أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيف شاكر - عبد الناصر والسيسي والاخوان














المزيد.....

عبد الناصر والسيسي والاخوان


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يروى «ستيفن دورل» تفاصيل رد الفعل البريطانى على خطوة تأميم قناة السويس فى كتابه «داخل العالم السرى لاستخبارات صاحبة الجلالة» على النحو التالى: فى تلك الليلة فى «داوننج ستريت» انفجر رئيس الوزراء البريطانى «أنتونى إيدن» غضبا واستدعى مجلس الحرب الذى ظل منعقدا حتى الرابعة فجرا. وفى هذا الاجتماع صرخ «إيدن» فى زملائه «لا يجب أن نسمح لناصر أن يضع يديه على قصبتنا الهوائية.. يجب أن ندمر هذا ال"موسولينى المسلم"».
وأضاف إيدن: أريد إزالته ولا يهمنى ما يمكن أن يترتب على ذلك من فوضى فى مصر. وكان رئيس الوزراء السابق ونستون تشرشل حاضرا فى هذا الاجتماع، فزاد النار اشتعالا حين قال يجب أن تخبر المصريين: إذا أزعجونا مجددا بوقاحتهم سنطلق اليهود عليهم ليعيدوهم إلى الحضيض، والذى ما كان ينبغى لهم أن يخرجوا منها أبدا
وفى مكالمة أخرى غاضبة من بطء وتيرة الحملة ضد عبدالناصر، قال إيدن لأحد مساعديه -وفقا للمؤرخ «إيفلين شاك برا» فى كتابه «أصل أزمة السويس، يوميات وزارة الخارجية بين عامى 1951 و1956» الذى صدر فى عام1986: «ما كل هذا الهراء الذى أرسلتموه إلىّ؟ ما كل هذا الكلام الفارغ عن عزل ناصر أو «تحييده» كما تسمونه؟ أريد تدميره. ألا تفهمون؟ أريده أن يقتل». ولم يجد البريطانيون سوى حلفائهم الإخوان لتنفيذ هذه المهمة.
وكانت محاولة اغتيال عبدالناصر فى 26 أكتوبر 1954 بداية لتصفية جماعة الإخوان فى مصر، لكن هذه التصفية كانت انتكاسة للقوى الغربية التى أرادت التخلص من ناصر أو قتله
وقام عبد الناصر متصديا للانجليز بحملة قوية ضد الاخوان المسلمين فاعدم من اعدم واعتقل من اعتقل وسجن من سجن وفر هاربا من هرب وضرب بتهديدات الانجليز عرض الحائط ولم يبال بتهديداتهم, وكان موقفا شجاعا هز عرش انجلترا واهتز ايدن مترنحا امامه حتي جاء العدوان الثلاثي فخرج عبد الناصر منتصرا بتحالف الشعب والجيش .
لكن اراد عبد الناصر ان يظهر امام الشعب بانه مسلم بل واكثر اسلاما من الاخوان فحول الازهر الي جامعة تضم الطلبة الغير اذكياء في تخصصات عديدة , وكان لطالب العلم بالجامعة الازهرية ان يكون ملما بكتب الشريعة التي تحض علي الكراهية للآخر بغض النظر من هو الاخر قد يكون دينيا او مذهبيا او مخالفا له فيما تعلمه من الكتب السامة , والحاق الطلبة من كل البلاد الاسلامية بهذه الجامعة وخصص لهم المعيشة اللائقة بأموال المصريين مسلمين ومسيحيين دون التمتع المواطن المسيحي بالمزايا التي يتمتع بها الغريب , وانشأ اذاعة القرآن الكريم لتبث طوال اليوم الكراهية باستخدام ايات القتل والارهاب ..الخ ,فضلا عن تغيير المناهج ليكون الدين والتاريخ الاسلامي مواد سيادية ,كل هذا ادي الي نتائج كارثية ..لكن في الحقيقة لم يكن عبد الناصر متدينا او اخوانيا مع انه كان منضما للاخوان مثل انضمامه الي احزاب آخري شيوعية ,وبذكاء يحسب له استطاع ان يركب موجتهم ويمتطي ظهورهم ويصل الي هدفه فكان وطنيا شريفا و ذمته المالية ناصعةوصفحته بيضاء .
