أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس محمد رحيم الباجلاني - القرآن والعلم الانثروبولوجي والتوافق بينهما















المزيد.....

القرآن والعلم الانثروبولوجي والتوافق بينهما


عباس محمد رحيم الباجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 23:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



أُجريتْ دراسات علمية كثيفة في الحفريات الأركيولوجية والأنثروبولوجية ,وأكتُشِفتْ هياكل عظمية للأنسان قبل 6 مليون سنة في أفريقيا , وقال فريق سعودي إنه عثر على آثار تعود إلى حضارات بشرية سكنتْ البلاد قبل 450 ألف عام , ومقبرة جماعية بمنطقة ( جازان ) إحتوتْ على الكثير من الهياكل العظمية والآثار التي يعود تاريخها إلى 200 الف سنة في نفس المنطقة والمناطق الأخرى من قبل علماء الجيولوجيا , وهذه الحفريات توافق الآية القرآنية ( واذ قال ربك للملئكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ……).
إن الله تعالى فتح الحوار مع ملائكته ,والحوار دائماَ من مضمونه ( قال وقالوا و .... ) وهذا النص القرآني يحتويهما , لكي لا أطيل بالسرد , فنأخذ كلمة جاعل وهو أسم فاعل مشتق من الجذر اللغوي ( جعل ) وهو فعل ثلاثي , ومعنى ( جعل ) في جميع المعاجم والقواميس اللغة العربية ( صيّر شيء موجود الى شيء آخر من نفس الجنس ) عكس فعل ( خلق ) الذي يعني الإيتاء بالشيء من العدم أو ( غير موجود قبلاً ) وهذه الآيتين الكريمتين تُبين ما نذهب اليه ( خلق السموات والأرض وجعل الظلمات ) أي خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والارض من العدم وجعل الظلمات من انعدام النور أو الضوء وهذه حالة فيزيائية علمية , والآية الأخرى ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين ....) أي أن البشر لم يكن موجوداً فخلقه من طين , رغم أن بعض المفسرين وعلماء اللغة يقولون إن الفرق بين ( جعل ) بمعنى ( صيّر ) و ( جعل ) بمعنى ( خلق ) يحتمل معنيين حسب الآيات القرآنية , ولكن في الاعجاز البياني إن كلمة الخلق هو الإيجاد المبدئي من العدم وهو فعل يدل على خاصية إلهية لايجوز أن تُنسب لبشر , وحتى لو كانتْ هذه الآية الكريمة (..... ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) تدلُّ على أن ثمة أناس يخلقون ولكن رب العالمين أفضل منهم , ومعنى ذلك في الدلالات اللغوية بأن أي فرد من الأفراد يصنع ويخدم البشرية جمعاء , تُكرّم صناعته وخدمته العظيمتين بمنحه درجة الخلق رحمةً من رب العباد , أما ( جعل ) فهو فعل يعني تقدير أو أنتاج أو إضفاء هيئة معينة وحال معين على شيء تم خلقه قبلاُ كما ذكرتُ سابقاً , وهنا نستنبط من الدلالات القرآنية أن آدم عليه السلام جعله الله من بشر من نفس جنسه فكلمة ( خليفة ) هي الأهم في لبّ الموضوع تدل على ذلك , ويُشترط أن يكون ( الخليفة ) من نفس الجنس أيضاً , وليس خليفة للجن الذين خُلِقوا من نار , فالانسان من طين , وأيضاُ ليس خليفة لله لأن ردّ الملائكة الذي على صيغة سؤال ( أتجعل فيها من يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماء ...) يفتقر الى الدماثة في الحوار مع الله سبحانه وتعالى بمعنى أن ( خليفتك سيفسد وسيقتل ) ما هذا الهراء , وكيف علمتْ الملائكة بأن الانسان سوف يقتل ويسفك الدماء , إذا كان آدم أول البشر وهو لم يُخلق بعدْ , وهنالك أمرٌ في غاية الأهمية وهو التساؤل العلمي التالي ( هل أجساد الجن تحتويها دماء ؟ , وخاصة أكثر رجال الدين والفقهاء يقولون ( إن الجن هم على شكل هواء ودخان ) فكيف ذلك مجرد تساؤل ! وثمة دراسات وأبحاث تحت المجهر, رغم إن الجن غير مرئي , وبعض العلماء الفيزيائيين المؤمنين قالوا إنه مخلوقٌ من البلازما ( الحالة الرابعة للمادة ) التي تختفي وتظهر من ضمن الخواص وهذا شرحٌ يطول... ,فنحن بني الانسان لسنا خليفة للجن ويتبين هنا من تفسير ابن كثير لهذه الآية ( وهو الذي جعلكم خلائف الارض ) أي : جعلكم تعمرون الأرض جيلا بعد جيل ، وقرنا بعد قرن ، وخلفا بعد سلف ( أي يخلف بعضكم بعضاُ من نفس الجنس ,وهنالك آيات كثيرة في القرآن الكريم بنفس النمط..
في كتاب( أبي آدم ) , وحسب إدعاء الكاتب بأنه تم تدوينه ودراسته خلال 25 عاماً خلتْ بعد البحث والتفتيش ومصدره الأول هو ( القرآن الكريم ) , فيقول الدكتور عبد الصبور شاهين : إن آدم عليه السلام هو أبو الانسان وليس أبو البشر, فقد دوّن في كتابه بأن معنى البشر لفظ عام في كل مخلوق ظهر على سطح الارض , يسير على قدمين منتصب القامة , ومعنى الانسان لفظ خاص بكل من كان من البشر مكلفاً بمعرفة الله وعبادته أي( فكل إنسان بشر , وليس كل بشر إنساناُ ) , وهنا تطرق الأستاذ اللغوي الدكتور فاضل صالح السامرائي وأضاف على معنى البشر وقال : أشتقّتْ كلمة البشر من البشرة وهي ظاهر الجلد وعبّر عن الانسان بالبشر لأن جلده ظاهر بخلاف كثير من المخلوقات التي يغطيها وَبَر أو شَعَر أو صوف.
ومن ضمن الدلالات والأرهاصات الفكرية في إصطفاء آدم من البشر وفق النصوص القرآنية ( إن الله أصطفى آدم ...) وكلمة الإصطفاء في علم اللسانيات بمعنى الأختيار من بين مجموعة , ولاتحتمل هذه الكلمة معاني أخرى ,وكذلك أيضاَ إن الله سبحانه وتعالى لم يكلف البشر قبل آدم الانسان و وهبه ( أول دين سماوي) بحيث كانت قبله أديان وضعية و تعدد الآلهة عند البشر هم من أبتكروها أثناء التطور البيولوجي لديهم , فالكائنات من فصائل مختلفة لا تنتج كائنات من فصائل أخرى أي الكلاب لا تنتج قططاً وأفراد القطط لا تتحول إلى كلاب مثلاً ,والأفراد الأصلية لا يغيرون فصيلتهم ولا يتحولون إلى بشر, بمعنى أدق أن فصيلة القردة لا يتحولون الى بشر , وعندما نعيد قراءة نظرية دارون بدقة متناهية , فأنه يوضح لنا بأن أصل الانسان ليس قرداً , وإن البشر كانت شبيه بالقرود قبل تكريم وتعديل الانسان , ولا زالت الى يومنا هذا هنالك بعض الناس يشبهون القرود في كل بقاع الأرض من ناحية الشكل , وهذا لا يعني إنهم ( سعادين ) , في البداية دحضوا هذه النظرية وعادوا اليها في الآونة الاخيرة.
