أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسام الرشدي - عبد الباقي العمري أيقونة الموصل














المزيد.....

عبد الباقي العمري أيقونة الموصل


محمد حسام الرشدي

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


ترتبط الموصل في مخيلتي -ثقافياً- باسم عبد الباقي العمري، الأديب والسياسي العراقي الذي كان أحد مفاخر العراق، ومن قاماتهِ الأدبية التي يصعب تكرارها. فالعمري -أو الفاروقي- يمثل أيقونة ثقافية لمدينة الموصل الجميلة، بل للعراق بكاملهِ.
كانت أول معرفتي بالعمري هي أبيات وجدتها له يمدح بها أحد أجدادي السيد كاظم الرشتي (ت 1843م) بمناسبة زيارته لبغداد حيث كانت:
أهلا بمن قال إله السما * فوق السما لجده أهلا
ومرحبا بابن اب كل من * آمن بالله له مولى
ومن اتى في حقه (هل اتى) * نعم وفي أولاده (قل لا)
....
شرفت بغداد كما شُرف الـعرش بنعلي جدك الأعلى
قد دستها في قدم ود هــام الاوج لو كان لها نعلا
....
تسألتُ يومها من هو عبد الباقي العمري هذا؟!
وقتها لم يكن في العراق إنترنت أو ويكي بيديا يروي غليل العراقيين، فبحثت بالمكتبات ووجدت ديوانه المسمى "الترياق الفاروقي" وكان شعراً معظمه ممتاز، وعرفت من بعض من ترجم له أنه:
- عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي.
- ولد بالموصل (1790)، وتوفي ببغداد(1862).
- يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب.
- كان يُلقب بالعمري والفاروقي (لأنه من الاسرة العمرية)، كما لُقب بالفوري (لإنشاده الشعر على الفور).
- من مؤلفاته:
١-;-- الترياق الفاروقي (وهو ديوان شعر).
٢-;-- نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر.
٣-;-- نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى.
٤-;-- الباقيات الصالحات (وهي قصائد في مدح أهل البيت).
٥-;-- أهلة الأفكار في مغاني الابتكار (من شعره).
وكان للعمري مجلس أدبي في بغداد يحضره العديد من المثقفين والأدباء مثل الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي (ت 1854م) مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس (ت 1872م) وقد كان للشاعر الحلي صالح الكواز (ت 1873 م) قصة في هذا المجلس ذكرها محمد علي اليعقوبي في مقدمة ديوان صالح الكواز تستحق الذكر لتوضيح ما كانت عليه الحياة الثقافية في بغداد:
كان الكواز قد أنشد قصيدة جميلة متفاخراً بنفسه وقد ختمها بالبيت التالي:
أخرستُ (أخرس) بغداد وناطقها * وما تركتُ (لباقي) الشعر من باقي
معرضاً بأشهر شاعرين في ذلك العصر عبد الغفار الأخرس وعبد الباقي العمري. ولما بلغ عبد الباقي العمري قول الكواز، قال إذن أين أضع "الباقيات الصالحات"... ويُصادف ان الكواز جاء الى بغداد ونزل ضيفاً على الحاج عيسى والحاج احمد آل شالجي موسى من تجار وأدباء بغداد فأرادوا زيارة عبد الباقي العمري فذهب معهما الكواز على تنكره وجلس في طرف المجلس فقال عبدالباقي حضرني شطر وهو (قيل لي من سما سماء المعالي) وجعل يردده ولا يحضره عجز له فلما طال ذلك على الكواز قال (قلت عيسى سما السماء واحمد) فقال عبد الباقي انت الكواز بلا شك وقربه وادناه وكساه.
هذهِ صورة من صور الحياة الثقافية في العراق، حيث كانت المجالس الأدبية تضم ابن الموصل والحلة والنجف وكربلاء، دون حساسية أو تفكيرٍ داعشي..
على أي حال.. للعمري قصائد عديدة تجده فيها عراقياً أصيلاً أكبر من المذاهب والطوائف، فمن شعره أبياته المثبتة على أحد مداخل الحضرة العلوية يقول فيها:
يا ابا الاوصياء انت لطه * صهره وابن عمه واخوهُ
ان لله في معانيك سراً * اكثر العالمين ما علموهُ
ومن أشهر قصائده القصيدة العينية التي يقول بمطلعها:
أنت العلي الذي فوق العلا رفعا * ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا
ومن قصائده الرائعة قصيدةً عن نينوى يقول فيها:
أم الربيعين حث الركاب* ورح بي لتلك الربى والرحاب
ولا تثن عنها عنان المطيَّ * إلى غيرها رائدا للخصاب
فما لسواها تشد الرحال * ولا عن حماها يحلَّ الذهاب
مغان بها عن سواها غنى * إليها إليها الإياب الإياب
يجنِّ إليها حنين العشار * نزيح أضرَّ به الاغتراب
فخلِّ النياق عليها الرفاق * تحاكي الاهلة فوق الهضاب
من الوبل لا زلن يرشقنها * نبال يراهنَّ قوس السحاب
فتبدي شقائق نعمانها * جروحا تسيل عقيقا مذاب
وحاذر سيوف لحاظ الخشوف * فإن السيوف تحز الرقاب
ولا أدري ما يقول اليوم لو كان قد رأى سقطة الأرض وحثالة الصحراء يعيثون فساداً بأم الربيعين الفاتنة!



#محمد_حسام_الرشدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان عراقي
- المُغيبون
- وداعاً يا غابيتو
- بعد عشرة سنواتٍ من الفشل الدولة المدنية هي البديل
- الإسلاميين والعلمانيين ومستقبل العراق السياسي
- فاوست يبيع نفسه من جديد..
- يوتيوبيا حمودي
- الغريب: نبيٌ وملعون


المزيد.....




- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب يكشف عن حالة نجله ب ...
- تابع الحلقة الجديدة 28 .. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 ...
- تابع عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة عبر ترددات القن ...
- عقب فيديو الصفعة المثير للجدل..عمرو دياب يعرّض ليلى علوي لمو ...
- مترجمة وكاملة.. المؤسس عثمان الحلقة 164 بجودة HD على قناة ال ...
- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسام الرشدي - عبد الباقي العمري أيقونة الموصل