أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد خيري مشاري - بساط الوزير السحري..!!














المزيد.....

بساط الوزير السحري..!!


أحمد خيري مشاري

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 4 - 14:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جمعتني الصدفة في أحد الأيام بوزير سابق في إحدى حكومات ما بعد سقوط النظام السابق, وكانت مدة إستيزاره ما يقرب من ستة أشهرٍ فقط, خرج بعدها من الوزارة بأمرٍ منه رئيس الحزب الذي ينتمي إليه, بسبب خلافات بين رئيس الحزب وبين رئيس الحكومة آنذاك. قررت حينها أن أنتهز هذه الفرصة لكي أتعرف عن كثب كيف يعمل هؤلاء وكيف يفكرون؛ عَليَ أهتدي الى الأسباب التي أدت بالبلد الى التدهور في كل شيء؛ الخدمات, الأمن, البطالة, أزمة السكن, الكهرباء.. وغيرها.
حييته وجلسنا معاً في جلسةٍ شبه ودية, وأخذت بالإستماع إليه, أسأله فيجيبني. كان الرجل, كما أدعى, أستاذاً أكاديمياً ويحمل شهادةً عليا, ويُدَرِس في إحدى الجامعات العراقية قبل أن يستلم كرسي الوزارة.
واللافت للنظر أن جُل حديث هذا الرجل كان ذو نزعةٍ دينية صرفة, فكان لا يتحدث بكلمة إلا وأسندها بآية قرآنية أو حديث للنبي أو قول مأثور منسوب لأحد الأئمة. وركَزَ موضوعاته حول الزهد؛ نعم الزهد في كل شيء؛ في المأكل والملبس وفي الأمور الحياتية الأخرى. وأخذ يضرب لنا أمثالاً عن زهده هو شخصياً, ويروي قصصاً عديدة ليبرهن لنا ذلك, وكان يُشهد في ذلك أحد أفراد حمايته الذين بقوا معه بعد خروجه من الوزارة والذي كان يجلس معنا أيضاً.
أخذ يحدثنا عن زهده المبالغ فيه في حياته, كما أخذ ينصحنا بأن لا نأخذ أجراً ما لم نؤدِ عملاً أزاءه, مناقضاً بذلك نفسه؛ فبإعترافه هو شخصياً؛ فقد ضل يستلم راتباً شهرياً مقداره ثمانية ملايين ديناراً بعد تركه للوزارة التي لم يجلس فيها سوى أيامٍ معدودات, فلقد ضرب لنا مثلاً ونسي نفسه, نعم لقد أسرف الرجل في مدح نفسه حتى تغلب على كثير من الأنبياء والمرسلين.
ليس هذا غريباً إذا ما قسناه بالرواية التي أدهشني بها كثيراً, ففي معرض كلامه الوعضي المتواصل لنا قاده الحديث الى أن يستشهد بإحدى الروايات المسطورة في إحدى الكتب الإسلامية التي تغذى من فكرها هذا الرجل, كانت الرواية غريبة جداً؛ فهي أقرب ما تكون الى رواية من روايات ألف ليلة وليلة, ولقد رواها لنا قائلاً: "أنه في أحد الأيام أتى جمع من الصحابة الى النبي وطلبوا منه أن يريهم المسجد الأقصى, وألحوا عليه في السؤال, فما كان من النبي, على حد قوله هو, إلا أن يمتثل لطلبهم؛ فأمر أحد أصحابه المقربين منه بأن يخرج البساط السحري, والذي كان الرسول يدخره لمثل هذه المواقف, وأمر صاحبه بأن يركبهم على ضهر البساط ويطير بهم الى بيت المقدس, وأن يطوف بهم حول المسجد الأقصى هناك ثم يعود بهم مرةً أخرى الى المدينة المنورة, وبالفعل فقد قام هذا الصحابي بأخذهم هناك مسابقاً الريح ببساطه السحري السريع, فطاف بهم حول المسجد عدة أشواط كما أمره النبي وقفل راجعاً بعدها الى المدينة, وبينما هم في طريق العودة أخبرهم الصحابي -سائق البساط السحري- بأنهم سوف يمرون بعد قليل بالقرب من مرقد أصحاب الكهف المذكورين في القرآن, وسألهم إن كانوا يحبون أن يأخذهم هناك ليسلموا على أصحاب الكهف, رد الركاب بالإيجاب والفرحة تغمر وجوههم, وبالفعل دنى البساط السحري من الكهف؛ فسلم الركاب على أصحاب الكهف, ورد أصحاب الكهف عليهم بالسلام أيضاً, أخذوا بعدها بالحديث في أمور مختلفة, ثم سلموا عليهم وودعوهم وقفلوا راجعين الى المدينة, وصل الركاب الى المدينة المنورة وأخبروا النبي بما جرى في الرحلة وشكروه على هذه الرحلة الجميلة التي أنعم بها عليهم.
هذه هي فحوى الرواية التي شنف الوزير بها أسماعنا, والتي كان بين الحين والآخر وبينما يسترسل بروايته يؤكد لنا بأنها قصة حقيقية مثبتة وليست نسجاً من خيال ساذج, معللاً ذلك وهو الرجل الأكادييمي كما إدعى بأن الله قادر على كل شيء وأن هذه هي إحدى كرامات النبي التي منحها الله له.
عندها إستأذنت منه لتركهم معتذراً له بأن لدي عمل مهم لأنجزه, والحقيقة أني تركته لأني أشفقت على نفسي المسكينة من الإستماع الى مثل هذه الخزعبلات والتي إن كانت تدل على شيء فهي تدل على تفاهة هذا الشخص وضحالة تفكيره وتخلف عقله وجموده. فلقد كان الأجدر بهذا الإنسان الأكاديمي والذي تسلم مفصلاً مهماً من مفاصل الحكومة بأن يرقى بفكره ووعيه ليكون كفئاً بالمنصب الذي أنيط به وأن ينآى بنفسه عن هذه الهرطقات وعن المدح بنفسه والزهو بها. لقد حزنت على طلابه أيضاً وعلى ما سيوصله لهم من علوم غادرتها الأمم وسجنتها في كتب الخرافة والقصص الخيالية, لتصبح مادة دسمة لبعض الأفلام المسلية للأطفال وبسيطي العقل..
عندها فقط أدركت سبب تردى أوضاع بلدنا الجريح, فمن يخطط ويدير هذا البلد هم أشخاص بمستوى هذا القادم من عصور التخلف والخرافات. فكر تعطل عند القرن السابع الميلادي ولم يعرف الى التطور سبيلاً.



#أحمد_خيري_مشاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يُمثل الإسلام الصحيح
- هل هناك شيء واضح المعالم إسمه (الإسلام)!؟
- ختان الأطفال.. مخاطرة لا مبرر لها..!!


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد خيري مشاري - بساط الوزير السحري..!!