أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير الحمادي - جماعة بوكو حرام















المزيد.....

جماعة بوكو حرام


سمير الحمادي

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 00:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 ــ وضعية الإسلام والمسلمين في نيجيريا

نيجيريا هي البلد الإفريقي الأكبر من حيث عدد السكان: حوالي 160 مليون نسمة (إحصاءات غير رسمية، 2013)، يتوزعون على مسلمين (50 بالمائة) ومسيحيين (40 بالمائة) ووثنيين (10 بالمائة). المسلمون معظمهم من السنة، يتركزون في الشمال النيجري، ومع أنهم أغلبية، إلا أن نيجيريا تصنف عالمياً ضمن الدول التي يتعرض فيها المسلمون للاضطهاد الديني والعرقي على يد منظمات وشبكات مصالح مسيحية نافذة تتحكم بشكل فعلي في أجهزة الدولة ومراكزها السياسية (أكثر من 70 بالمائة من المناصب الحكومية العليا) والاقتصادية والأمنية والعسكرية والإعلامية، يسندها من الباطن عدد من الكنائس (أكبرها كنيسة "رديم" وكنيسة "بابتيست")، والمليشيات المسيحية المتطرفة المسلحة (حركة "جيش المسيح" مثلا)، فضلاً عن حوالي 100 من المؤسسات التنصيرية (أبرزها جمعية "مملكة الرب"، حركة "إخوان النجمة والصليب"، حركة "المولود من جديد") التي تنشط بكثافة في البلاد، وتشرف على برامج تعليمية وصحية وثقافية فعالة في مختلف المدن والولايات، خاصة ذات الأغلبية المسلمة، وهي مدعومة سياسياً ومادياً من المراجع الكنسية في الغرب.

ويعود تصاعد النفوذ المسيحي إلى فترة حكم الرئيس أوباسانجو (1999 ــ 2007)، الذي عمل على التمكين للمسيحيين في كل المواقع الإستراتيجية في السلطة على حساب المسلمين، الذين جرى تهميش أي دور لهم في المجال العام، وعلى الرغم من أن الدستور النيجيري ينص على أن تداول الحكم يتم بشكل دوري بين المسلمين والمسيحيين، لم يستطع الرئيس عمر يارادوا (مسلم)، الذي خلف أوباسانجو، أن يغير في الواقع شيئاً، خصوصاً أن مقامه في السلطة لم يطل، حيث توفي بعد صراع مع المرض في العام 2010، ليتسلم الحكم نائبه جودلاك جوناثان (مسيحي) الذي ما يزال رئيساً حتى اليوم.

الأسوأ في وضع المسلمين في نيجيريا، علاوة على ما يتعرضون له من تهميش اجتماعي وقهر سياسي وثقافي، العنف الطائفي الذي يستهدفهم بشكل منظم من قبل ميليشيات مسيحية متطرفة، في ظل حالة مريبة من الصمت الحكومي (المتواطئ)، وخلال السنوات الماضية حدثت عدة مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين قتلاً وتهجيراً، ففي سبتمبر 2001 شهدت مدينة جوس ويلوا مجزرة أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، وتكرر الأمر في العام 2004، حيث قتل 700 شخصاً، وفي العام 2008 قتل حوالي 300 آخرين في اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين، أما المجزرة الأشهر فهي التي وقعت في مدينة جوس في فبراير 2010، وأسفرت عن مقتل ما بين 350 و 400 شخصاً في أربعة أيام، أُحرق بعضهم أحياء، والسبب هو رفض مجموعة من الشبان المسيحيين المتطرفين إعادة بناء مسجد في المدينة كانوا قد دمروه بالكامل في العام 2008، ومع أن العالم كله على علم بهذه الممارسات التطهيرية، فإن ردود الفعل كالعادة لا تتجاوز نطاق البيانات المنددة.

