أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - ما الذي يحدث في العراق.. كل طائفة تدافع عن نفسها وتترك اختها تغرق !!














المزيد.....

ما الذي يحدث في العراق.. كل طائفة تدافع عن نفسها وتترك اختها تغرق !!


سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل مكون يريد اقليما وجيشا وحكومة خاصة به

في 10 حزيران، تخلى الجيش العراقي عن واجبه في الدفاع عن الموصل، وتَرَك المقاتلون الشيعة الذين يشكلون عماد الجيش اسلحتهم وهربوا من معسكراتهم دون اي معارك مع مقاتلي داعش الذين اقتحموا المدينة بمساعدة آلاف من العرب السنة الذين رفعوا السلاح بوجه جيش دولتهم.
في ذات اليوم تخلى المقاتلون الكرد المنخرطين في فرق الجيش العراقي عن واجبهم، وسمحوا لداعش دون قتال بالسيطرة على المدينة وجزء من ضواحيها. قال الكرد صراحة ان الحرب الدائرة هي حرب شيعية سنية ولن نورط انفسنا فيها وسنكتفي بحماية مناطقنا، وذهبوا الى ابعد من ذلك باعلان انتهاء تطبيق المادة 140 الخاصة بحسم مصير المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد. فقد سيطر الكرد عليها بحكم الأمر الواقع مع انسحاب الجيش العراقي منها.
لم يمض اسبوع حتى سيطر التنظيم على مدينة تلعفر بعد قتال استمر عدة ايام تمكن خلاله سكان المدينة من الشيعة النزوح الى سنجار ومنها الى اربيل وبعدها كركوك والسليمانية ثم ديالى وانتهاءً ببغداد والنجف وكربلاء في رحلة معاناة قاسية مات فيها العشرات من الشيعة التركمان حيث استغرق نزوح بعظهم شهرا كاملا.
بعدها بأيام انشغل الشيعة بتأمين مناطقهم من اي غزو داعشي، وتم سحب باقي قطعات الجيش اليها مع دعمها بعشرات الآلاف من المقاتلين المتطوعين ومقاتلي المليشيات المعروفة ببدر وعصائب اهل الحق وجيش المهدي التي وزعت على المناطق الشيعية في ديالى وسامراء وبابل فضلا عن كامل مدينة بغداد ومحيطها.
في ذات الوقت هجر تنظيم داعش عشرات الآلاف من المسيحيين، تم ابعادهم عن مدينتهم التي عاشوا فيها آلاف السنين، وتمت مصادرة كل ما يملكونه من عقارات وممتلكات واثاث واموال. ونزح المسيحون الى مناطق سهل نينوى واربيل ودهوك.
في 3 آب، انسحب البيشمركة دون قتال حقيقي من مناطق سنجار التي تمتد على مساحة واسعة من الأرض رغم كونها مناطق كردية ذات غالبية ايزيدية، وتركوها بيد داعش الذي قام بارتكاب مجازر كبرى راح ضحيتها المئات من الرجال والنساء عدا المخطوفين بما فيهم نساء حولن الى سبايا وجواري، فيما تم حصر اكثر من 150 الف انسان في جبل سنجار دون ماء وغذاء.
بعدها بيومين انسحب البيشمركة ودون قتال حقيقي من كامل مناطق سهل نينوى التي يقطنها مسيحيون وشبك وايزديون، وفرض تنظيم داعش سيطرته عليها دون جهد، ونزحت مكونات المنطقة بما فيها المسيحيون والايزيديون مجددا الى اربيل ودهوك.
بعدها تقدم تنظيم داعش نحو اربيل واصبح يهدد المدينة ذاتها، حينها قررت الولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية التحرك "لمنع سقوط اربيل وانقاذ مئات الآلاف من الايزيديين والمسيحيين المهددين بالقتل والتهجير على يد داعش".
هنا توقف الأكشن، والسير السريع والمفزع للاحداث، وبدأت الدراما السياسية تعيد بناء نفسها ببطء عبر استعادة البيشمركة لمناطق وقعت بيد داعش في سهل نينوى، واستعادة الجيش العراقي لمناطق في الأنبار وديالى.
ومع استرداد التوازن وامتصاص الصدمة بفضل تدخل الطيران الأمريكي ضد مقاتلي داعش، والدعم السياسي والعسكري الذي حصلت عليه البيشمركة، والدعم السياسي الذي حصل عليه المرشح الجديد لرئاسة الوزراء حيدر العبادي. وبعيدا عن الحديث حول سبل مساعدة اكثر من مليون لاجيء وسبل معالجة الموضوع ككل، بدا واضحا حصول استقطاب وانقسام مجتمعي قاسي في البلاد.
يلخص متابعون للأحداث ما جرى بأن كل مكون تمترس في مواقعه ودافع عن نفسه، السنة في مدنهم ومحافظاتهم ومن خلفهم وامامهم داعش وممولها، وهم يطالبون اليوم باقليم خاص بهم وجيش خاص بابنائهم. والشيعة تخندقوا في محافظاتهم وفي بغداد وسامراء ومحيطهما وخلفهم ايران. والكرد تموضعوا في المدن والبلدات الكردية... لكن المسيحيين لم يجدوا من يحمي مناطقهم ويحميهم من التهجير والقتل، وكذلك الايزيديون والشبك وجزء من التركمان جرى التخلي عنهم ولم يجدوا من يدافع عنهم.
اليوم وبصورة علنية يطالب الايزيديون بتسليح ابنائهم وتأمين مناطقهم بقوات حماية دولية، وهو ذات المطلب الذي يحمله المسيحيون، مؤكدين ان استمرار وجودهم في العراق مرهون بتحقيق ذلك المطلبين، مستشهدين بما حدث من وقائع كارثية حين تمترس في الساعات الصعبة كل مكون في مناطقه، وتركوا الأقليات تباد دون رحمة.
السؤال المهم الذي يفرض نفسه، هل يمكن اعادة بناء الثقة بين هذه المكونات؟ ... وكيف يمكن ان يتحقق ذلك؟ ... وهل وراء بروز داعش في نينوى وزحفها نحو سنجار وسهل نينوى ومن ثم انسحابها تحت الضغط الأمريكي لعبة كبيرة؟... وهل نحن ذاهبون الى بناء جيش واقليم مستقل لكل مكون؟ ...مهما كان الجواب فيقينا ان التعايش الحقيقي ومعه شعارات الأخوة بين المكونات والأرض الواحدة تلقت ضربة موجعة في اول اختبار حقيقي على الارض.



