أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله هاشم - المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (١ - ٤)















المزيد.....

المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (١ - ٤)


عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان التراث الفكري‮ ‬والسياسي‮ ‬للبشرية انتج مفاهيم هي‮ ‬عصية على التغير وصيرورة التطور ذاتها لما تحمله من ارتباط وثيق وعضوي‮ ‬بالذات الانسانية،‮ ‬فالحرب العدوانية وفقا للمفهوم الانساني‮ ‬هي‮ ‬تلك التي‮ ‬تتجاوز حدود الآخر بأبعادها المتعددة جغرافية وحقوقية واخلاقية،‮ ‬لذلك هي‮ ‬في‮ ‬جوهرها انتهاك‮ ‬يستفز الوطني‮ ‬من المشاعر ويحوله الى فعل مقاوم ومن هنا فإن اي‮ ‬احتلال‮ ‬ينتج نقيضه بشكل تلقائي،‮ ‬والحديث عن جلب الديمقراطية وصياغة انظمة سياسية عصرية تعبد طريق بنائها حراب جند المحتل امر لا‮ ‬يتسق ومنطق الاستحواذ على الثروة والسلطة على المستوى الدولي‮.‬
فاحتلال العراق الذي‮ ‬برر من الوجهة القانونية على المستوى الدولي‮ ‬رسميا وشعبيا،‮ ‬بأن النظام العراقي‮ ‬هو نظام مارق من القانون الدولي‮ ‬وذلك بامتلاكه اسلحة دمار شامل وذو مقومات دكتاتورية مما‮ ‬يجعله خطراً‮ ‬محدقا بالسلام والامن الدوليين‮.‬
وهذا ما‮ ‬يجعل انتفاء هذا المبرر وعدم وجود هذه الاسلحة المزعومة هو دليل دامغ‮ ‬على ان سياسات التحالف الدولي‮ ‬بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا تستهدف التموضع العسكري‮ ‬والسياسي‮ ‬في‮ ‬العراق وفقا لاستراتيجية السيطرة على مركز الشرق الاوسط الكبير،‮ ‬وتستحوذ على النفط العراقي‮ ‬وحتى وان كان لفترة زمانية محددة لحل ازمات اقتصادية وعسكرية لدى الولايات المتحدة وبريطانيا،‮ ‬ان هذا الاحتلال هو بالضرورة‮ ‬يخل بموازين القوى الدولية والاقليمية ويضعف قوى اجتماعية ويضاعف من قوة قوى اخرى في‮ ‬المجتمع العراقي‮ ‬والمحيط الاقليمي،‮ ‬وهو الامر الذي‮ ‬يدركه العراقيون ودول الجوار والعمق العربي‮ ‬الاسلامي‮ ‬جيدا،‮ ‬هذا ما عبر عنه الملك عبدالله الثاني‮ ‬بما اطلق عليه صياغة هلال شيعي‮ ‬يتمثل في‮ ‬ايران والعراق وسوريا،‮ ‬وكذلك الموقف السوري‮ ‬المناور الذي‮ ‬يعلم جيدا ان الشعب السوري‮ ‬ووفقاً‮ ‬لتكوينه العروبي‮ ‬يرفض قيام نظام ايراني‮ ‬الطبيعة بوجوه نصف عراقية‮. ‬ان القانون الدولي‮ ‬العام‮ ‬يحكم موقف مجلس الامن الذي‮ ‬يعتبر الوجود العسكري‮ ‬للدول الاجنبية في‮ ‬العراق هو احتلال طبقا لحكم المادة ‮٢٤ ‬من لائحة لاهاي‮ ‬لعام ‮٧٠٩١ ‬التي‮ ‬تنص على انه‮ (‬تعتبر ارضاً‮ ‬محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو،‮ ‬ولا‮ ‬يشمل الاحتلال سوى الارض التي‮ ‬اقيمت فيها مثل هذه السلطة ويمكن ان تمارس فيها‮) ‬وفي‮ ‬حالة العراق فإنها تشمل كل الارض العراقية والمياه الاقليمية للدولة واجواءها،‮ ‬والاحتلال من وجهة القانون الدولي‮ ‬يخضع لأحكام تقرر ان المحتل لا‮ ‬يكتسب السيادة على الارض وهو مجرد حالة مؤقتة،‮ ‬يلزم القانون القوة المحتلة ان تعيد النظام والامن وتؤمن الصحة العامة والشروط الصحية،‮ ‬تؤمن الغذاء والعناية الطبية ويحظر النقل الجبري‮ ‬الجماعي‮ ‬او الفردي‮ ‬للسكان،‮ ‬وتحظر العقوبات الجماعية وتحظر عمليات الانتقال،‮ ‬ويحظر تدمير الممتلكات الخاصة والعامة وهذه بمجموعها شروط تنتهكها القوات الامريكية وحلفاؤها في‮ ‬العراق،‮ ‬ومن هنا فإن مقاومة هذا الاحتلال مشروعة وان أية مزايدات للمثقفين العرب بجميع انتماءاتهم على هذه المهمة هي‮ ‬مزايدات ساقطة انسانيا ومن الوجهتين الوطنية والقانونية،‮ ‬وان المبررات التي‮ ‬تساق لمناوءة المقاومة واهدارها ونفي‮ ‬الطابع الوطني‮ ‬عنها والتي‮ ‬تتخذ من ما‮ ‬يطلق عليه إرهابا او مآلات نفوذ التيارات الدينية السنية المتشدة بعد خروج المحتل والتي‮ ‬سوف تعيق التطور المدني‮ ‬في‮ ‬العراق هي‮ ‬محض مواقف سياسية وايديولوجية ليس لها علاقة بما هو قانوني‮ ‬وحقوقي‮ ‬وهي‮ ‬مبررات لا تتسق ومنطق الواقع الاجرامي‮ ‬الصارم على الارض،‮ ‬فالارهاب هو ارهاب دول كبرى تقتل المدنيين نساء واطفالاً‮ ‬وشيوخاً‮ ‬وتحرق مدناً‮ ‬بكاملها بكثافة النيران والفلوجة الباسلة مثلا والقائم ليس آخر ما حرق بنيران الامريكان،‮ ‬ووطء رؤوس النساء وصفع وجوه الرجال واختطاف وقتل أئمة المساجد والاعتقال الكيفي‮ ‬المهين وممارسة التعذيب المتعدد الانماط الذي‮ ‬يمارس في‮ ‬السجون الامريكية في‮ ‬العراق ابو‮ ‬غريب وغيره ما‮ ‬يربو على اربعة عشر الف معتقل سياسي‮ ‬نساء ورجالاً،‮ ‬وقتل العزل في‮ ‬المساجد بدم بارد واستخدام النساء والاطفال كدروع بشرية بوضعهم على الدبابات كما حدث في‮ ‬الفلوجة،‮ ‬ان معاناة الشعب العراقي‮ ‬لا‮ ‬يمكن وضع حدود لها وحصرها وهي‮ ‬باقية ما بقي‮ ‬الاحتلال من احكام القانون ومن الاوضاع الانسانية المتردية قهرا ومصادرة للحريات وانتهاك لسلامة الابدان وحق الحياة والاوضاع المعيشية والامنية المنعدمة مقوماتها تستمد المقاومة شرعيتها،‮ ‬ان الانظمة تهزم وتسقط ولكن ليس هناك مقاومة شعبية لمحتل هزمت في‮ ‬تاريخ البشرية لذلك فإن المقاومة العراقية ستنتصر‮.‬