2 ــ حركة بوكو حرام: محددات النشأة والمسار

تأسست حركة بوكو حرام أو "طالبان نيجيريا" كما يطلق عليها بعض وسائل الإعلام (مع العلم أن مقارنتها مع حركة طالبان الأفغانية في غير محلها، إذ إن الفروق بين الحالتين جوهرية على مستويات متعددة) في العام 2002 بولاية بورنو شمال نيجيريا، وأصل تسمية بوكو حرام بلغة الهاوسا هو "التعليم الغربي حرام"، وجدير بالذكر أن هذه التسمية أيضا إعلامية، فالاسم الرسمي الذي تطلقه الجماعة على نفسها هو "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد".

مؤسس الحركة وأميرها الأول هو محمد يوسف: مدرس ورجل دين شاب، قُتل في يوليو 2009 أثناء احتجازه لدى الشرطة بعد أن حاول اقتحام أحد السجون لتحرير بعض أتباعه، أما أميرها الحالي أبو بكر شيكاو الملقب بــ "دار التوحيد"، فهو شخصية غامضة لا يُعرف عنها الكثير، كان من مؤسسي الحركة والرجل الثاني فيها قبل أن يتسلم الإمارة، وبحسب تقارير أمنية ودبلوماسية، هو من مواليد 1965 أو 1969 أو 1975، له ميول عنفية خطيرة، وهو أيضاً غريب الأطوار، إذ سبق أن هدد بتصفية شخصيات دولية رحلت عن عالمنا مثل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر والبابا يوحنا بولس الثاني، والمفارقة أن شيكاو هذا، الذي رصدت الولايات المتحدة الأمريكية جائزة مالية قدرها 7 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد على اعتقاله، هو الوحيد في الحركة الذي تلقى تعليماً جامعياً على مستوى الدراسات العليا في الشريعة والقانون، من هنا جاءت تسميته بــ "دار التوحيد" على أساس تبحره في العلوم الدينية (من وجهة نظر أنصاره).

من خلال الاسم الإعلامي للحركة (بوكو حرام) يتضح أن الهدف الأساسي من تأسيسها هو محاربة التعليم الغربي في المدارس النيجيرية والعمل على تغييره (باعتباره يهدد القيم الإسلامية والوجود الإسلامي في البلاد). مؤسس الحركة نفسه ومعظم عناصرها انقطعوا عن الدراسة في مرحلة مبكرة وتلقوا بعض المعارف الدينية البسيطة في مدارس "شرعية"، وهي مدارس محلية مهمشة حكومياً وغير معترف بشهاداتها، ولئن ظل هذا الهدف قائماً عند الحركة حتى اليوم، كما يتضح من عمليتها الأخيرة في أبريل الماضي التي لاقت صدى دوليا (خطف 279 تلميذة من مدرسة محلية)، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه العملية بالتحديد جاءت رداً على اعتقال الشرطة عدداً من زوجات وبنات أعضاء الحركة، فإن مجال مطالبها وتحركاتها سرعان ما توسع ليشمل إقامة دولة إسلامية في مناطق شمال نيجيريا (ثم في ولايات نيجيريا جميعاً) بالقوة المسلحة، ولهذا الغرض انتقلت الحركة في العام 2004 إلى ولاية يوبي على الحدود مع النيجر، وبدأت في تسليح أتباعها واستهداف قوات الشرطة والجيش والمقرات الحكومية، كما قامت ببعض محاولات التطبيق الفوري للشريعة الإسلامية في الأماكن التي تسيطر عليها، لكن انطلاقتها الفعلية ستكون في العام 2009، بعد تولي شيكاو الإمارة، حيث صعّدت من عنفها، ونفذت عمليات نوعية ضد أهداف مهمة (تفجير سوق أبوجا في ديسمبر 2010، تفجير مركز شرطة في يناير 2011، تفجير أحد مكاتب اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة في أبريل 2011، تفجير مقر الأمم المتحدة في أبوجا في غشت 2011)، ويمكن القول إن بوكو حرام تحولت خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى كابوس حقيقي يقض مضاجع ليس الجهات الرسمية فقط، ولكن السكان أيضاً: المسيحيين والمسلمين على السواء، بسبب توجهاتها التكفيرية المفرطة واتساع نطاق عملياتها التدميرية التي لا تميز ما بين الأهداف الحكومية (هدفها الأساسي والمباشر)، والأهداف المدنية التي صارت توجه لها الضربات بشكل عشوائي (الكنائس، المساجد، المدارس والجامعات، دور الطلبة).

