أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مبارك أباعزي - نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (4)














المزيد.....

نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (4)


مبارك أباعزي

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


4- في تلازم الوعظ والسلطة: هكذا تكلم علي الوردي:
كان من سوء حظ علي الوردي –أو من حسنه- أنه فكك مبكرا، خلافا لمجايليه الذين يربتون على كتف السلطة تزلفا وتقربا، خيوط العلاقة الرابطة بين المؤسسة الدينية والسلطة السياسية، فكان نقده موجها لطائفتين نافذتين في المجتمع العراقي؛ الطائفة الأولى هي المؤسسة الدينية، والطائفة الثانية هي مؤسسة الدولة، وقد لمح عنوان كتابه "وعاظ السلاطين" إلى هاتين الطائفتين. ومنذ أن نشر كتابه أصبح غصة للسلطة يجب ابتلاعها دون إحداث الكثير من الضجيج، كما اعتبرته المؤسسة الدينية خارجا عن الملة وذا نية في تدمير الرسالة السماوية.
ولعل الخطوة الانتقامية الأولى التي بادرت السلطة السياسية إلى القيام بها هي جمع كتبه من مكتبات العراق وحرقُها. ومنذ ذلك الحين، بدأت أمراض خريف العمر تتفاقم، وازدادت معاناته وخوفه المستمر، كما انفض عنه الأصدقاء والأحباب الذين اعتبرهم في ما مضى غذاءَ الروح والعقل.
وقد كان علي الوردي عارفا بخطورة ما اجترأ عليه، فقد لامس السلوك الانحرافي لطائفة من المسلمين في فترة من الفترات، وانتقد بشكل صريح أنماط تفكير الإنسان العراقي التي تحتاج في نظره إلى التغيير. يقول في هذا الصدد: "لقد آن الأوان لكي نحدث انقلابا في أسلوب تفكيرنا. فقد ذهب زمان السلاطين، وحل محله زمان الشعوب. وليس من الجدير بنا، ونحن نعيش في القرن العشرين، أن نفكر على نمط ما كان يفكر به أسلافنا من وعاظ السلاطين" .
لهذا عاش في صراع دائم مع السلطة، وحتى عندما تم الاستيلاء على المنزل الذي نشأ فيه، بعد انتقاله إلى منزل جديد، لم يبادر إلى الدفاع عن حقه، لمعرفته السابقة بأنه سيخسر القضية لأن لا أحد سيقف بجانبه، وهكذا كانت كل أمور حياته تمر بهذا الشكل، خاسرا ووحيدا وغريبا وممقوتا إلا من بعض الذين فهموا مقاصده وأفكاره.
وبعد موته، تذكره الوطن الذي خدمه بكل ما أوتي من ضمير ومسؤولية. تذكره الوطن بعد أن أدرك هول الفضيحة التي قام بها في حق رجل ما اقترف سوى الكتابة عن سلوك الإنسان وتأثير السلطة الدينية على تبرير الاستبداد عن طريق استغلال كلمة القرآن. وقد خُصص له مسلسل من ثلاثين حلقة –رغم أن عائلته لم ترض عن هذا المسلسل- تكريما لذكراه واعتذارا عن خطأ ما كان له أن يرتكب، فضلا عن عشرات البرامج التي أفردت للتذكير به ومناقشه فكره. ولو تأسى العراقيون بأفكاره التي تدعو مثلا إلى اعتبار الخلاف بين علي وعاوية خلافا تاريخيا يجب أن يُتجاوز لما وقعوا في هذه الحرب الدموية التي تحدث اليوم بين الشيعة والسنة.



#مبارك_أباعزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم(3)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (2)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (1)
- تباين العقلي والميتافزيقي في دعاوى الإعجاز العلمي
- ثقافةُ المنْعِ في الخِطَاب الدِيني
- التكفير والتقتيل.. لعلك تفهم يا أبا النعيم
- العلمنة في التراث الإسلامي


المزيد.....




- وثيقة إسرائيلية: نتنياهو يدعم بناء البؤر الاستيطانية التي يد ...
- مكتب نتنياهو: الرفات المسلمة من -حماس- لا تعود لأي من المحتج ...
- ما بعد حظر الإخوان: تحديات -حماس- في مواجهة شيطنة الإسلام وإ ...
- إيران والإخوان.. تحالف الضرورة يفرض نفسه على أجندة الطرفين
- الاحتلال يوزع منشورات تهديدية في بلدة الزاوية غرب سلفيت
- القناة الإخبارية السورية: عصابات الهجري تقتل رجل دين ثان بال ...
- بابا الفاتيكان: الكنيسة تقترح على حزب الله ترك السلاح
- بابا الفاتيكان يدعو اللبنانيين إلى عدم الإحباط والرضوخ لمنطق ...
- بابا الفاتيكان يدعو لبنان ليكون علامة للسلام في المشرق
- الفاتيكان: نحو 150 ألف شخص تجمعوا لحضور قداس البابا ليون الر ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مبارك أباعزي - نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (4)