أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد خليفة أحمد - مواطنون درجة ثانية














المزيد.....

مواطنون درجة ثانية


أحمد خليفة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 05:55
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لماذا لا نكون منصفين ؟!

- الطبيعة بفطرتها الأولية عادلة ومنصفة ولا تفرق بين وجودية الكائنات والظواهر والمدركات الحسية والغير حسية ، كلٌ تعاملهُ بكينونته ومبدأ وجودي حتي الموت وهو أبشع صور الجمالِ عادلٌ ومنصف فما سمعنا عن أحدٍ استطاع أن يُغفِلَ الموت عنه.
ولكن حكوماتنا تغفل ومجتمعاتنا تغفل وأفكارنا تغفل عن معني الإنصافِ . مفهومهم للعدلِ " هو ألا تعقيب علي أحكام القضاء "
القضاء البشري ، الموجه ، المُسَيَس .

- كان لحسن حظي أن أولد بعيدًا عن صخبِ المدينة " كل مدينة" ، أقبل بمنطقي الريفي دون تعصب له وأراه ثغرة هاربة من نشأةِ الوجود أن أتعرف علي الألوان بحقيقتها الأولية الصادمة ، أن أغزِلَ أول كل شئ بيدي ، أن يكون صياح الديكة هي الأداة التي تُخبرك بشروق الشمسِ وبداية يومٍ جديد ، أن أتعرف علي الأمورِ بالإدراك الريفي النقي الساذج ، ألا أقبل بإستبدال أطرافي بأداتين إحداهما قاطعة " سكين" والآخري قانصة " شوكة " حتي وهم بأكثر حالاتهم إستمتاعًا " وقت الطعامِ " يستخدمون أداوت حربٍ .
هناك حيث الطبيعة تتجلي في أبهي وأصدق صورها ، ورغم ذلك فإني "ريفيٌ فاشل " لم أزد عليه غرسه ، ولم أرع ماشية تكتشف من خلالي جمال الوجود ، لم أذب في تفاصيله وأكتفيت بمظهره الجمالي .

- ولكننا في حساباتهم –"هم" ضمير المسوخِ- مواطنون درجة ثانية ، أننا مجتمعات رفضت المدنية والتحضر ورأت أن في تمدينها الهلاك المحتم، وضربوا بيننا وبينهم بابٌ باطنه " نظرة إستهجان ونفور" و" ظاهره مرحلة من مراحل التكوين الحضاري ".
لم يقتصر حديثي عن الريف والقري بل كل ما هو خارج مجرة " العاصمة " فلأننا مجتمعات حديثة عهدٍ بكل شئ وأي شئ له علاقة بمفهوم "الإنسانية" ظل يعظمُ هذا الباب الموصودِ بين الريفِ والمدينة حتي طال المحافظاتِ بأكملها ويكون كل ما هو خارج مجرة العاصمة فهو "مستهجن".
لم تقصر الحكومات والأنظمة علي مختلف مرحلها في توطيد أساساتِ هذا الباب وأصبح جدارًا عازلاً ، فالعاصمة هي الساهرة ، الساحرة ، الفاتنة ، وما دونها مراحل تطورٍ يُشارُ لها مجازًا ، فأصبحت العاصمة هي الحاضنة لدورِ الفنون ودوائر القرار بها المسارح والسينمات ودور النشر والمحافل والوزارات والهيئات وكل ما هو "معلم حضاري" وهذا إعتراف منهم بأن الحضارة لم تطل إلا العاصمة .

- أصبحت المحافظات هي الوقود الذي يحترق لينير "يوتوبيا العاصمة" فمنها الصناعية والزراعية والساحلية اختلاف بيئي غرضه استنزاف الموارد لا تكافؤ البيئات ، وكل حاكم وحكومته تأتي لا لشيء سوى تأكيد هذا الأمر تشاركوا جميعًا في الأمرِ ذاته ليخرجوا لنا بوجهِ غوغائي لا يدرك من التحضر سوى شكلياتهِ ومظاهرهِ الفظة التافهة ، فأصبحنا عرضًا ساخرًا للآخرين تحت عنوان " مجتمعات العوالم المتخلفة " .
أما تساءلت كيف بفرنسا عاصمة الجمال والسحر تجعل من مدينة " كان " محفل ومزار عالمي وهي ليست بالعاصمة ولا ضمن مدنها الساحرة ، إنهم أدركوا أن التحضر إنما خلق للمجتمع بأكملهِ .

- مساكين أبناء هذا المفهوم ومتعصبي المدينة الذين يدركون بأن رابطة العنق الفاخرة هي أهم مظهر من مظاهر حضارته ، أصبحوا سوقًا لمنتجاتٍ وبضائع مستهلكين لكل شيء لا منتجين إلّا لمظاهر التعفن الفكري ، ثوروا فإن الثورات لم تخلق لتطيح بالحكام وتبقي علي الأفكار ، أحرقوا هذه الأفكار لعلها تُطهر أرواحكم .
وإن كانت المدنية والتحضر في فعلكم وأفكاركم ومبرراتكم الواهية فإني كافرُ بها والمجد " للمواطنون أصحاب الدرجة الثانية "



#أحمد_خليفة_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان بين التنظيمِ والميدان
- كش ملك


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد خليفة أحمد - مواطنون درجة ثانية