والحقيقة أن نشأة هذه الحركة بالذات لا تعود إلى عامل الدين وتمظهراته الفكرانية / الأيديولوجية، ولا إلى تأثير المحيط الإقليمي والدولي بتفاعلاته الصراعية، كما حدث، بدرجات متفاوتة، في العراق والسعودية واليمن، وإنما هي مرتبطة أساساً بعوامل موضوعية مغرقة في المحلية، ولا دخل لها بحمولات "المقدس"، ولا بمدارات التدافع السياسي / الإستراتيجي (الإقليمي والدولي)، هذه العوامل تتمثل في طبيعة البيئة السياسية والسوسيو اقتصادية والثقافية التي يحيا فيها المسلمون في نيجيريا: البلد الذي يحتل المرتبة الثامنة على قائمة الدول المصدرة للنفط. إن ظروف الفقر والتهميش التي تطبع حياة النيجريين عموماً (أكثر من 69 بالمائة تحت خط الفقر)، مع انتشار الفساد الحكومي ونهب المال العام وتركيز الثروات في أيدي قلة من النافذين، فضلاً عن تنامي النزعات الطائفية والتمييز الديني العنصري الذي يتعرض له المسلمون بشكل منهجي منظم، والمجازر المروعة التي ترتكبها الحركات المسيحية المتطرفة بحقهم تحت أنظار وصمت الحكومة، كلها عناصر بنيوية شكلت حاضنة اجتماعية ساعدت على بروز هذه الحركة (كتعبير احتجاجي أصولي عنفي) وعلى توسعها في ما بعد، على الرغم من الانحرافات الكثيرة التي تطبع منهجها، حتى بالمقارنة مع الفكر السلفي الجهادي الذي تدعي الانتساب إليه.

وهنا، من المفيد استحضار تجربة جماعة إسلامية متشددة أخرى سبق أن ظهرت في نيجيريا: في الشمال أيضاً، في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، ويرى بعض المراقبين أن بوكو حرام هي امتداد لها على المستوى الفكري، يتعلق الأمر بحركة "مايتاسين" ("اللعنة" بلغة الهاوسا) التي أسسها محمد ماروا، وقامت بأعمال عنف واسعة النطاق بمدينة كانو، حيث كانت تستهدف الجميع دون تمييز، وقد اضطر الجيش إلى التدخل لإيقافها، فحدثت مواجهات دامية راح ضحيتها آلاف الأشخاص منهم محمد ماروا نفسه، ومع ذلك استمر من تبقى من عناصر الجماعة في نشاطهم العنفي، ولم يتم القضاء عليها تماماً إلا في العام 1985.

إن استحضار تجربة هذه الجماعة ومقارنتها بواقع بوكو حرام يفيد في إبراز أهمية دور الأنساق الاقتصادية والاجتماعية البائسة، وكذا تفاعلات ظروف القهر السياسي وتحديات الإقصاء الثقافي (تهديد الهوية) في ظهور نزوعات التمرد الراديكالية التي تتخذ من المرجعية الدينية ملاذاً ومحركاً لها.

