أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى زغلول - النهضة العربية















المزيد.....

النهضة العربية


مصطفى زغلول

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 09:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


التيارات الاصلاحية في عصر النهضة العربية
النهضة العربية
ـ ـ تتعرض كل امة من الامم في لحظة من تاريخها لانحطاط و السقوط ، فتنتكس حركة التقدم و التطور فيها،و تتخذ من حضارتها موضوعا للتفاخر و التباهي و التغني بالماضي المجيد فقط، و تتوقف عن روح الابداع ،بعد ان كانت لها اسهامات في المسيرة الحضارية للانسانية ، و دورها في دفع عجلة التاريخ في اوربا، ذلك ما حصل للامة العربية و الاسلامية في محطات تاريخية مختلفة ، فمن انقسام الدولة الاسلامية الى اربع مراكز[ خلافة عباسية في العراق ـ خلافة فاطمية في مصر ،ـ خلافة اموية في الاندلس ـ خلافة مرابطية في المغرب الاقصى ] الى سقوط الخلافة في بغداد ،و الاموية في الاندلس و المرابطية في المغرب و الفاطمية في مصر ، وصولا الى الخلافة العثمانية و الغائها عام 1924 م
و انطلاقا من تتبعي التاريخي للازمة الفكرية و الركوض و الجمود و الانحطاط التي مرت بها الامة العربية و الاسلامية ، و أصفها بانها ازمة عميقة و متجدرة و ذات ابعاد حضارية مختلفة ، ثقافية ، سياسية و اجتماعية ,,,,,,,,,,,,نجد انها مرت في خط سيرها من الانحراف الى الانحطاط ، الى محاولات اليقظة و النهوض.
و قد شكل عصر النهضة العربية مرحلة تاريخية مهمة بالنسبة للعرب، نظرا لدوره الكبير و الفاعل في تشكيل الوعي العربي ، ففيه ظهرت الملامح الاولى ما يمكن دعوته بالمشروع النهضوي للعالم العربي و الاسلامي ، و يمكن النظر الى هذا المشروع على انه محاولة كانت ترمي الى تحقيق تطور العرب و المسلمين لعله يكون اللحاق بالدول الاوربية ، كذلك رغبة العرب باصلاح احوالهم و النهوض بها و هي ملامح تكونت مع تنامي الادراك المتنوع لقيمة الاصلاح بدءا من الخلافة العثمانية ، و مرورا بمرحلة السيطرة الاوربية و تجزئتها للعالم العربي ، و استكمالا بمرحلة النضال من اجل نيل الاستقلال .
مفهوم النهضة
تداول مصطلح النهضة في الفكر العربي و بالرجوع الى القواميس العربية لن يخرج اللفظ عن الفعل الثلاثي [ نهض ] و النهوض , البراح من الموضع و القيام عنه ،نهض ينهض نهضا و نهوضا ، و انتهض اي قام و النهضة تحيل على التجدد و الانبعاث . [ ابن منظور ، لسان العرب . دار المعارف القاهرة ص 4560 ]
و عندما نستخدم مفهوم النهضة ، فانها تحيل الى الكلمة الاوربية renaissance التي لم تظهر في اللغة الفرنسية الا مع بداية القرن التاسع عشر اما من حيث معناها لغويا فيقصد بها ميلاد جديد
النهضة في الفكر العربي
منذ نهاية القرن الرابع الهجري ، بدات عوامل الضعف و الانحلال تدب في كيان العرب و توالت عليهم المحن و النكبات [ فتعرضوا للموجات التركية المتوالية ثم جاءتهم الحروب الصليبية من الغرب ، و بقيت بلاد الشام حوالي قرنين من الزمان تحت حكم الاوربيين ، و في القرن 7 ه اكتسحت موجات المغول بقيادة هولاكو العالم العربي ، و احتلت بغداد عام [ 1258 ] و عاثت فسادا في البلاد و احرقت ما في دور العلم و الادب من كتب و مخطوطات ثمينة ، و بعد ذلك بقرنين تقريبا زحف تيمورلنك على دمشق فمثل الدور الذي قام به هولاكو في بغداد ,.[ المحافِظة ]