لكن لم يستفيد عبد الناصر من خطأ محمد علي وابراهيم باشا في سحق الوهابية دون توعيتهم وتثقيقهم ,فقد ظهرت مرة اخري علي السطح اقوي واعتي ,وخرج الاخوان في عهد الرئيس "المؤمن" وقتلوه ابشع قتله وتوغلوا في ايدلوجياتهم بحقد شديد وتعلموا من اخطائهم السابقة ليكونوا اكثر ارهابا , فالقتل والسجن لايكفيان بهدم الايدلوجيات الدينية ولكن بالحجة والبراهين والتعليم والتثقيف يكون الحل ,وهذا دور التعليم والاعلام .
لقد اخطأ عبد الناصر بالاستعانة بالازهر من اجل ان يثبت للشعب المصري والعربي انه اكثر اسلاما وكانت النتيجة الكارثية الحاضرة الآن , وكأن التاريخ يعيد نفسه ولافرق بين اليوم والبارحة ,فالغرب يتحالف مع الاخوان ويحاول زعزعة نظام السيسي بل يشجع علي قتله بايدي الاخوان الملوثة دائما بالدماء -حفظه الله من شر الاشرار- لكن اخشي ان يظهر السيسي للناس بعد ان دمر اسطورة مملكة الشر الاخوانية - بقدرة واقتدار -انه مسلم اكثر من الاخوان فيلتجأ الي احتضان السلفيين ليزايد علي الاخوان والمتأخونين ,وهنا ستكون الطامة الكبري والكارثة المدوية .
ان مصر الان تطلع الي الرئيس السيسي آملين ان يرسي قواعد الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية , حتي ننعم بالسلام لنا و لاجيالنا ,وتنهض مصر من كبوتها ,ويعلي قيمة الوطن ويكرس مبدأ الوطنية ,وان يكون الوطن اولا وان نحترم الاديان باعادته الي اماكنه التعبدية بعيدا عن السياسة مع تصحيح الخطاب الديني ,والا يخرج الدين عن الحدود المرسومة له, فالدين هو الوسيلة الوحيدة الممكن عن طريقه اختراق الامن واعادة مصر الي الجهل والتخلف من خلال الدولة الدينية الفاشية .
ولاننسي ان التعليم هو اساس البنيان ومنهاج الحياة فلابد من وضع المناهج التي تحقق الغايات التربوية على النحو الافضل مع تطوير منظومة التعليم لنواكب العصر ونلحق بالتقدم العلمي ,والا نرتكن الي التعليم الديني الذي يعطل مسيرة التقدم ويقفر مصر ويصحر العقول .
ارجو ان نتعلم الدرس من التاريخ ,فالتاريخ يعكس الماضي ويترجم الحاضر، وتستلهم من خلاله مستقبل الوطن انه من الأهمية بمكان ,ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش يسترد بضاعته من النازية
- نون النصرانية
- حرف النون والنصرانية
- داعش والموصل ومستقبل المنطقة
- دير سانت كاترين درة سيناء وملتقي الاديان (3)
- دير سانت كاترين درة سيناء وملتقي الاديان 2
- دير سانت كاترين درة سيناء (1)
- رسالة من قديم الايام
- النوبة المصرية والقبيلة العربية
- هل آن الآوان لحرب عالمية ثالثة
- هولوكست الاقباط
- لسنا نصاري
- لقد بلغ الظلم المدي
- زيارة روسيا سلاح ذو حدين
- اعداء اصدقاء ووحدة الهدف
- عويضة الكاهن
- مبادئ الاخلاق العربية دستور العرب
- الدستور المصري بين الماضي والحاضر
- همس الاذن وتصريح الانبا بولا
- Thanksgivingعيد الشكر


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيف شاكر - عبد الناصر والسيسي والاخوان