أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البياتي - حنان الفتلاوي و تقاسم العراق















المزيد.....

حنان الفتلاوي و تقاسم العراق


مهند البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حنان الفتلاوي و تقاسم العراق
مهند البياتي
مساء 11 اب قامت قناة الفضائيه العراقيه باجراء حوار حول تكليف الدكتور حيدر العبادي برئاسه الوزاره العراقيه المقبله، و شارك فيها حنان الفتلاوي النائبه البرلمانيه من حزب الدعوى عن محافظه بابل، و بليغ ابو كلل المتحدث باسم كتله المواطن، حول موضوع الساعه و هو التكليف الوزاري. لا اريد الدخول في مستوى و تفاصيل النقاش، لكن ان اكثر ما اثارني من منطق السيده الفتلاوي، انه و بعد خساره اكثر من ثلث العراق للقوى الارهابيه، و تهجيراكثر من مليون عراقي و من شتى الطوائف، و استمرار هجمات قوى الارهاب و الظلام على محافظات اخرى و من بينها بابل محافظه السيده النائبه. الا ان السيده النائبه تريد معرفه الكتله البرلمانيه التي سوف يتم خصم نقاط رئاسه الوزاره منها!!!، فهي لا تريد ان تعطيها من حصه حزب الدعوى، و لتتفضل كتله المواطن او الصدريين او غيرهم بالتبرع بالنقاط الخاصه لرئاسه الوزاره . البلاد تحترق و العراق على شفى الانقسام، و لكن ما يهم الفتلاوي بالدرجه الاولى ،هو كيف سيتم تقسيم الغنائم من مناصب رئاسيه و وزارات و وكالات وزارات و غيرها من المكاسب على الاحزاب و الكتل السياسيه التي فازت في الانتخابات، و بحسب عدد مقاعده البرلمانيه. وهذا التقسيم للمناصب و الذي ابتدعه نفر من ساسه المحاصصه و منتهزي الفرص يريدون ان يكون عرفا ، و تتشبث فيه السيده الفتلاوي و امثالها و في جميع الاوقات.
لم اجد صلافه اكثر من هذا، فلا يزال قسم كبير من النواب، يعتبر الانتخابات وليمه لتقاسم خيرات العراق بين مجموعه من اللصوص، كما كان يجري في زمن الدوله العثمانيه، ببيع المناصب لمن كان يدفع اكثر للباب العالي او للوالي. و المأساة في هذه المسأله، قيام بعض النواب باختراعه لبدعه وضع نقاط لكل منصب حسب اهميته و ما قد يجر من مغانم لصاحب المنصب و لحزبه او مجموعته، فاعلى النقاط تذهب لرئاسه الوزاره ثم لرئاسه الجمهوريه و لرئاسه مجلس النواب و لنوابهم، و للوزارات حسب اهميتها و من ثم لوكالات الوزارات و هلما جرا، و لا تهم هنا الكفاءة او الخبره و المهنيه في العمل، و تريد النائبه المحترمه جعل سوق المناصب هذا عرفا، و اخشى ان يطالب قسم من النواب بتشريع قانون لهذا الموضوع، او جعله فقره في الدستور المزمع تعديله. و هكذا تريد السيده الفتلاوي اداره مؤسسات الدوله، هذي لي و تلك لكم، و الى قير و بئس المصير للمواطنين و للبلد، فالمهم ان يشبعوا هم، و تتكدس الثروات في حساباتهم و حسابات اقاربهم و شللهم، و ليحترق البلد، و تتبخر القيم المجتمعيه، و يعم الفساد، و تتحول الدوله الى فاشله، ما داموا هم يتقاسمون الغنائم. ان هذه السياسه في توزيع المناصب ادت الى تولي السيد العامري لوزاره النقل، وهو لا يفقه في اي شئ فيها، و الثقافه للدليمي و هو ابعد خلق الله عنها، والتعليم العالي للاديب الذي لم يحاضر في ايه جامعه من قبل، و الماليه للطبيب العيساوي فما علاقه الطب بالعلوم الماليه و دهاليزها، و الداخليه للاسدي، و غيرهم. و تدحرجت المناصب لقادة الكتل السياسيه و ممثليهم، فماذا حصل، الخراب و الفساد و الفشل في مجالات السياسه و الامن و الاقتصاد و الاعمار و الخدمات و الثقافه، مع عقليه التأمر و الصراعات بين الكتل، ومنع الرقابه و المحاسبه النيابيه لأي مسؤول.
و تطالب النائبه المحترمه بالاستمرار بنفس الطريقه، و سوف لن نستغرب ان قام نواب اخرون بالاصرار على توزيع المناصب على نفس النهج في الحكومه المقبله. ليس هذا الامر بجديد بالنسبه لنائبه اشكاليه خونت معضم الكتل السياسيه الاخرى و لمكونات عديده من الشعب و بالصوت العالي، و ساهمت بتخريب المجتمع و تمزيقه، و عمل شرخ عميق بين مكوناته و طوائفه، لان المهم لديها المنصب و ما سوف تحصل عليه من مكاسب. و هي لا تختلف كثيرا عن النواب الفاشيين و المتعصبين الذين صعدوا للبرلمان في انكلترا و فرنسا و استراليا و دول اخرى، واعتمدوا على نفس النهج اللاانساني. و لكن المؤلم في الامر، تصدر مثل هذه الشخصيات لنتائج النتخابات، فهي قد حصلت على المرتبه الاولى في محافظه بابل، و لم يكن يحصل هذا الا بسبب المناخ الطائفي و القومي المتعصب الذي اجتاح العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003، و قيام قسم من ساسه المناصب بتاجيج الشارع، و تحويل مجاميع كثيره من ابناء الشعب من قوى متسامحه و متأخيه و متعايشه مع بعضها البعض، الى فئات متناحره متعصبه طائفيه، تسترجع خلافات مضى عليها الاف السنين، تناقشها و تحللها و كانها حصلت بالامس، متناسين ما قد يكون حصل على هذه الحوادث من تغيير و تحريف و نسيان بسبب التقادم و عدم التدوين و تغيير مزاج المتحدث و المدون و على مر العصور. و قد تحصل حادثه ما هذا اليوم، و على الرغم من تعدد وسائل التسجيل و التصوير الحديثه و توفرها بايدي الكثيريين، الا ان الحادثه قد تنقل باشكال متعدده و متناقضه في كثير من الاحيان و قد لا تصل الحقيقه لكثير من المتتبعين للحدث، و مع ذلك نبقى متمسكين باحداث ما قبل الاف السنين، و نتقاتل من اجل حدث قد لم يكن موجودا اصلا، و يضحك علينا الساسه و اصحاب المصالح، فهم يغنمون نتائج هذا التقسيم الطائفي و العرقي.
و سوف تبقى حنان الفتلاوي و من على شاكلتها من النواب و الساسه المتطفلين في كثير من الكتل و الاحزاب السياسيه، يتصيدون في الماء العكر، و يزيدون في انقسام المجتمع العراقي و تفريق ابنائه، ما لم يتم نبذهم و اقصائهم ومحاربتهم و محاسبتهم قضائيا على تخريب المجتمع و عدم اعطائهم الفرصه للصعود، لانهم يمثلون طفيليات المجتمع التي تتغذى على دماء ابنائها، و هنالك دور كبير لمنظمات المجتمع المدني الحديثه التكوين، و الاعلام الواعي و الحر في الكشف عن هذه النماذج، و توعيه الناس الى مخاطرهم، و قد لا يكون الامر سهلا لوجود حواضن سياسيه كثيره لامثالهم لاستغلالهم و الاستفاده منهم، و الطريق طويل جدا امام جموع العراقيين، للتمييز بين الفاسدين و المفسدين و بين الكفوئين و المهنيين اصحاب الخبره الحريصين على مصلحه العراق و ابنائه، و ما اكثرالمخلصين، و لكن و مع الاسف فان العمله الرديئه تطرد العمله الجيده، ما لم ينتبه اليها الحريصون على البلد و مستقبله.
اكاديمي.
[email protected]