و في مطلع القرن 16 فتح الاتراك العثمانيون البلاد العربية ، و ظلت طوال القرون الثلاثة الاولى من حكمهم في عزلة تامة عن العالم الخارجي ، و بينما شهدت اوربا نهضة علمية و ادبية رافقتها اكتشافات جغرافية و حركة استعمارية ضمنت لها السيطرة على العالم الجديد و على العديد من الاقطار العالم القديم في افريقيا و اسيا ، كما اجتاحتها في القرن 18 ثورة صناعية و اخرى سياسية و اجتماعية اعطتها مركز القيادة للعالم باسره ، بينما كانت هذه التطورات تجري في اوربا كان العرب منغلقين على انفسهم في ظل الحكم العثماني ، فلا اختراع و لا تقدم في العلوم و الصناعة ، بل جمود فكري و ترديد لما ورد في الكتب الفقهية و النحوية و الصرفية.
و ما ان حل القرن 19 حتى شهد العرب احداث خطيرة كان ابرزها وقوع الكثير من البلاد العربية تحت سيطرة الاحتلال الاستعماري الغربي ، و هذا ما كان له اثر كبير على جميع ميادين حياتهم ، و كان هذا الاحتلال المحرك الاساسي لنهضة العرب ، و هذه النهضة كانت منذ البداية وليدة الصدمة مع قوة الغرب و توسعه الاستعماري .
عوامل النهضة الفكرية العربية خلال القرن 19
لعل ابرز العوامل التي ساعدت على نهضة العرب ’,
الحملة الفرنسية على مصر[ 1798 ـ1801 ] : فتحت هذه الحملة على مصر ابواب العالم العربي على الحضارة الغربية الحديثة بما اشتملت عليه من مباديء سياسية و انظمة ادارية و علوم و اداب و فنون و صحافة و طباعة و غيرها ، و رافق نابليون في حملته فريق من العلماء الفرنسيين في الرياضيات و الهندسة و الطب و الجغرافيا ، و كذا البعثات العلمية الى اوربا و التي اسهم محمد علي فيها ، حيث كانت هذه البعثات العلمية من العوامل الهامة في الانفتاح على حضارة الغرب و ترجمة .
و لقد حمل محمد علي [ 1798 ـ 1877 ] مشروعا نهضويا كبيرا و حقق في عقود قليلة ما يثير الدهشة و الاعجاب ، و راى ان ما تحتاجه الشعوب لتحقيق المعجزات هو الادارة الحازمة و الارادة الصادقة ، و مشروعه النهضوي هو المشروع العربي الاول او قل هو الاساس والقاعدة للمشروع النهضوي العربي .
و اذا تحدثنا عن حركة الاصلاح ، لا بد ان يكون من خلال الرجوع الى الحركات الاصلاحية السلفية ، فقد ادى تفكك الدولة العثمانية و تصاعد حركة التحدي الاوربي ، الى ردة الفعل اولا من جانب البيئات السلفية ، حيث ظهرت الحركة الوهابية في الجزيرة العربية [ منذ 1744] و التي قاومت الفساد العثماني بيد ، و البدع لمخالطة لنقاء السلفية الاصولية باليد الاخرى ، ثم تلتها الحركة المهدوية [ 1881 ، 1898] التي وقفت ضد الاستعمار البريطاني في السودان ، جامعة هي الاخرى بين روح الجهاد و حماسة التصوف ، ثم الحركة السنوسية في ليبيا [ 1912 /1925] و التي تبنت المقاومة و الرجوع الى الاصول
ـ و كانت الحركة الوهابية اول رد فعل ديني على مفاسد المجتمع العربي في العصور الحديثة ، و التي تنتسب الى الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تقوم هذه الدعوة على المبادىء التالية :
ـ العودة بالاسلام الى صفائه الاول، و قد رد سبب ضعف المسلمين و تاخرهم الى ضعف عقيدتهم
ـ التوحيد و يتمثل في شهادة ان لا اله الا الله ، فالله هو الخالق الواجب عبادته و الاستغاثة به
