أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة بوخريص - قراءة في رواية الحب الآتي من الشرق














المزيد.....

قراءة في رواية الحب الآتي من الشرق


خديجة بوخريص

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


انتهيت قبل أيام من قراءة رواية الحب الآتي من الشرق للروائي أحمد بطاح، ظننت وأنا أقرأ السطور الأولى أن الرواية سيرة ذاتية يتحدث فيها المؤلف عن تجربة حب عابرة يتخطى منها آلاف الأشخاص يوميا، لكن ما أن تغلغلت في باقي أوراق الكتاب حتى اكتشفت أن الصفحات الأولى لا تكاد تعبر سوى عن مقدمة أراد الكاتب أن يلج بها مضمون روايته، أو ربما أراد أن يصفي حسابات لنفسه ويترك حيزا للإفصاح عن ما يختلج جوانبه، لقد كانت المقدمة مساحة مسروقة يظهر من خلالها الكاتب ساردا وقاصا ومتكلما وبطلا ثم ما يلبث حتى يغيب صوته بين أصوات الأبطال، فكانت التقنية هنا كتقنية المقدمات الطللية والغزلية في الشعر العربي القديم.
ما أن تنتهي من قراءة تلك المقدمة حتى تجد نفسك أمام امرأة بيضانية بقسمات بدوية تراقب قطيعا من الإبل في الأفق البعيد، ثم تتوغل أكثر وأكثر في أعماق الرواية لتدرك أن أحداثها تدور قرب عوينة إيغمان حيث يسكن مربيه بطل الرواية مع عائلته، مربيه تضيع إحدى نوق عائلته بعد أن فرت بسبب آلام المخاض فيقرر البحث عن الناقة الضالة، يسري ليلا قاطعا الشعاب والوديان إلى أن يدركه الصباح في أرض قبيلة أخرى، هذه الأرض تسمى تيدركيت، وهناك سيجد ضالته بل ضالة عمره، إنها فتاة بارعة الجمال، فاتنة القوام، رقيقة الصوت، ذات ملامح افريقية آسرة، ستصيب مربيه بالجنون، وسيقرر الوقوف في وجه قبيلته التي تمنع هذه العلاقة، ستدور الأحداث وسيكتشف مربيه أن عدوه الأكبر في هذه العلاقة هو أقرب الناس إليه، ولكنه سيكتشف ذلك بعد فوات الأوان.
ما يميز هذه الرواية هي تقنية تعدد الأصوات، فكل بطل من أبطال الرواية يحكي عن نفسه وما يدور فيها، تحكي صفية أخت مربيه عن حبها لمنصور، كما يحكي سيد أحمد أخ مربيه عن حبه لفتاتين في الوقت نفسه، ويتخلل هذا ألحكي شخصيات أخرى منها الطيبة والشريرة، إنها رواية تسحرك بلغتها الشاعرية، وتعابيرها المنتقاة بعناية كما ينتقي خبير طبخ خضر أكلة ناذرة.
تعكس الرواية أيضا مرحلة تاريخية مهمة من مراحل تاريخ المجتمع الصحراوي، وتسلط الضوء على العادات والتقاليد التي يتميز بها، فالكاتب/ الروائي سيرفع الشاي الصحراوي إلى مرتبة الفلسفة، وتصبح للشاي فلسفة خاصة، كما يشد بنا الرحال لمناطق متعددة في منطقة واد نون وصفها الوصف الدقيق، كأنك تراها بأم عينك وأنت تقرأ عنها بين ثنايا الرواية.
في الأخير ستكتشف أن العنوان يحمل أكثر من دلالة ف "الحب الآتي من الشرق" يعوض نظرتنا القديمة للشرق الذي كان لا يأتي إلا بالحروب والويلات، فيولد الحب هذه المرة من كنف المستحيل.
وحينما تنتهي من قراءة الرواية ستعرف حتما أن الرواية ليست (رواية شرقية يتزوج في آخرها الأبطال، وإنما تجربة الرجوع منها محال).
بقلم خديجة بوخريص
طالبة بكلية الحقوق أكادير



#خديجة_بوخريص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية الحب الآتي من الشرق


المزيد.....




- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة بوخريص - قراءة في رواية الحب الآتي من الشرق