#سامان_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة العربية على خطى الصحافة الصفراء.. جمهور كبير ومعلومات م ...
- لا نصر بعد اليوم *
- فضائية -روداو- وورطة حزب العمال الكردستاني وداعش وتركيا
- درس رئاسة الوزراء ... قيادة حزب الدعوة ترشح العبادي وتتخلى ع ...
- الويل لنا ان لم نتعلم من دروس الأيام السبع وان لم نحاسب المت ...
- دروس -كارثة سنجار- والقراءات الخاطئة التي تنتظر التصحيح استع ...
- الاتحاد حائر بين صالح وكريم، والديمقراطي عالق بين الانفصال و ...
- العالم يتفرج على دولة الخلافة وهي تعزز وجودها.. ردود فعل هزي ...
- بغياب الجهود الدولية والمبادرات الداخلية، اولية المكون والمذ ...
- حكومة الشراكة الكردستانية في مواجهة التغيرات الاقليمية والمح ...
- بعد درس -تحرير نينوى-، اعتراف متأخر لقادة السنة ومحافظاتهم ع ...
- الموقف التركي من النفط الكردي، والاستقلال الاقتصادي والسياسي ...
- لا بديل عن حكومة ائتلافية واسعة في اقليم كردستان
- العصر الذهبي للتحالف الكردي- العربي
- تركيا - حزب العمال الازمة المشتعلة والحل المفقود


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - ما الذي يحدث في العراق.. كل طائفة تدافع عن نفسها وتترك اختها تغرق !!