3 ــ بوكو حرام: التصنيف والمرجعية الفكرية

لا تملك الحركة هيكلاً تنظيمياً محكماً، ولا نعرف شيئا عن مستوياتها القيادية الداخلية، وقادتها الميدانيون من غير أميرها شايكو غير معروفين، ومصادر تمويلها كذلك مجهولة، مع العلم أنها تملك ترسانة حربية كبيرة (منها أسلحة مضادة للطائرات) تستخدمها في عملياتها المسلحة ومواجهاتها المتكررة مع القوات الحكومية، كما أن أيديولوجيتها الدينية ليست محددة بشكل واضح، إذ لم يصدر عنها أي وثائق أو أدبيات تمكننا من تحديد ملامحها الفكرية والعقائدية بدقة، وإن كنا نستطيع من خلال تحليل نطاق عملياتها، وكذا بعض التسجيلات الصوتية والمرئية لأميريْها السابق والحالي، ملاحظة أنها تميل إلى الفكر السلفي التكفيري أكثر من كونها تعبر عن الخط السلفي الجهادي، ومع ذلك، يمكن على المستوى الإجرائي تصنيف الحركة ضمن الجيل الثالث من التنظيمات الجهادية المعاصرة التي ظهرت عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001: الجيل الأول كان قد ظهر في أواخر ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في مصر (تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية)، ثم في عدد من الدول العربية: سوريا (الطليعة المقاتلة)، المغرب (حركة الشبيبة الإسلامية)، الجزائر (الحركة الإسلامية المسلحة)، أما الجيل الثاني فظهر بعد حرب الخليج الثانية (1990 ــ 1991)، ويمثله بشكل أساسي تنظيم القاعدة.

ونشير إلى أن الجيل الثالث من التنظيمات الجهادية عموماً يتميز بوحشيته وشراسته وميله المفرط إلى استخدام العنف دون التوقف كثيراً عند الضوابط الشرعية وجزئياتها، أو لنقل إنه يتجاوزها من خلال استخدام القراءات الأكثر تشدداً، بعبارة أخرى: هو أقل التزاماً بالأدبيات العقائدية التي تؤطر المشروع السلفي الجهادي التقليدي (يمكن استحضار تجربة "قاعدة" العراق أيام الزرقاوي وتجربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام حالياً)، ومقارنة بالجيلين السابقين، يعتبر هذا الجيل أكثر توتراً وغلواً وانفلاتاً بشهادة كبار منظري السلفية الجهادية (أبو محمد المقدسي مثلاً)، وهو ما يفتح نقاشات داخلية عنيفة بين أبناء هذا التيار بشكل دوري، كما أن هذا الغلو / الانفلات أدى إلى إحراج "القاعدة" (التنظيم المركزي) مراراً أمام المتعاطفين معها من جمهور المسلمين (بدعوى أنها حركة مقاومة فوق ــ وطنية للاستكبار الأمريكي)، ونُذكّر بأن أسامة بن لادن نفسه أقر بهذه الحقيقة في وثائق "آبوت آباد" التي عثرت عليها القوات الأمريكية في مسكنه بعيد اغتياله في مايو 2011.

4 ــ بوكو حرام: الارتباطات الخارجية

تعتبر الحركة محلية الطابع على مستوى أفكارها وأهدافها ومجال تحركاتها، إذ لم يصدر عنها ما يشير إلى أن لها طموحات جهادية خارج حدود نيجيريا، فهذا النموذج كما أشرنا لا يتأسس على قناعات أيديولوجية دينية بقدر ما هو انعكاس عنفي لنسق كامل من التظلمات الاجتماعية والسياسية والإثنية المتراكمة أخذ التعبير عنها شكلاً تمردياً دينياً، وحتى حين أعلنت في فبراير 2010 انضمامها إلى "القاعدة"، فإن هذا الإعلان كان خطوة براجماتية الغرض منها استثمار صيت "القاعدة" (أو علامتها التجارية) لاستقطاب مزيد من الأتباع والحصول على تمويل، مع ملاحظة أن "القاعدة" لم تهتم بهذا الإعلان ولم ترحب به، مع العلم أنها كانت في حاجة إلى مثل هذا النوع من "الدعاية" لاستثمارها إعلامياً في ظل الانحسار الذي صارت إليه بعد إخفاقاتها المتعددة في أكثر من جبهة جهادية، والحاصل أن هذا التجاهل سببه الأساسي الغموض الذي يحيط بهذه الحركة وكثرة الأخبار التي تُنقل عنها، وكذا ما تشتهر به من غلو وانحراف عن المنهج السلفي الجهادي، فــ "القاعدة" لم تعد مستعدة لتحمل مزيد من الأخطاء والتجاوزات التي تقوم بها تنظيمات محسوبة عليها افتراضياً لكنها على المستوى العملي تشتغل في بيئة عمليات بعيدة لا تدري عنها شيئاً ولا تتحكم فيها بحكم الحصار المضروب عليها والإكراهات الأمنية المتزايدة.