#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستشار نقابة طيران الخليج‮ ‬يدعو إلى سحب الإنذار ...
- قانون الجمعيات متقدم على واقع الجمعيات السياسية الفئوية أو ا ...
- كلما زادت إجراءات الأمن تراجعت الحرية والعكس صحيح
- التهديدات الايرانية للبحرين وضرورة خلق الحماية الشعبية
- بيان التجمع الوطني الديمقراطي حول التهديدات التي يتعرض لها ر ...
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (3-3):المبررات والأوهام
- التعديل الدستوري يستلزم خريطة جديدة للقوى السياسية
- ‬مقعد البرلمان المقبل‮ ‬يمر عبر‮ »&# ...
- حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (1-3):البناء الثقافي وص ...
- الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس
- الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية
- الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
- ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال ...
- ‬الاعتصام تراجع نهج المقاطعة‮.. ‬والسداسي& ...
- رئيس التجمع الديمقراطي إلى النواب: لا تكونوا رقما في تعميق م ...


المزيد.....




- نتنياهو: -بإمكان ترامب أن يقربنا- من اتفاق وقف إطلاق النار ف ...
- بايرن يفقد موسيالا  لـ-فترة طويلة- بعد تعرضه لإصابة في الشظي ...
- انطلاق -محاكمة القرن- في البرتغال
- حرائق اللاذقية تلتهم الغابات وتثير جدلا على المنصات.. ما الس ...
- الولاء ينتصر على الطموح.. نيكو ويليامز يكسر قلوب عشاق البارس ...
- خبير عسكري: تحديات سياسية وميدانية عميقة تواجه جيش الاحتلال ...
- فرحة يمنيين بفوز كروي بحضرموت تتحول إلى كارثة ومغردون يطالبو ...
- ماذا تعرف -آبل- عنك؟
- عائلات فلسطينية تخلي منازل يعتزم الاحتلال هدمها بمخيم طولكرم ...
- 8 شهداء في قصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين غربي غزة


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله هاشم - المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (١ - ٤)