الحكم السيد السوهاجى
الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 23:45
المحور:
الادب والفن
سيدتى دعى هذه المرآة
فأنها مجرمة
قولى لى
كيف سرقت شفتيك
وروحك و جنتك
كيف كنت ترقصين هائمة
كيف لعقت عينيك الزروقين
و كم حملت الملامح
فى ثناياها الشهية
وا طعمت منك
كل شىء
دعيها فإننى أغار
غيرة أشبه بالموت
سيدتى
و هل تعلم المرايا مثلى؟
هل تعلم أن لك عين بألف عين؟
هل تسحب الروح؟
هل تبسط زرقتك ؟
هل تدثر آذنيك بالكلام؟
هل تجرى و تلعب؟
هل تمتد إلى آخرالبراح؟
هل تتقاسم معك الدفء
و كل شىء
دعيها فإننى أغار
غيرة أشبه بالموت
سيدتى أعيون المرايا
ترى و تشاهد
ابجدية الروح
و ألحانك الشريدة
أ تطارد فيك المدن و القرى
أ تزين بك الحديقة
و هل لها جنون و لحن
و شدو فوق أغصانك العنيدة
و هل تصب العرق و تستحم
و تنام و تحلم
و هل لها قيام البشر
فى ملامح الورد
و الشرود
أيتها المرأة الغارقة
فى ساحات أفكارك
المتيمة ببحيراتك
أ تستعد مرآتك للابتسام و الضحك
أ تقيد
أ تطلق يديك للريح
أ تحرق
أ تدفء
أ تحمل
أ ترقد
أتخلع نعليك
فى طريق طويل
طريق شقاوة عينيك
و حشرة الروح
روحك التى تطرد الشياطين
وبحور الأرق
أ تلملم و تسحب
أ تنقل أحمالا حب سخى
إلى بلاد بعيدة
حب يغرق بك
إلى حد الصراخ
دعيها فأننى أغار
هل لها زنابق
و مد و جزر
و سواحل مستقيمة
و متعرجة
و ابرا صينية
تفك منك الوجع
هل تأكل وتشرب
و تغسل و تحلب
و هل لها سكان عبيد
يسكنون المقابر
يسكنون الحدائق
يسكنون و يرقدون
على حافات الرصيف
تائهون
وهل تشبه الساقية
فى ملامح الأرض العطشى
و الناى
و العصفور
وذكر النحل
و كل الطيور الجارحة
و لها ريش تنام عليه
صدر التوتة
و هل لها بساط مثل هذا
و هودج و قلاع
و شباك و أنصال
و ضحكات
ترن
ترن
فى حلقات الروح
#الحكم_السيد_السوهاجى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