هذا وقد ظهرت في الفترة الأخيرة بعض المحاولات الإعلامية والاستخباراتية المحلية والغربية (الأمريكية خصوصاً) التي تدفع في اتجاه إثبات وجود صلة ما بين بوكو حرام وعدد من الجماعات الجهادية في إفريقيا: حركة الشباب المجاهدين في الصومال، حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، جماعة أنصار الدين، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقال إنه قام مؤخراً بمحاولات لاستقطاب عناصر الحركة إلى مشروعه الجهادي، وذلك في سياق الحرب التي يخوضها في شمال مالي (على الحدود مع الجزائر)، وبعد فشله في تجنيد مقاتلين جدد لسد العجز الذي يعاني منه على مستوى الموارد البشرية، خاصة بعد تمدد نشاطاته إلى منطقة الساحل، وسقوط كثير من عناصره في الاشتباكات مع القوات الفرنسية والموريتانية، إلا أنه لا توجد معلومات مؤكدة (حتى الآن) تفيد بحصول تحالف أو تنسيق من هذا النوع، كما لا توجد أدلة حاسمة على وجود ارتباط بين بوكو حرام وأي من التنظيمات المذكورة، وإن كنا لا نستبعد أن ينضم عناصر من الحركة إلى "قاعدة" الجزائر تحت إغراء المال والسلاح، لكن لا شيء مؤكد.

5 ـ بوكو حرام وخطف الفتيات

قامت بوكو حرام في أبريل الماضي بخطف 279 تلميذة من إحدى المدارس المحلية بدعوى أن "التربية الغربية يجب أن تتوقف، وعلى الفتيات ترك المدرسة والزواج"، وهدد شيكاو بــ "بيعهن في السوق وفق شرع الله" باعتبارهن "سبايا"، وذلك في شريط فيديو مدته ساعة تقريبا تناقله الإعلام الدولي بكثافة. هذه العملية أثارت جدلاً واسعاً حول حقيقة الحركة وطبيعة توجهاتها، وما إذا كانت بالفعل حركة جهادية لها مشروع سياسي أم أنها مجرد عصابة تتدثر بالدين، وبالتأكيد هذا السلوك الإجرامي لا يمكن تبريره بالاستناد إلى أي إطار شرعي، حتى بمنطق الفيء والغنيمة (ويدخل فيه مفهوم "السبايا") الذي ما تزال تستخدمه بعض التنظيمات الجهادية، مع العلم أن هناك إجماعاً بين العلماء على أن أحكام السبي الاسترقاق من العلم الذي لا ينبني عليه عمل في الوقت الحالي لأنه غير وارد في هذا العصر، ومن خلال متابعتنا لردود الفعل داخل أوساط الجهاديين (من خلال المنتديات الجهادية على الانترنت)، نلاحظ أن هناك حالة عامة من السكوت عن الموضوع، ما يعني عدم قدرة القائمين على هذه المنتديات وكتاّبها على الدفاع عن هذا الفعل وتسويغه شرعياً كما يحدث دائماً.



#سمير_الحمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في تاريخ الحركة الجهادية في سورية
- قراءة في مصطلح -السلفية الجهادية-
- في بؤس الإعلام المصري
- عن الكواكبي.. ومعضلة الثورات العربية
- عبد الله القصيمي: الأصولي المنشق
- الإسلامولوجيا وسؤال الكفاية: نموذج مغربي
- برقية.. إلى ثوار -الربيع العربي-
- السياسة تفرّق شمل السلفيين في المغرب
- في أزمة الربيع العربي
- الوهابية والسلفية الجهادية: أسئلة العلاقة


المزيد.....




- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: لا م ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي: -الاسرائيليون- يتصور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير الحمادي - جماعة بوكو حرام