أما مرحلة النبي آدم الذي كرّمه الله ونفخ فيه الروح ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) كما أشار إليه الله في القرآن ، فعدله الله وسواه ( الذي خلقك فسواك فعدلك). ويستدل الدكتور عبد الصبور بآيات كثيرة على وجود البشر قبل الإنسان ، ولكنهم كانوا خلقاً غير معدلين بروح الله , وهذا الكلام قد ينفي بالذات قول اليهود وبعض الأديان بأن تلك المعركة التي قامت بين هابيل وقابيل من أجل زواج )الأُختْ الغير الشقيقة من البطن الاخر لحواء ) وكان مسموحاً آنذاك ( زنا المحارم في يومنا هذا ) , إنهم يطعنون بالله الخالق العظيم , وكأنه عاجز على خلق جنس أنثوي آخر مثل حواء والتي يعتبرونها إنها خُلقتْ من ( الضلع الأعوج ) وهذه العبارة تُناقض النصوص الثابتة في القرآن الكريم ومنها ( يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ... ) أي من ذات النفس الذي خلق الله بها آدم ,والهاء في كلمة ( منها ) ضمير يعود الى النفس وليس لآدم .
الكتب السماوية والأحاديث وفقهاء المسلمين يقدرون عمر البشرية ما بين سبعة آلاف الى عشرة آلاف سنه فقط , وعودة علماء الوراثة في أميركا ثانيةً الى دراساتهم حول عمر سيدنا آدم , وأصل البشرية عن طريق تحديد الحمض النووي" DNA" لأمنا حواء وصبغيات سيدنا آدم عليه السلام ، فتبين أنهما عاشا منذ 100 - 150 ألف سنة مضتْ , بينما عمر الارض المتداول بين العلماء كما يشيروا يبلغ حوالي 4.6 مليار عاماً , هذا العمر قد أستُنتِج بأستخدام طريقتين: القياس الراديومتري ( أي مقياس كثافة الطاقة الأشعاعية) أو بمقياس الزمن النسبي ( دراسة الأصول والسلالات ) , فثمة فجوة كبيرة بين خلق الارض وخلق آدم بملايين السنين , وهذا الأمر أوقع الفقهاء ورجال الدين في مطب لا يمكن الخروج منه , فقد قالوا إن الله تعالى خلق (( آدمَين وحوائين )) بصيغة المثنى , رغماً أنهم تقوّلوا كثيراً على كلام الدكتور عبد الصبور ,عندما قال عبارته المشهورة آدم ( أبو الانسان ) وليس( أبو البشر) وهاهم يقولوا بمثل ما قال ,ولكن بصياغة أخرى ,ولا أعلم لماذا هؤلاء ( رجال الدين ), يُقحمون أنفسهم بالفيزياء والأنثروبولوجية والبيولوجيا ,وبقية العلوم الأرضية , ولا يعلمون شيئاً عنها ,فهم يمارسون طقوسهم الكهنوتية حتى على الفرضياتْ والنظريات العلمية الغير ثابتة , وأقول لهم أن القرآن الكريم منهج عبادة , وليس كتاب ( فيزياء و كيمياء ) , وتشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب في عصر هم فيه في مؤخرة العالم , وإنهم لم يدرسوا العلم الاركيولوجي ( علم الآثار ) والكورنولوجي ( علم ترتيب الزمن ) والعلوم الحديثة الأخرى وأكثرهم يعتبرونها علوم الغرب الكافر, وحتى يكفّروا من يدرس الفلسفة ظناً بهم أن هذه الكلمة ( كفر ) , ولا يفقهوا بإنها تعني ( الحكمة ) في اللغة الأغريقية , ولسان حالهم يقول دائماً ( رأس الحكمة مخافة الله ) يا من تمارسون طقوس الدوغمائية بحذافيرها ونحن في الألفية الثالثة , ( منكم لله ).
كانتْ سابقاً أنظار العالم تتجه الى الكتب المقدسة والتوراة والى تقديس القصص المستلهمة فيها من الحضارات السابقة كحضارة وادي الرافدين وحضارة المملكة الأخمينية , ومملكة الهند والسند , وحضارة أوغاريت, وبعد النبش وفك شيفرة أكد وآشور قبل قرن ونصف القرن , تبين زيف الآباء والأجداد وجهلهم المقدس من تلك الأساطير التي هي من نسج الخيال, وكما قال محمد الماغوط "عمرها ما كانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع اللي يعتبرون نفسهم بعد الله".



#عباس_محمد_رحيم_الباجلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس محمد رحيم الباجلاني - القرآن والعلم الانثروبولوجي والتوافق بينهما