أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم عايد ابو صعيليك - خواطر وأسئلة: إضاءات على كربلاء الامة!














المزيد.....

خواطر وأسئلة: إضاءات على كربلاء الامة!


هيثم عايد ابو صعيليك

الحوار المتمدن-العدد: 4534 - 2014 / 8 / 5 - 18:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال يحيرني، بالمفهوم السياسي البحت بماذا تختلف مجزرة كربلاء عن غيرها من المجازر السياسية التي شهدها شرقنا منذ ما قبل الفتح الاسلامي، مرورا معركة الحرة، ونكبة البرامكة، ومجازر المماليك في مصر والترك في حاضرة الخلافة بغداد، وصولا حتى احداث السادس عشر من تموز في العراق واحداث حماة وحتى احداث رابعة؟!

الانتهاء الى تمييز كربلاء الحسين عن غيرها من الكربلائات العربية بالتلطي خلف سفك الدماء المقدسة في كربلاء الحسين ما هو الا محاولة يائسة للاختباء وراء اصبعنا، فليس الحسين الا ابن عم النبي في نظام اجتماعي يعد العشيرة كامله وحده واحدة منسجمة ، بل الاشد غرابة اننا نتجاهل ان من قتله هم ايضا من اقرباء النبي واصهاره الذين زوجهم وتزوج منهم، وكأني بالملحمة تجسد مرة اخرى حرب بكر وتغلب انما بمفاهيم اكثر قداسه، مما ادى الى انتهاء المفعول السياسي للملحمة الكربلائية واستمرار المفعول الديني لها مهددا بايقاظ البعد السياسي للقضية كل حين (نشوء الدول الطولونية والحمدانية والفاطمية هو النهاية المباشرة للكربلائية الحسينية بوصول اتباعه للسلطة، وهي الفترة التاريخية التي اصبح فيها التشيع مذهبا رسميا لعموم الامه).

والسؤال المطروح: من المسؤول عن احياء الثارات الحسينية؟ هل هم الشيعة ام السنة؟ بعضهم ام كلهم؟ عند فصل الكربلائية عن عوامل وقوى المجتمع العراقي فان التسطيح يصل حد اتهام الشيعه وحدهم بالتسبب بانقسام الاسلام، لكن الفهم الموضوعي للازمة يجد المكونات الاجتماعية العراقية كانت لتصير شيعية حتى لو لم يقتل الحسين (اذا نظرنا للتشيع من جزئية العداء للامويين) فالقبائل العراقية التي تعرضت لجور وعسف الحكم القرشي الاموي الذي تجذرت فيه العصبيات القبلية في زمن الدولة لا القبيلة انتج حالة عقاب جماعي للقبائل العراقية على مقتل عثمان، هذا الجور سبب حالة احتقان احتاجت لاي ذريعه لتفجيره، واي ذريعه افضل من دماء الحسين؟!

بالمقابل، اذا كان الامويون "السنه" هم مولدي التشيع العراقي فلا يجب انكار ان تولد فئات وطبقات عراقية من شيعة الحسين ذات مصلحة مباشرة باستمرار العداء مع الشام كان المولد الاساسي لنشوء المؤسسة الدينية الشيعية وذلك للحفاظ على استمرارية القضية بعد ان وضعت هذه القوى على مفترق طرق يلزمها بتحديد هوية قضيتها اما سياسية او دينية بعد ان كانت مزيجا من السياسة والدين في صدر الاسلام والقرب من الفترة المحمدية، فما كان منها الا ايجاد مؤسستها الدينية للمزاوجه بين البعد السياسي والبعد الديني للقضية، ويدخل في الامر ايضا سعيها لايجاد مؤسسة دينية موازية في وجه الاسلام الرسمي للدولة الاموية، ومن بعدها العباسية (اذ ان هذه الفئات كانت معنية بابقاء القدسية الدينية لكربلاء للحفاظ على الجماهير بالدرجه الاولى).

في مجتمعنا المعاصر، لا تزال تجليات كربلاء موجوده في شرقنا العربي بصورة قاتلة، اذ ان الصراع الاقتصادي على النفوذ في الشرق الاوسط يحتاج دوما لمنظومه سياسية اجتماعية تبرره، وفي بيئات محافظة يكون الدين هو عصب هذه المنظومة، وهنا يدخل التشيع الاسلامي طوره الرابع برأيي (طور التشيع العراقي، طور مأسسة التشيع في المجاميع المعارضة للسلطة، طور التشيع الامة ثم طور التشيع الدولة، وهي المرحلة التي بدأت منذ العهد الايوبي واتسمت بكون الصراع بين المذهبين يأخذ شكل الصراع بين دولتين كالايوبيين والمماليك ومن ثم الصفويين والعثمانيين واخيرا ايران والسعودية).

ختاما، هنالك من يريد ان يكون في كل مئة عام حسين جديد يبقي انقسام الامه قائما ويجدد اضرام نار حروبها المقدسة بما يضمن مصالحه الاقتصادية، وهؤلاء هم من يمنعون اعاده اللحمه لشقي الامه، وهم موجودون في كلا المعسكرين ولم يعد السكوت عليكم مقبولا، ونحن معنيون كشعوب عربية وفي مقدمتها قواها التقدمية بالتصدي لهذا الجنون عبر ايجاد وابراز البديل العلماني الحداثي العلمي اللاطائفي، وترويجه ونشره في صفوف جماهير امتنا وتوحيد الخطاب الحداثي العربي في رؤى واضحه، ومعركتنا اليوم هي الاخطر، فالصراع لم يعد بالقوس والرمح بل بالصواريخ والدبابات وآلات الموت المحقق!

يجب ان نفيق
يجب ان نتوحد
يجب ان ننتصر، وإلا ...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكربلائية العراقية: إلى أين يأخذون العراق؟!
- عن الدولة الاسلامية في المدينة (1ه - 29 ه) واشكالات الفكر ال ...
- صراع في الخليج ؛ قطر الإمارة، وأحلام التوسع الإمبراطوري ( ال ...
- صراع في الخليج؛ قطر الإمارة، واحلام التوسع الامبراطوري


المزيد.....




- إبقاء ثلاثة من فقهاء مجلس صيانة الدستور بقرار من قائد الثورة ...
- ساكو يوجّه نداء استغاثة للسوداني: أنقذوا مقابرنا المسيحية ال ...
- اتهامات للمستوطنين الإسرائيليين باستهداف مواقع دينية مقدسة و ...
- قائد الأمن الداخلي في السويداء: دخلنا المدينة بالتنسيق مع ال ...
- مشروع قانون أميركي لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية
- سوريا: قوات الجيش تدخل السويداء وفرض حظر تجول والطائفة الدرز ...
- قادة الكنائس ودبلوماسيون يدينون عنف المستوطنين بالضفة
- النظام العربي والإسلام السياسي.. أدوار وليس مواقف
- حظر تجوال في السويداء والسلطات تطالب بتعاون المرجعيات الديني ...
- أخر تحديث لـ تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على نايل سات 2 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم عايد ابو صعيليك - خواطر وأسئلة: إضاءات على كربلاء الامة!