تضامناً مع المسيحيين العراقيين في محنتهم

شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الدولة الاسلامية في الموصل تخير المسيحيين بين الدخول بالإسلام او الجزية او الطرد من بيوتهم , حيث أبلغ حاكم الموصل المعين من قبل داعش المدعو سلمان الفارسي، بان أي عائلة مسيحية ترغب بالبقاء في الموصل، ولم تدخل في دين الإسلام، يجب عليها دفع الجزية، وهي مبلع( 550000 )دينار عراقي أي ما يعادل( 450 ) دولارا أميركيا, او مغادرة منازلها دون ممتلكاتها باعتبارها (غنائم )....وقال الفارسي نصأ : ( لم يبق للمسيحيين مكان بيننا، وعليهم المغادرة فورأ) .....؟!
نعم الدولة الاسلامية هي أول الملومين في التسبب في مأساة أهل نينوى ، فمنذ اجتياحها ولحد اليوم ، أبقت المدينة في حالة حصار خانق، باستعمال قوة السيف في الردع او القتل اوجزَ الرؤوس , وتقوم بجرائم بشعة بحق المسيحيين وعلى ارضهم ، تهدف إلى تفريغ نينوى بتهجير أهلها الابرياء والاصلاء ....
الحكومة العراقية تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية وربما قبل داعش نفسها، حيث يتعرض الآلاف من العراقيين يومياً لانتهاكات حقوق الإنسان، تشمل الانتهاكات القتل والاغتصاب والتهجير القسري وتدمير الممتلكات ومرافق الخدمة و جرائم كثيرة اخرى بحق الابرياء يندى لها جبين الانسان ، حيث وصلت الأمور درجةً من البؤس تتمثل بحرمان أهل نينوى من الماء النقي والكهرباء، والمواد الغذائية والدوائية ,بالاضافة الى سوء الاحوال المعيشية والنفسية بشكل عام ....
نعم ....الحكومة العراقية تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية عن ما يحدث في البلد من جرائم ارهابية بشعة , فهي منشغلة اليوم وللاسف بصراعات اطرافها على السلطة والمال والنفوذ، متناسية أن عليها الدفاع عن سلامة وامن مواطنيها ...!!
المجتمع الدولي ايضأ لم يفعل ما فيه الكفاية لوقف قتل وتهجير المسيحيين ,سكان العراق الأصليين ,حيث اكتفي بالقيام بباقة صغيرة من حركات استعراضية بهلوانية خجولة, لا تقي المسيحيين حر صيف، ولا برد شتاء , فعلى سبيل المثال قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن (فرنسا تدين بأكبر قدر من الحزم الإنذار الذي وجهه (الدولة الإسلامية) إلى المسيحيين في الموصل ، ووصف الإنذار بأنه (تجسيد جديد للطبيعة الإرهابية لهذه المنظمة الإرهابية ) .......!!
ويرى بعض المراقبين ان عجز المجتمع الدولي عن حماية المكون المسيحي وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى في الموصل هو مؤامرة دولية ـ أقليمية وفي ظل صمت عربي ودولي مخجل , بالاضافة الى صمت القوى العراقية السياسية وصمت أطراف كثيرة في الموصل ومدن العراق الاخرى من قيادات دينية وسياسية وعشائرية، إذ إن عمليات القتل والتهجيروالاغتصاب والفرهود ضد المسيحيين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى تجري أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكنا ...... !!
وهنا نسأل : هل حقيقةً مات الضمير الإنساني ، وأصبحت الحياة الانسانية الجميلة كغابة طاغية مفترسة على كوكب الأرض ....؟! هل اصبحت بطش وهمجية داعش الارهابي طاغية على العراق ؟
نعم ....ان الضمير الإنساني يقف اليوم أمام محك مأساة ابناء نينوى الاصلاء . فعلى الجميع البدء بتحرك جدي شامل وسريع ، لانقاذ المسيحيين من بطش و همجية داعش والتي لا تتسق مع قيم واخلاق الاسلام , وان التاريخ سوف لا يغفر ولا يرحم المتقاعسين والمتامرين والصامتين عن قول الحق ....
نعم فبئسا للصامتين عن الحق.... !!

#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل