أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - موسى وجولييت الفصل العاشر














المزيد.....

موسى وجولييت الفصل العاشر


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


حمامة تنهض بدلال شرس، وتعانق العالم مثل علبة كبريت. كانت صورة التحدي، أسطورة العودة بعد ألفي سنة. ويرجم نفسه في رأسه دون توقف، ثم يتعب، ويظهر أنيقًا في محافل تل أبيب. ولكنه عاجز عن التصديق، هو، ياكوف، أبو العزيزة جولييت، عاجز الآن عن تصديق ما رآه في حلمه الأخير. صورة أخرى للتحدي. صورةُ نبيٍّ عملاق، ويوسُفُ، ابنُهُ، تحت نعله، وبعد أن ناولته السماء سكينًا ذبحه.
فسر ذلك بقوة الإرادة، والحكمة، والتضحية، وفسر ذلك بعزم الابن على منع زواج الابنة، فتذبحه الأبوة على الرغم من أنه أكثر ما يحب قلبه. تخدر ياكوف، أبو العزيزة جولييت، سعادةً للتفسير الأول، وتعاسةً للتفسير الثاني، فكيف يمكن ليوسُفَ تحدي أبيه حتى ذبحه بيد أبيه؟ ذاك الجنديّ العاق! نادى ياكوف، أبو يوسُفَ الجنديّ، نوريَ، ابنَ التبني، وقال له بنبرة فيها عليه عظيم التمني:
- ذبحت ابني يوسُفَ في سبيلك، يا نوري، أترى مدى حبي لك؟ حب عميق من غابر العصور أحمله بين أضلعي.
ذُهل نوري الذي سأل ياكوفَ، أباه:
- ذبحت يوسُفَ، آه، يا أبي ياكوف! أذبحته بيديك هاتين وكل هذا في سبيلي؟
أطلق ياكوف، أبوه، ضحكة ساخرة، وأوضح:
- كان ذلك في حُلْمٍ.
ارتاح نوري، وياكوف، أبوه، يضيف:
- لأنه يعارض زواجك من جولييت، فكان الحُلْمُ أقوى من الحقيقة!
مال ياكوف، أبوه، باتجاهه، وقال محددًا النظر في عينيه المكحلتين بكحل عدن:
- هذا عقابي في طريق كل من يقف في طريق زواجك الذي أريد.
هبت في عيني نوري ريح سبأ، فسجد بين يدي أبيه، ياكوف، وابتهل:
- لنلغ هذا الزواج، يا أبي ياكوف، لنلغه، فما حلمك الرهيب إلا أول إنذار لصعوبات لا تحمد عقباها.
- أية صعوبات هي صعوباتك؟
- سلوكك، ذَبْحُ يوسُفَ، آه! يا أبي ياكوف، ينبئ بسوء العاقبة. كيف استطعته؟
ارتعش جفنا ياكوف، أبيه، لحظةً، الوقت الذي كان فيه تراجعٌ وتفكير، ثم قال بصوت رخيم:
- ولكنه لم يكن إلا حُلْما.
تخلص من أحاسيس الخوف، وقال مصممًا:
- سأزوجك من جولييت على الرغم من كل شيء، يا نوري، ولتصعد على عرشي بعد وفاتي.
تساقط نوري في أقرب مقعد، وراح كالجرو يلهث، وياكوف، أبوه، يضيف:
- سأزوجك من جولييت، يا نوري، سأزوجك من جولييت، ولتطبق على رؤوسهم الدنيا!
استراح ياكوف، أبوه، في مِقعده الجلديّ، واتجه بنظره إلى الليل الدامس المتسلل من الستائر. طلب إليه طلبا، واشترط عليه شرطا:
- على أن تقتل سالامون.
خارت قوى نوري:
- أن أقتل سالامون! مدة إنذارنا له لم تنته بعد. حتى ولو انتهت مدة الإنذار، فلم يخطر ببالي أن يصل الأمر إلى القتل.
ألح ياكوف، أبوه، بقوةٍ، وأصرّ:
- أريدك أن تقتل سالامون، يا نوري. أنا ذبحت لأجلك يوسُفَ، وأنت لا تريد أن تذبح لأجلي سالامون؟ إذا قتلت سالامون صار نادي أدريانا ملكي.
حاول نوري عاجزًا فهم منطق أبيه دون أن يصل إلى ذلك، فأوضح ياكوف، أبوه، ليدفعه إلى تنفيذ أمره:
- اشتريت أسهم غريميه مقابل دمه. أفهمت الآن؟ اقتل سالامون، يا نوري، وخذ جولييت لك زوجة.
في تلك اللحظة، صار لنوري رأس خنزير وجسد بشر، فأمره ياكوف، أبوه، أن ينهض، وألا يكون مثل مخدوميه من عرب المناطق أهوج، خارجًا على القانون، أخرق، أن يكون بالأحرى معترفًا به شرعيًا في الجريمة ومُجَلاً لدى الأوباش. وقال إنّ ما صار إليه من قوة وعظمة لا لشيء إلا لأنه يفرض على الآخرين من عرب ويهود ما يريده بسوطه، أما لو كان ضعيفًا لبقي مسحوقًا تدوسه الأقدام، فسأله نوري:
- لِمَ البشرُ جبارون؟
ولكن ياكوف، أباه، قال إنهم أهانوه طوال العمر، والآن، فلينتقم، وليتذوق طعم الانتقام.

يتبع الفصل الحادي عشر



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى وجولييت الفصل الثامن
- موسى وجولييت الفصل التاسع
- موسى وجولييت الفصل السابع
- موسى وجولييت الفصل السادس
- موسى وجولييت الفصل الرابع
- موسى وجولييت الفصل الخامس
- موسى وجولييت الفصل الثالث
- موسى وجولييت الفصل الثاني
- موسى وجولييت الفصل الأول
- ظاهرات ما بعد الحرب في غزة
- سميح القاسم الولد الرديء
- جثتان
- حوار بين جندي ومقاتل
- دمع
- جندي يموت من الحب
- حيض
- مقاومة
- غزة حبيبتي
- خفايا الربيع (الشتاء) البحريني
- خفايا الربيع (الشتاء) اليمني


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - موسى وجولييت الفصل العاشر