أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مسعودي - هل نحب الأشياء؟














المزيد.....

هل نحب الأشياء؟


محمد مسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 23:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأشياء المحيط بالإنسان المعاصر حاليًا أساسية لحياته بشكل عام، وخصوصا في تعزيز حياته النفسية. فإذا كان "الناس القدمى" يعتمدون على التراث الغير المادي المحيط بهم من أغاني، وأهازيج، وحكايات، وتجمع فيما بينهم، فإن الإنسان المعاصر أصبح في المقابل يجالس الأشياء أكثر من أناس آخارين، وبالتالي أصبح أغلب أفراد المجتمع يتجهون نحو الفردانية؛ باعتبارها السبيل الأفضل للخروج من الصعوبات التي يتعرض لها الفرد المعاصر، وبالتالي نحصل على فراغ في جعبة الفرد، وهذا الأخير يحاول ملئه بأيِّن كان ويأتي دور الأشياء، وأقصد بالأشياء هاهنا كل ما هو مادي يحيط بالفرد، ويكون مركز رغبة في تحصيله، وامتلاكه من طرف أفراد المجتمع، مما يفسح مجال أمام النظام الرأسمالي في إنتاج هذه الأشياء بالطريقة الكفيلة لاستنزاف الثروات المادية من كل فرد، ونجد على سبيل المثال لا الحصر الهاتف؛ باعتباره شيء يصغو الفرد لتحصيل أفضل منتوج وأخر منتوج (أي آخر اصدار)، هذا الإصدار قد لا يكون يختلف عن الإصدار الذي سبقه إلا في القليل القلة، إلا أننا نشاهد كثافة من الأفراد يحاولون تحصيله بأي طريقة كانت.

إن هذه الرغبة ليست وليدة ذات الفرد؛ لكنها نتاج استراتيجية محبوكة من طرف النظام الرأسمالي يجعل من خلالها الأشياء الغير الموجود موجودة، ومن الأشياء الثانوية أشياء مهمة وضرورية، وينزع عنها صفة الكماليات. لقد تتبعت أطوار إنتاج الهاتف، منذ أول استخدام وكان هذا لهدف التواصل الاجتماعي –دون أن ننسى الأسباب الأخرى- بين أفراد تفصلهم مسافة عن بعضهم البعض لا تفسح لهم التواصل المباشر، وتحول دون ذلك، إلا أن هذا المنتوج ثم اتخاده في ما بعد كأداة "لحلب" الأفراد بشكل يجعلهم يسرفون أموال على شيء من الكمليات فقط لا الضروريات، فقد ثم تطوير هواتف إلى شكل لم يكن متوقع أن تصل إليه، وأدوار لم يكن متوقع أنها ستُلبيها.

لا مناص من التأكيد على الدور الرئيسي للنظام الرأسمالي في خلق، وابداع من أجل الربح طبعًا. إن الفرد الفرداني يرى في هذه الأشياء المنتج من طرف النظام الرأسمالي الملجأ البديل، بعدما قرر أن يبتعد عن الحياة الاجتماعية الطبيعية للإنسان، صَدَق الفكرة القائلة أن مصاحبة الآلة أفضل من معاشرة فرد لا تعرف ما بداخل مخه، قد يظهر أنه أسلم من التحكم في زمام الأمور عبر السيطرة الجسدية على الشيء، إلا أن السيطرة الجسدية للشيء تتحول بعد مدة بسيطة إلى سيطرة الشيء على الفرد بشكل كامل؛ للنقل مثالا أن هنالك فرد يستخد الهاتف المنتج حاليًا –آخر اصدار- أثناء استخدامه لتلك النسخة نجده يفكر في النسخة التي ستليه، والمرفقات الجديدة التي ستحملها، هنا يتجلى سيطرة الشيء على الفرد إلى درجة دوبان الفرد في الشيء، ويصبح هو بالتالي شيء يتم السيطرة عليه بمنتوجات مستحدث من ظرف نظام يعرف كيف يحرك "الكراكيز".

أن لا أود أن أصرح بأن الفرد لا يعي هذه السيطرة، بل هو بتأكيد مع قرارات نفسه يعيها ويبرر السيطرة بالحب، "حب الشيء لا يعني سيطرة الشيء على المُحِبْ"، هذا ما يقول. أيمكن أن نرى تبرير من هذا القبيل مقبولًا في صعوبة الابتعاد عن الأشياء والمحاول في الشروع مرت أخرى في الإندماج مع أفراد المجتمع واستعمال أساليب الحياة الاجتماعية التفاعلية –أقصد التفاعل الايجابي بين الأفراد والتضامن الاجتماعي عن نية التضامن وليس التضامن المحتوم على كل واحد منا؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تعدد أنواع الأجساد المغرية نحو جسد مغري واحد.


المزيد.....




- -انتصارٌ للديمقراطية-.. شاهد ترامب من شرفة البيت الأبيض يُشي ...
- بين مطالب حماس وإسرائيل وأبرز العقبات.. إليكم ما نعرفه عن مق ...
- متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية: زملائي فتحوا النار ...
- عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسه ...
- في خان يونس.. -منظمة غزة الإنسانية- تؤكد إصابة موظفَين أميرك ...
- -ندعم وحدة أراضيها-.. أردوغان: لن نقبل بأي خطة لتشريع التنظي ...
- بيانات تكشف ما -أخفته- تل أبيب: خمس قواعد إسرائيلية تحت القص ...
- إسرائيل تتّبع سياسة تدمير جباليا بالكامل
- رئيس الغابون يطلق حزبا سياسيا جديدا تحضيرا للانتخابات البرلم ...
- شاهد.. نيفيز وكانسيلو ثنائي الهلال يبكيان جوتا ويشاركان في ت ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مسعودي - هل نحب الأشياء؟