أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد خيري مشاري - هل هناك شيء واضح المعالم إسمه (الإسلام)!؟















المزيد.....

هل هناك شيء واضح المعالم إسمه (الإسلام)!؟


أحمد خيري مشاري

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 23:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت قد تابعت قبل عدة سنوات مناظرة بين الداعية الاسلامي أحمد ديدات والقس جيمي سواجارت.. يومها قال ديدات: ان كل مسيحي يتبنى فهما خاصاً به للمسيحية ولذلك عليك قبل أن تحاور المسيحي أن تسأله: كيف تفهم المسيحية؟..
كان كلام ديدات صحيحاً ودقيقاً، اذ لا يوجد فكر مسيحي موحد وانما هناك أديان مختلفة تنادي برسالة المسيح وفق فهمها الخاص مما يجعل الحوار مع المسيحي أمر صعباً، فما أن تحاوره حتى يقول لك: هذا الكلام لا يلزمني.. أنا أفهم المسيح والمسيحية هكذا..!!
ولكن بمرور الوقت اكتشفت أن هذه المشكلة لا تقتصر على المسيحية فقط، وانما هي داء موجود في جميع أديان الأرض، وقد بدأت تبرز بقوة في الاسلام ذاته ايضاً..
لم يعد هنالك شيء اسمه (الاسلام) وانما هناك اسلامات متناقضة متصارعة حتى بات من الصعب الحديث عن اسلام موحد النظرة والفكر والمرجعية يمكننا الحوار معه.. فهناك الاسلامات المذهبية (السنة والشيعة والسلفية والصوفية والاباضية والزيدية.. الخ) وتنقسم هذه الاسلامات بدورها الى اطياف فكرية مختلفة ومتناقضة: اسلام القتل مقابل اسلام الرحمة.. اسلام العقل مقابل اسلام النص.. اسلام التسامح مقابل اسلام التعصب..
بل لم يعد الأمر قاصرا على طرق الفهم وانما تعدى ذلك الى مصادر الفهم ذاته!! فكنا نعتقد أن مصادر الاستنباط التشريعي اربعة: القرآن والسنة والاجماع والعقل.. فجاء من جعلها اثنان فقط: القرآن والسنة، ثم جاء من جعلها واحداً فقط: القرآن، ثم جاء من جعل القرآن ميدانا لتأويلات ذاتية شخصية خاصة به، فأجاز لنفسه تعطيل (أو بمعنى أصح نسخ) أحكام وتشريعات قرآنية ثابتة مثل الحجاب والجهاد والجزية والرق والتمييز في الحصص الارثية بين الذكر والانثى وتحريم الربا وتطبيق الحدود.. الخ فكلها أصبحت –وفق هذه الرؤية– أحكاما تاريخية خاصة بمجتمع النبي محمد ونحن اليوم في حل من تطبيقها.. بل لقد جاء من جعل باب النبوة ذاتها مفتوحا على مصراعيه لظهور أنبياء جدد!! وسنده في ذلك القرآن ذاته!! كل هذا تطبيقا لمبدأ التأويل والتفسير الذاتي والشخصي للقرآن بمعزل عن القواعد التقليدية لتفسير القرآن ومرويات التفسير بالمأثور..
والمشكلة هنا أن كل فريق يزعم لنفسه أنه المصيب والمتحدث باسم الاسلام الحقيقي وكل من عداه على باطل!! (أتذكر محاورة من هذا القبيل جرت في قناة الجزيرة بين أبو قتادة على ما أذكر والدكتور زكي بدوي امام مسجد لندن، ويومها راح كل واحد يسخر من افكار الآخر ويتهمه بأنه يخالف الاسلام ويزعم لنفسه الاعتصام بالاسلام الحقيقي.. والحق أن المشاهد المحايد سيحتار في أمره وسيشعر أنه امام اسلامات وليس الاسلاماً واحد!!) وأمام هذا الواقع يحق لنا أن نسأل: من الذي يحق له الحديث عن الاسلام والتمييز بين الاسلام البريء المثالي الطاهر وانحرافات اتباعه؟
من الذي يمثل الاسلام الصحيح ومن الذي يمثل الاسلام المنحرف؟
لعلك ستقول لي: دونك الكتاب والسنة، فهما المعبران عن الاسلام.. مجددا أسألك: أوليس كل اسلامي ينهل من الكتاب والسنة ويجد لفكره وافعاله بل وحتى انحرافه دليل من الكتاب والسنة؟؟
