أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - المثقفون العرب














المزيد.....

المثقفون العرب


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أغلب المثقفين العرب حينما نقرأ كتبهم ومقالاتهم ومداخلاتهم أو ما كتبوه في الصحف والمجلات نستغرب من إزدواجية تفكيرهم . ونصاب بالذهول للنمطية التي يخلعونها على مفهوم الثقافة لديهم
والمعايير التي يلتجئون إليها في مفهوم الديمقراطية والحرية وحتى على الأحكام الدينية العقائدية. ويظهر هذا في التعاطي مع الأمور دينية كانت أو إجتماعية أو ثقافية صرفة .
فحينما يتحدثون عن الإستعمار أو عن الإحتلال أو ما يسمونه بالإستلاب الثقافي الذي يعتبرونه إحتلالا مثل جميع انواع الإستعمار سواء كان ماديا أو معنويا أو بطرق أخرى. فيتم إطلاق
مصطلحات مختلفة مثل الإستعمار الثقافي أو السياسي أو التبشيري وإلى آخر القائمة . لكنهم حينما يسترجعون حقبة زمنية من التاريخ العربي " يرونها هم مشرقة " فيأتون على استحضار
عصر الأندلس - على سبيل المثال - يجهلون و يتجاهلون أن هذه الحقبة كانت فترة ا ستعمارية غزت خلالها الجيوش العربية للأراضي الإيبرية وحكمتها بقوة السيف لعدة قرون . بل يتعمدون أن
يروا هذ ا الإحتلال كأنه وجود شرعي ولا علاقة له بأي استعمار أو غزو عن طريق حرب شرسة إنتهت بهزيمة أصحاب الأرض وأهلها . ولا يعترفون بأن شعب هذه الأرض كانوا محكومين
بالقوة والجبروت وليس استقبالا بالأحضان و بالورد . وتجد هؤلاء المثقفين يتباكون بكثير من الحنين والشوق على تلك الأيام الخوالي وينتحبون على طردهم من الأندلس شر طردة بل
كما لو أن العرب طردوا من بلادهم ومن ديارهم وليس كما يطرد الغزاة . أو كما لو أن الأندلس إ رث تركه لهم أسلافهم وأجدادهم . في حين أن ما يكتبونه حول مسألة الإستعمار
عند غيرهم وفي المناطق الأخرى يدبجون له كتابات كلها مقت ورفض واحتقار . والأكثر من هذا نجد هؤلاء المثقفين بعضهم يحرضون على الإستعداد لإسترجاع الأندلس وانتزاعها
من قبضة أهلها وأصحابها الأصليين . في حين أن العرب هم أنفسهم لا زالت مناطق عدة من أراضيهم محتلة مثل ما يحدث في فلسطين ومناطق أخرى كسبتة ومليلية والجزر الجعفرية التي
يطالب بها المغرب ويريد تكوين خلية للتفاوض مع إسبانيا من أجل تحريرها .
في كل الكتب التي كتبت والخطابات التي دبجت والأطروحات التي نوقشت نجد هؤلاء المثفين لا يخفون روح الحنين والشوق إلى إستعمار الأندلس من جديد مع الإشادة بالإزدهار الذي
كانت فيه الأندلس ايام إستعمارها من طرف العرب وإلى غير ذلك من الترهات وفي تجاهل تام لكفاح أهلها من أجل الإنعتاق من الغزو العربي . فلو كانت للعرب شروط القوة والجبروت لفعلوها
لا محالة ولما كانت هناك اعتبارات إنسانية لمناهضة الإستعمار . وهذا ما تنبه له الغرب وصار يحسب له ألف حساب .
إننا والحق يقال أمام حالة نفسية غير طبيعية توجد لدى بعض مثقفينا فما بالك بالعامة الذين يرفلون في واقع الجهل والأمية وعمى البصيرة وانعدام المعرفة ؟ .
هذا كله ساهم في الواقع المرير الذي يعم كل العالم العربي . واقع البؤس والجهل وتخدير العقول والزج بالبلهاء في حروب أهلية عرقية عقائدية طاحنة من أجل مصالح الكبار
الذين يحكمون شعوبهم بقبضة من الحديد والنار ضاربين عرض الحائط بمصالح الشعوب وحقها في الحرية والكرامة . أفلا يعتبر هؤلاء المثقفون من أبرز المساهمين في هذا الواقع
المأفون الذي ينتظر منه أن يتغير بواسطة هؤلاء المثقفين أنفسهم الذين يسيرون ضد تيار التحرير ؟ إذن ما دور هؤلاء المثقفين في كل ما يحدث ؟ وأين هي وظيفتهم الأخلاقية في
التغيير والتحرير من أجل مجتمعات حرة لديها الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ؟ لكن بالتأكيد هناك أحرار أشراف هناك مثقفون عرب يناضلون من أجل الغد الأفضل ويكافحون
على قلتهم وفي أسوأ الظروف وأحلكها ولا يجدون حتى من يتجاوب معهم ومع ذلك هم وحدهم من يشعل شمعة صغيرة في مهب رياح الظلام التي تكاد تأتي عليها وعلى حامليها
لكن جذوة الحرية لن تنطفيء كما قال الشاعر التونسي العظيم أبو القاسم الشابي --;--
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر .




#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناديق سوداء
- منارة البحر
- صداقة سادية
- نايت كلوب
- وجود مرتجف
- التي لا تعرفني
- الكينونة والعبث
- حادثة سير
- مضاجعة في المطلق
- آه كم أنا حزين
- أنت يا سيد تي
- صرخة جدار
- وحيدا على قارعة الشتاء
- وشوشات
- فضائح حكومية أكثر
- ضباب وغمام
- أصحاب الحال
- حينما أراك تمرين أمامي
- حروف الكواكب
- شيخوخة الثقافة العربية


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - المثقفون العرب