اخضاع عنفوانك هذا ، لا تجزعي ، لن اكسرك ، بل سأقوم اعوجاجك ، اعطيني لسانك اتلذذ بطعمه السليط في فمي .
تفك نفسها من حضنه ، تتأمل عينيه بجمود مغري ، تشعر بعينيه تهابها .
-اخضعي ، اخبرتك ان تخضعي ، وتكفي عن اظهار مخالبك في وجهي ، يا عاهرتي تثيرينني.
-جابر انا عاهرتك الصغيرة ، عاهرتك التي قرفت وملت من تخيلاتك، ومداعبتك السقيمة لذاتك الشيطانية ، ملاك مثلي لا يستطيع اخضاعه شيطان هرم مقزز، لم تخضعني تلك البعبع ، فهل تعتقد انك قادر على اخضاعي ؟
تتساءل مكشره عن ضحكة فاجرة ، يبادرها بهدوء واثق ، متلذذ بعته .
-ارغب اغتصابك يا طفلتي اللعينة ، سأعيد الزمن من جديد ، ولقائنا سيكون في العاصمة مجددا ، هذه المرة لن تهربي ، سأختطفك.
-وفي غمرة الشعور بالاعتزاز ، تنظر له بشفقة، ودون أي احساس بالذنب تعلن:
-أنت شيطاني الهرم ، وانا جنيتك العاهرة ، ولازلت عاجزا عن الالتحام بجسدي ، أستمر جابر، استمر في مداعبة عضوك ، وأستمر في تخيلاتك الليلية الدائمة ، نم بهدوء ، حتي تعلن عن خضوع نجم جديد في كونك الفظ ، تصبح على خير، ( وتطبع قبلة ساخنة على شفتيه الضامرتين ، منذهل ، مكسور ، فقط مسحور ، ليستمر جامدا في اريكته القديمة ).



#عشتار_محمد_الكيش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل من سيمفونية الاستحضار ......


المزيد.....




- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عشتار محمد الكيش - فصل من سيمفونية الاستحضار ......