اذن اين المشكلة؟ هل هي في المنتسبين الى الدين أم في الدين ذاته الذي يشكل تربة خصبة لانتاج أديان متقاتلة تخرج من بوتقة دين واحد!!
هل المشكلة في المنتسبين الى الدين أم في الدين ذاته الذي يفسح المجال لتقديم تطرف وقتل وعنصرية وكراهية في مقابل الاعتدال والرحمة والتسامح والمحبة.. ولن يجد كلا من الفريقين صعوبة في تأييد موقفه هذا بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة ايضا بل والزعم أنه هو الممثل الوحيد للاسلام الحقيقي!!
اذن مشكلتنا هي مع النص الديني (ايا كان اسمه) الذي يفسح المجال لتقديم تفاسير متعددة تصل الى حد التناقض!! ويمكنه بشكل عجيب أن يدعم كلا من المتطرف والمتسامح في آن واحد!! بل ويستطيع أي مسلم أن يجد المستند الشرعي لموقفه سواء بإهدار دماء الآخرين أو بحقن دمائهم!! (يقول علي بن ابي طالب: القرآن حمال أوجه).. ويزداد تعقيد المشكلة عندما نجد كل طرف يزعم لنفسه أنه هو من يتمسك بالاسلام الحقيقي الطاهر النقي ومن عداه على باطل.. وهذا ما يجعل الاسلام الواحد اسلامات يصعب الحوار معها..
أحيانا أشعر أن الحوار مع المسلم المتدين بات مسألة عبثية لا تستند الى قواعد ثابتة متفق عليها عند المسلمين، فما أن نحاور مسلماً في واحدة من المبادئ الاسلامية والفقهية حتى يفاجئك بقوله: مهلا.. كل كتب التفسير وأسباب النزول وأحكام الفقه المذهبي لا تمثل الاسلام ولا تلزمني في شيء!! حاورني بالقرآن والسنة فقط!! هكذا وبكل بساطة تفقد مئات الكتب والمصنفات والمراجع الاسلامية كل قيمتها الدينية.. ولا نفهم اذا كانت هذه الكتب تخلو من أي قيمة دينية فلماذا تُطبع وتنشر وتوزع وتدرس حتى هذا اليوم؟؟ لماذا لا يعلن المسلمون صراحة: القوا بهذه الكتب في سلة المهملات فهي تزيد على الاسلام ولا تمثله!!..
هكذا وبكل بساطة يتنصل المسلم من كل هذا التراث الديني الضخم عندما يشعر بالاحراج..
اذن ما الذي يمثل الاسلام؟؟ يقول لك: القرآن والسنة فقط.
حسنا.. مجددا نأخذ عينات من الحديث فيأتيك من يقول: هذه الأحاديث لم تصح عندي!! فهي غير صحيحة ولا تعبر عن الاسلام!! ونحن نعلم بالطبع أن ليس كل ما ينسب الى النبي محمد من الحديث صحيح، ففيه الصحيح والحسن والضعيف والموضوع.. ولكن الغريب في الأمر أن مسألة التعامل مع مرويات النبي تصبح عند الحوار النقدي مع المسلم مسألة مزاجية بحتة، فكل حديث لا يعجبه يصبح ضعيفاً!!.. هذا اذا لم يفاجئك مسلم بالقول: السنة كلها جملة وتفصيلاً، الصحيح منها والضعيف لاحجة تشريعة فيها!!
حسنا.. ما الذي يلزمك اذن؟؟ يقول: القرآن.. نأتيه ببعض الآيات وكل ظننا أننا أخيرا سنلزمه بما يؤمن به.. ولكننا سرعان ما نتفاجأ بالمسلم وهو يقول: لا.. لا.. ليس هذا هو المقصود بهذه الآية.. أنا شخصيا افهم هذه الاية هكذا............. ولُتضرب عرض الحائط كل كتب التفسير وقواعد التفسير وأسباب النزول وعلم اللغة، وطبعا بعد ان يكون قد حاول القفز بين مختلف التأويلات المحاكة بحنكة..
اذن.. هل هناك شيء واضح المعالم اسمه الاسلام!؟



#أحمد_خيري_مشاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختان الأطفال.. مخاطرة لا مبرر لها..!!


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد خيري مشاري - هل هناك شيء واضح المعالم إسمه (الإسلام)!؟