|
لماذا تلك الفوضى
ضرغام عادل
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 11:24
المحور:
كتابات ساخرة
لماذا تلك الفوضى؟ ضرغام عادل لازال ثمة ألم وحسرة وخيبة امل واثر بالغ في داخلي منذ مساء الاثنين الثامن من يلول الجاري عندما رأيت ورأيتم فوضى اعضاء مجلس النواب اثناء جلستهم التي اسفرت عن ولادة عسيرة لحكومة العبادي. في بداية الجلسة ثلاث مرات قالها سليم الجبوري رئيس المجلس اثناء تلاوة القرأن الكريم، " رجاءاً هدوء القرأن يتلى، اصمتوا القرأن يتلى، القرأن يتلى" فلم يصغي له احد واستمروا الكثير من النواب في الحديث فيما بينهم لحين انها القارئ قرأته، هنا كانت بداية للفوضى التي لم تنتهي الا في نهاية الجلسة. امر غريب حقاً عدم احترام رئيس المجلس وعدم احترام كتاب اللة. والامر الاكثر غرابة ولاوضح سذاجة هو حين صوت اعضاء البرلمان على نواب رئيس الجمهورية، توجهوا مباشرتاً نحو المالكي وعلاوي والنجيفي لتقديم التهانئ لهم بمناسبة تسنمهم امتيازاتهم الجديدة عفواً مناصبهم الجديدة بشكل لافت، وكأنهم في حفل زفاف ويهنئون العرسان ويباركون لهم، لا في مجلس النواب لدولة جمهورية العراق. رئيس المجلس الجبوري عاد مرة اخرى يدعو اعضاء المجلس للهدوء، وجلوس في مقاعدهم لفسح المجال امام نواب رئيس الجمهورية لاداء القسم، حينها تذكرت معلمتي في الصف الخامس ابتدائي التي كانت تدعونا للجلوس في مقاعدنا بعد ان تجمعنا حول احد المعلمين الذي قد جلب الينا القرطاسية في ذلك الوقت.
ولا زالت المهزلة مستمرة ولا زالت السذاجة واضحة حيث عاد نواب رئيس الجمهورية لمقاعدهم عاد أعضاء المجلس لتقديم التهنئة مرة اخرى، امر معيب حقاً، ليعود للمرة الثالثة رئيس المجلس ليطالب النواب الجلوس في مقاعدهم للتصويت على النائب الاول لرئيس المجلس. فيما السجالات والاعتراضات من قبل بعض النواب على طريقة التصويت على الحكومة كانت مستمرة، منهم من يرى ان التصويت على الحكومة يتم بأغلبية الحاضرين، واخرين يرون ان التصويت يجب ان يكون لاغلبية اعضاء مجلس النواب وليس غالبية الحاضرين، واعتراضات اخرى حول عدم معرفة بعض الوزراء والمطالبة بسيرهم الذاتية هكذا استمرت تلك الفوضى الى نهاية الجلسة. السؤال. لماذا لم يتم العمل بالتصويت الالكتروني الذي سبق وان بشرنا المجلس في وقت سابق أبتداء العمل به؟ الذي كان لو طبق في تلك الجلسة لما رأينا تلك الاعتراضات. ثم لماذا لم يتم الكشف عن اسماء الحقائب الوزارية قبل التصويت عليهم؟ ليطلع عليهم الناس والاعلام، ولماذا لم يتم عرض سيرهم الذاتية، حتى نتعرف على كافة الوزراء الجدد، وبنفس الوقت نتخلص من السجالات غير الحضارية التي دائماً ما تطفو فوق سطح قبة البرلمان، هل ثمة اسباب منعت ذلك؟ وليس من حقناً ان نسأل هذا النوع من الاسئلة، لا تتكلم نحن ماضون بتشكيل الحكومة ليس هذا وقت للحديث عن فوضى البرلمان ولا عن التصويت الالكتروني ولا وقت لعرض سير ذاتية للوزراء اوالكشف عن اسمائهم .انت لديك مصالح سياسية تريد تسقيط هذه الكتلة السياسية او تلك. هذا حديثهم!
لتحقيق الامن ولأستعادة المناطق التي سيطرت عليها المجاميع الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش يتطلب برلمان منظم ادارياً، لا برلمان فوضوي, يتطلب برلمان على قدر المسؤولية برلمان يعي بشعور الوطني، برلمان قادر على ايجاد حلول للتحديات الجسيمة التي يواجها العراق، لا برلمان محاصصة ومحسوبية، لا برلمان تقاسم الغنائم لا برلمان مساجلات كلامية وخطب ارشادية في حقية الامر ان جلسة مجلس النواب التي كانت مخصصة للتصويت على الكابينة الوزارية لحكومة العبادي بعد العراك على المناصب ولا اقول المفاوضات الذي استمرت الى اخر ساعة من المهلة الدستورية، تمت بشكل غير منظم حيث ان سمة الفوضى كانت سائدة داخل البرلمان، الذي كنا نتمنى ان نراه يعمل بحرفية ادارية وتنظيمية لجلساته، كما هي جلسات اي برلمان في العالم، لما ينعكس ايجابياً على ادائه في اقرار القوانين التي ينظرها المواطن، اتمنى ان لا تتكرر مهزلة وفوضى تلك الجلسة في الجلسات القادمة. .
#ضرغام_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما مشكلتكم مع الشيعة
-
برلمان الراحة والاسترخاء
-
أوقفوا كلمات الباطل
-
علينا إن نستبدلهم
-
قد تلدغ الحكومة مرتين
المزيد.....
-
ميكروفون في وجه مأساة.. فيلم يوثق التحول الصوتي في غزة
-
عبد اللطيف الواصل: تجربة الزائر أساس نجاح معرض الرياض للكتاب
...
-
أرقام قياسية في أول معرض دولي للكتاب في الموصل
-
” أفلام كارتون لا مثيل لها” استقبل تردد قناة MBC 3 على الناي
...
-
جواهر بنت عبدالله القاسمي: -الشارقة السينمائي- مساحة تعليمية
...
-
لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ
...
-
بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع
...
-
مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا
...
-
مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر
...
-
عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|