أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قرقوري - الإتجاه المعاكس و ثقافة الحوار














المزيد.....

الإتجاه المعاكس و ثقافة الحوار


محمد قرقوري

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العرب ظاهرة صوتية هذا ما كان يراه المفكر العربي الراحل عبد الله القصيمي ولعلّه كان مصيبا في رأيه حيث أنّ إجادة فنون البيان يعدّ من السمات المميّزة للإنسان العربي وتشهد على ذلك الآثار الشعرية الضخمة التي حفلت بها الحضارة العربية والخطب العصماء التي ما انفكت تتحفنا بها أنظمتنا المهترئة بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الفنّ ليس مجرد فارقة بل هو امتداد حضاري على مدى أجيال فمن وسيلة لتأكيد السطوة و النفوذ في المجتمع القبلي إلى أداة ناجعة لمعالجة المسائل الإقليمية و السمة المشتركة بين هذا و ذاك هي نزعة الغرور التي تتّسم بها نفسية الإنسان العربي و ما يترتب عنها من كسل حضاري و قصور عن عملية التفكير و إنتاج الوعي فترى العربي منشغلا عن صناعة المجد بالحديث عنه و في مثل هذه الظروف أي غرابة أن ينال برنامج الاتجاه المعاكس حظوة رفيعة في الإعلام العربي لمدة سنوات ؟ لا يخفى على أحد أن هذا البرنامج قد أصبح من التقاليد الإعلامية العربية وله جمهور عريض في الأوساط السياسية والنخب الثقافية والإنتلجنسيا العربية ينتظر مساء كل ثلاثاء إطلالة الدكتور فيصل القاسم بمقدمة أنيقة تنذر بحوار ناري بين ضيفين يتبنى كل منهما وجهة نظر متعارضة أشد التعارض مع صاحبه إزاء موضوع ساخن يثير حوله الكثير من الخلاف
يبدأ الحوار هادئا وسرعان ما ترتفع حدته تدريجيا عندما يشارك فيه الدكتور فيصل الذي يفترض أن يكون محايدا إزاء ضيفيه لكن مواقفه فضحته أكثر من مرة لا سيما في الشأن السوري وغالبا ما يصل الحوار إلى أدنى مستوياته فيسقط الضيوف في فخ الشخصنة ويتم تبادل الشتائم وأحيانا اللكمات فترى المشاهد في حيرة من أمره وترى المثقف يتساءل
ألهذا المستوى وصلت ثقافة الحوار في العالم العربي؟ هل كان فيصل القاسم عاجزا عن إدارة الحوار ؟ لا أعتقد ذلك فهذه الشاكلة من برامج الصراخ لا يبدو أنها تتلاءم مع العقلية العربية التي تتّسم بالغرور والكبرياء وترفض كافة أشكال الحوار وتبادل الآراء بطريقة ودّية حيث أن المحاور يستعرض عضلاته و يجعل نصب أعينه فرض وجهة نظره إزاء الموضوع المستهدف بالنقاش فنرى في أغلب الحلقات لا سيما التي تتناول الشأن السوري خطابا خشبيا استفزازيا يرمي بالموضوع في حلبة الصراعات الشخصية و لا يمنح المشاهد تحليلا منطقيا للأحداث و آراء موضوعية و هذا مرده للثقافة العربية التي تهوى الاستئصال لكل ما هو مغاير و ترفض حق الاختلاف و نظرية تعدد الآراء
ولعمري ما يحدث في استديو الجزيرة عند البث الحي للاتجاه المعاكس ليس إلا مشهدا مصغرا مما يحدث في موائد الحوار العربية حيث يسود الصياح وتطغى الشتائم ويغيب تبادل الأفكار في إطار ودي يضمن حق الاختلاف ولعل الأنظمة الرسمية العربية لا تعدو أن تكون إلا نتاجا لعقلية عربية متحجرة ترفض الحوار وتقدّس الرأي المتوارث الذي يضمن المصالح
هذه البرامج لن تضيف شيءا للواقع العربي البائس بل هي في الحقيقة ترسّخ الحقيقة القائلة أن الأمة العربية هي أمة كلام و خطاب فلماذا نلوم أنظمتنا لانهيار قدراتها الإقليمية ؟ و علام نستنكر عندما تتحفنا هذه الأنظمة بخطاب تنديد و استنكار حول الإعتداءات الصهيونية المتكررة على السيادة العربية ؟ فهذا قطعا ما يفلح فيه العرب و الدليل شاهدوا قناة الجزيرة مساء كل ثلاثاء

واشنطون
7 أوت 2014



#محمد_قرقوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الحضارة
- العجز العربي
- قراءة في المنظومة الأخلاقية العربية
- خطأ إستراتيجي في الثقافة العربية
- نظريّة المؤامرة
- القمة العربية لنصرة شعبنا في سوريا
- أي معنى لسباق التسلح العربي ؟


المزيد.....




- ترامب يعرض المساعدة في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان: الوض ...
- فيديو – عائلات تنتشل جثث الضحايا بعد قصف إسرائيلي على سوق في ...
- هجمات صاروخية هندية على مناطق في كشمير وباكستان تخلّف أكثر م ...
- ترامب: سنعلن عن مقترح بشأن غزة في الساعات القادمة وأرجو أن ي ...
- برلين تشدد مراقبة الحدود وتأمر برفض دخول مهاجرين غير نظاميين ...
- الشرع يؤكد من باريس إجراء -مفاوضات غير مباشرة- مع إسرائيل
- ترامب: حان الوقت لاتخاذ قرارات بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية ...
- قتلى وجرحى بقصف على مدرستين بالقطاع
- في أول لقاء منذ مغادرته البيت الأبيض.. بايدن: أخشى أن يكون م ...
- إسلام آباد: دور موسكو مهم لإنهاء الأزمة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قرقوري - الإتجاه المعاكس و ثقافة الحوار