ـ انكر تاويل القران و كفر من يقول بذلك ، و فتح باب الاجتهاد
اما الحركة السنوسية فمؤسسها هو محمد بن علي السنوسي ، هي حركة اصلاحية سلفية و طريقة صوفية و تقوم على المباديء التالية :
ـ العودة بالاسلام الى نقائه الاول
ـ اعتبار الكتاب و السنة مصدري الشريعة الاسلامية
ـ فتح باب الاجتهاد في الاسلام ، و اعتبار اغلاقه تحجر في الفكر الاسلامي و دخول البدع اليه
ـ تنقية الدين من بدع و ضلالات و الايمان بما تدعيه الصوفية من الرؤيا و الاتصال و الكشف
ـــ و اخيرا حركة المهدي التي اسسها محمد بن احمد المهدي و تتلخص تعاليمها فيما يلي :
ـ العودة بالاسلام كما كان عليه و الاعتماد على الكتاب و السنة فقط ، حيث يقول مؤسسها :قل لهم طريقنا لا اله الا الله محمد رسول الله و مذهبنا السنة و الكتاب
ـ توحيد بين المذاهب السنية الاربعة و الانفراد بمذهب اجتهادي خاص
ـ القضاء على الفساد السياسي في السودان و بقية الاقطار الاسلامية ،
اذا كانت حركات الاصلاح السلفية ، قد نشات نتيجة الانحلال الاجتماعي و انتشار البدع في الاسلام و الابتعاد عن اصول العقيدة ، فقد كان للاحتلال العسكري الغربي لبعض الاقطار العربية ، و الفرق الشاسع بين التقدم العلمي و التفوق الاقتصادي في اوربا ـ و ما كان عليه المسلمون من تاخر في العلوم و تخلف في الحياة الاقتصادية ، هو الذي ادى الى ظهور الحركات الاصلاحية الحديثة .
و عندما نتحدث عن هذه الحركات ، لا بد ان ندرج باعث يقظتها جمال الدين الافغاني ثم تلميذه محمد عبده ثم تلميذ الشيخ محمد عبده الذي ارخ له و نشر تعاليمه محمد رشيد رضا من زمانه الى عهد عبد الرحمان الكواكبي فهؤلاء جميعا مثلوا صوت الحركة و معالمها في الطريق لكنهم لم يتبنوا مشروعا محددا،
و للاصلاح طريقان ، الاول يهدف الى التغيير الفوري بواسطة الانقلاب او الثورة ، و الثاني يهدف الى التغيير و ذلك بتهيئة الشعب و اعداده و تنشئته و تربيته ، و يبدوا ان الافغاني سلك الطريق الاول في حين آثر محمد عبده الطريق الثاني ،
و بعد ذكر هذه التيارات التي غيرت المسار الاسلامي فلا يمكن ان ننسى التيار العلماني الذي كان له دور بارز هو الاخر فتلك الافكار التي نشرها الاصلاحيون السلفيون ركزت على الاسلام و الافكار القديمة لم تاتي باجتهاد يذكر ، حيث ان الافكار العلمانية عندما القيت في مجتمع على اساس الايمان بالاديان المنزلة ، ان تؤدي الى نتائج تورية ، و كان فرح انطوان يعي ذلك حيث قال [[ اولئك العقلاء في كل ملة و كل دين في الشرق ، الذين عرفوا مزج الدنيا بالدين في عصر كهذا العصر ، فصاروا يطلبون وضع اديانهم جانبا في مكان مقدس محترم ، ليتمكنوا من الاتحاد اتحادا حقيقيا و مجاراة تيار التمدن الاوربي لمزاحمة اهله ]
ثم يكتب عن ابن رشد فيقول ان غرضه [ تقريب الابعاد بين عناصر الشرق و غسل القلوب و جمع الكلمة ........ لا ان يبرهن الفريق الواحد لاخر ان دينه افظل من دينه ، فهذا امر قد قضى زمانه ..... فهذا زمان العلم و الفلسفة الذي يقضي ان يحترم كل فريق راي غيره و معتقده ]
و هكذا تميز هذا التيار بترك الدين جانبا و القيام بالاصلاح لمواكبة التطور لا للرجوع الى الماضي و الغوص في ذكرياته.



#مصطفى_زغلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى زغلول - النهضة العربية