#مهند_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت الثمين و تعديل الدستور
- غيرة عراقية..!
- هل هوشيار زيباري هو المرشح المقبل لمنصب رئيس جمهوريه العراق
- الى متى تبقى المفوضيه العليا المستقله للانتخابات صامته
- مصفى ميسان هل هو استثمار في النفط او للانتخابات؟..انه استغفا ...


المزيد.....




- تكريم الملياردير المصري محمد منصور بوسام الفروسية يثير انتقا ...
- طلاب في جامعات بريطانيا يحتجون مواقف جامعاتهم من الحرب على غ ...
- مخاوف من تقسيم السودان بعد تشكيل الدعم السريع إدارة مدنية في ...
- بوليتيكو: مصر طلبت تمويلاً ومساعدات عسكرية من أمريكا استعداد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدل مثير- أشعله نظيره الإسباني في ...
- محققون صينيون في باكستان للتحقيق في هجوم انتحاري راح ضحيته 5 ...
- إيرلندا.. التوجه لمحكمة العدل ضد إسرائيل
- محكمة -باسمانّي- تقضي باحتجاز متورط تاسع في هجوم -كروكوس- ال ...
- فريق RT يرصد أوضاع مدينة ياسينوفاتيا
- الدفاع المدني في غزة: مئات الشهداء في محيط مجمع الشفاء لم نت ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البياتي - حنان الفتلاوي و تقاسم العراق