الويل لنا ان لم نتعلم من دروس الأيام السبع وان لم نحاسب المتسببين بكارثة سنجار وسهل نينوى!!

سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

- الآن ومع القرار الأمريكي بالتدخل المحدود في اقليم كردستان هدأت الأمور نسبيا على الجبهات، وتم امتصاص صدمات الفشل العسكري في اربيل، لكن يجب علينا ان لا نخدع انفسنا وجمهورنا مجددا، وعلينا ان نضع مئة خط احمر تحت كلمات اوباما "وافقنا على استخدام محدود للقوة الجوية الأمريكية اذا تقدم متشددو الدولة الاسلامية باتجاه اربيل".
هل هذا يعني ان توقف داعش عن التمدد سيجنبها الضربات الأمريكية وان نقاط تمركز مقاتلي الطرفين في سهل نينوى هي تمثل اليوم الحدود الفاصلة بحسب النظرة الامريكية بين الاقليم والدولة الاسلامية، اذا كان هذا هو المقصود فنحن وقعنا في مصيبة كبيرة.
يقول اوبما "سنوجه ضربات جوية لداعش في العراق اذا استدعى الأمر.. وسنتحرك لمنع حصول إبادة في العراق، وأميركا ستضرب المسلحين اذا تقدموا نحو أربيل".

- بعد كل الويلات التي عشناها في الايام السبع، وتقديم الرئيس الامريكي لأكثر من تصريحين حول الوضع، لم يظهر الى اليوم رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحفي او في كلمة مباشرة موجهة للكرد وبقية مكونات الاقليم المهددين بالابادة، واكتفت قنوات الحزب الديمقراطي بعرض بيان بسيط له... فلم نره لا في مؤتمر صحفي ولا في جبهة مشتعلة ولا قرب جبل سنجار يبث الروح في نفوس المحاصرين هناك. بينما قالت مصادر حزبية انه في "زيارة سرية" لكسب الدعم والتأييد للكرد. قالت ذلك دون خجل وكأن كسب التأييد يحتاج الى زيارات سرية.

- بكل اسف، مستشارو الحزب الديمقراطي مازالوا يتحدثون وبعضهم يعتبر كل الكارثة التي حصلت "انتصارا للكرد"، يقولون انهم "سجلوا ملاحم غير مسبوقة" دون حتى احترام مشاعر كل الضحايا الذين سقطوا في سنجار، فهذا كاوا محمد رئيس تحرير صحيفة روداو يقول في مقال له ان "القرار الأمريكي بالتدخل نصر دبلوماسي كبير حققته قيادة الديمقراطي الكردستاني"، ويقول ان "ما لم تفعله امريكا لبغداد فعلته لأربيل".
عجيب امر هؤلاء كيف يقرأون الأمور ويسطحونها، ولا عجب ان اربيل كانت مهددة والارهابيون كانوا قريبين من حدودها ويهددون مطارها في اول جولة حرب داعشية، ما دامت هذه هي العقلية التي يتحدثون بها ويحللون بها الأمور.

- على الديمقراطي الكردستاني اعادة كل حساباته السياسية والعسكرية التي سقطت بشكل مدوي مع سقوط كل تحليلات مستشاريه السياسيين والعسكريين والاعلاميين في خمسة ايام من ضربات داعش، اولئك المستشارين الذين صوروا داعش كعصابة ضعيفة، وصوروا ما يحدث في الموصل كثورة ضد المالكي وحرب سنية شيعية بعيدة عن الكرد، واقنعوا انفسهم وافهمونا ان البيشمركة "قوة لا تقهر" وان الاقليم "مؤمن تماما وبعيد عن كل خطر وان لا قوة يمكن ان تهدده"، وانه في طريق تحقيق كل مطالبه واحلامه.
كانوا يحللون الأمور كالمعتوهين وكأنهم لم يسمعوا بشيء اسمه التوازنات الاقليمية ولم يروا يوما ما يحدث في سوريا ولبنان وليبيا واليمن ولا حتى في وسط العراق فلم يتحسسوا القوة التي يقاتل بها هذا التنظيم الخطير منذ سنوات هناك.

- قادة الديمقراطي الكردستاني الذين ظلوا يطالبون ونحن كنا معهم باستقالة المالكي ومحاسبة القادة العسكريين الذين فشلوا في مواجهة داعش في الموصل في 10 حزيران، الآن عليه محاسبة انفسهم بشدة، وسحب تلك الرتب العسكرية التي منحت لضباط لم يثبتوا ادنى درجات الانضباط، ومراجعة كل الخطط العسكرية التي كانت تتحدث في القنوات الفضائية عن استعادة نصف الموصل في "اقتحامات غبية" فيما كانت مناطق الاقليم تسقط بيد داعش.

- يجب محاسبة كل المستشارين والخبراء والأبواق الذين يحصلون على مئات الملايين من الدولارات من عائدات هذا الاقليم، والذين حتى قبل يومين كانوا يتحدثون عن "ملاحم يتم تسطيرها" وخطط تكتيكية غير مسبوقة، و"انسحابات منظمة" دفع مئات البيشمركة والمواطنين حياتهم ثمنها هذا ما عدا خسارتهم للممتلكات التي قضوا حياتهم في توفيرها.

- على القيادة الكردية وبدون تردد طرد من يسمون انفسهم "قادة الثورة السنية" الذين مازالت قنواتهم تصف ما يحدث بانها ثورة عشائر ضد جيش المالكي وتقول ان المسلحين سيطروا على هذه المدينة او تلك في محافظة نينوى، معتبرين ذلك انتصارات لثورتهم وان ما تحقق نصر من الله.

- شكرا لـ pkk وpyd الذين قاوموا في جبهات سنجار ومخمور والكوير الى جانب البيشمركة المخلصين، ونجحوا فيما فشل فيه الآخرون من اصحاب الرتب والنياشين، شكرا لهم لانقاذهم حياة آلاف الايزيديين المحاصرين في جبل سنجار بعد ان نجحوا في ايصالهم الى سوريا وابعادهم عن خطر داعش.

- ترى هل تعلمنا من كل تلك المصائب التي لقيناها في الاسبوع الجاري، وهل العبر القاسية التي تلقيناها يمكن ان توقظنا ام ان مستشاري اقليمنا سيطعوننا بمزيد من ابر التخدير والتجميل وقبلها سيطعنون بكرديتنا وباخلاصنا كما في كل مرة.

#سامان_نوح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات