أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر كريم القيسي - عليكم بالتواضع.. اياكم والغرور؟؟














المزيد.....

عليكم بالتواضع.. اياكم والغرور؟؟


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 14:28
المحور: حقوق الانسان
    


عليكم بالتواضع.. اياكم والغرور؟؟
د. شاكر كريم القيسي
قبل ايام التقيت بأحد الاصدقاء ، فوجدته متألما ، ويجر اذيال الاسف والحسر ة ، ولدى استفساري منه عن اسباب هذا التشاؤم، أجابني : ماذا تريدني ان اقول: يا لغبائي .. يا لخجلي من نفسي .. كيف لم أر ، لهذا الحد أعماني غروري بالأخرين ؟؟، والتشبث بذوي القربى .!!ولدى استفساري عن ما جرى له، اخبرني بانه ذهب الى احد معارفه ، مسؤولا في الحكومة لقضاء حاجة بسيطة له ، وهوقادر على انجازها هاتفيا ولاتكلفه شيء، وعندما طلب منه موظف الاستعلامات اسمه وصلته بهذا المسؤول، وبعد انتظار طال اكثر من ساعة، عاد موظف الاستعلامات ليخبره بأن "الاستاذ" في اجتماع هام ولايمكن مواجهته حاليا ، وبدوره اخبر موظف الاستعلامات بانه سيذهب لإنجاز بعض الاشغال وسيعود اليه بعد ساعتين.
وفعلا عاد مرة اخرى، ولكن موظف الاستعلامات اخبره بان "الاستاذ "غادر الدائرة ولن يعود ، في حين انه شاهد سيارة " الاستاذ" الخاصة واقفه، وسائقه الذي هومن أقربائه، يقوم بمسح ابوابها امام باب الاستعلامات !!،في حين كان يتمنى ان يملك( حمار ابتر) اجلكم الله. و لا زال الكلام لهذا الصديق يقول: ان هذا المسؤول كان لايغادرنا في البيت ولا في دائرتنا قبل الاحتلال ، فتراه يوميا يأتي لإنجاز عمل له او لمعارفه هنا وهناك، وكنا نستقبله افضل استقبال، ونرحب به اجمل ترحيب ، فقلت له لا تنبهـر عينك من كثرة هؤلاء وتألبهم على القربى، ولا تخش من تصرفاتهم، ومناصبهم، وظهورهم، فإن تعاليهم مهما عظم فهو ضعيف.!. فما اكثرهم اليوم سواء من معارفك او معارفنا اومعارف ألأخرين، الذين اصابهم عمى الوظيفة والجاه واصبحوا مجرد ( فزاعة , خيال المآته , خراعة خضرة) (لا يهشون ولا ينشون) تخيف بعض الاغبياء ، من الطيور او العصافير او الغربان، بينما هؤلاء لا يستطيعون اخافة اي مخلوق بقدر خوفهم على انفسهم ، وكما قال الحجي راضي( أيه يا لعابة الصبر..انتي صبر وآني صبر .. وجم دوب كلبي يصطبر ). هذا المغرور لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع ضعاف النفوس من امثاله من المهزوزين المهزومين .
من الصفات البشعة التي تحدث تغيرات كبيرة في حياة الانسان ، عندما يكون مغرورا متكبرا، وهذه الصفات تجعل الناس تبتعد عنه وتستنكره ، لان الحكمة تقول :"ما تِكَبَر إلا الزبالة، و ما يرتفع إلا الدخان". هذا المغرور في منصبه السياسي او الوظيفي الذي جاءه بالصدفة، يرى الناس وحتى اقرب المقربين اليه انهم ادنى منه، ويظن أنه على صواب دائما والاخرين متخلفون جهلة لايفقهون شيئا. هذا المغرور يعتقد في نفسه، انه المهم وأن البقية يدورون حوله يبحثون عن رضاه يحتاجونه في موقف يوما ما، بهذه التصرفات القبيحة ، وبهذا التعالي والغرور ، التي ليس من شيم الرجال ولامن الاسلام في شيئ، سيجد نفسه وحيدا مكروها.
هذا ( المرض)الغرور، يأتي عندما يمتلك هذا المسؤول اوالموظف الثقة الزائدة في النفس، اوقد يبالغ في الكبرياء، فينقلب عليه هذا التكبر والتعالي ، وعندها يعيش تعيسا ذليلا، لان الغرور هو مفسدة اخلاقية، من المفاسد التي يبتلى بها المؤمن ، وهذه الحالة المرضية ، تصيب الانسان الذي يشعر بالتفوق على الاخرين، والاعتداد بما يملك من سلطة ، اوموقع اجتماعي، او مستوى علمي ، اومال اوجاه، وهذه من اخطر الامراض الاجتماعية ، التي تصيب هكذا نوع من البشر، وتقودهم الى المهالك، قال تعالى في كتابه الكريم" إن الانسان ليطغى إن رآه استغنى "سورة العلق.
وغالبا ما يشعر هكذا انسان بالنقص ، ليفعل ذلك بهدف ان يكمل نقصه، ليجد من يتحدث معه او الانتباه اليه ، وبالتالي مثل هذه الثقة الزائدة في النفس ، ستدفع الاخرين بالانعزال عنه، وقد تدفعه الى التنكر للحق ، حيث جاء في محكم كتابه الكريم "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق". وكما قال امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام " عجبت لابن آدم يتكبر وأوله نطفة وآخره جيفة".
لهذا نقول لهؤلاء الجيف المغرورين، بالسلطة او المنصب او بالمال او الجاه ، تذكروا قدرة الله، واتقوا الله عز وجل في حياتكم ، ليكون لكم مكان خير في الاخرة.. (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88ـ89) ...



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هذا البرلمان ..شدو روسكم يكرعان..
- الارهابيون والقتل باسم- الدين-..!!؟
- الانتخابات في العراق- الجديد- انتكاسة للديمقراطية ام تجسيدا ...
- ايها الساسة لا توفوا بوعدكم لان الناس تعرفكم.!؟
- العراقيون في حيرة من امرهم..!!؟
- رمضان ليس الصيام عن الاكل والشرب فحسب؟؟
- الوطن للجميع ليس شعارا يرفع.. وانما فعلا وعملا يطبق..؟
- ديمقراطية بلا ديمقراطيين.!!
- أيها الحكام العرب اٍ نتجوا لنا -الديمقراطية- ولا تستوردوها.. ...
- صناديق الاقتراع: هل هي تأملات للتغيير.. ام ماذا..!!؟
- لماذا نخطأ ولا نعتذر.. اذا كان الاعتذار من شيم الشجعان.!؟
- ستبقى عزيزا يا عراق..
- اذا طاح الجمل تكثر سكاكينه.
- الناخب العراقي الغيور: تمهل قليلا ثم صوت..
- ديمقراطيات متعددة وليس ديمقراطية واحدة..!!
- هكذا هو العراق اليوم؟!!
- العراقيون الاصلاء والقرار العادل في الانتخابات..
- حملات انتخابية: مشاريع انتخابات ام مشاريع صفقات.؟!!
- ليس هذا الشباب الذي نريده ونتمناه ؟!!
- العولمة والعالمية: خير وشر لابد ان نفرق بينهما ؟


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر كريم القيسي - عليكم بالتواضع.. اياكم والغرور؟؟