أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا وادي - عالم الكومبارس : ما الدنيا إلا مسرح كبير















المزيد.....

عالم الكومبارس : ما الدنيا إلا مسرح كبير


دينا وادي

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


عندما نذهب للنوم اول شيء نفعله هو ان نغمض اعيننا مهيئين انفسنا لرؤية حلم يشبه في بدايتة الفيلم السينمائي فالانوار مطفأة والشاشة بشخوصها وحدها هي المضاءة والشخصوص عبارة عن ابطال وكومبارس كما هم في الواقع ايضا الذي تعكسه السينما والتي تعتبر (فن رؤية الحياة) والمسرح ابو الفنون مثلما وصفه احد رواده يوسف بك وهبي (وما الحياة الا مسرح كبير).
والتشابه بين الحياة والفن يسري على العلاقات بين النجوم او الابطال والكومبارس ويؤدي كل منهم دوره الذي لا يستطيع غيره اداءه فلا يستطيع النجم ان يؤدي دور الكومبارس لان لديه كل الادوات والمواصفات التي تتنافى مع هذا الدور وبالطبع لا يستطيع الكومبارس ان يصبح نجما لعدم امتلاكه مواصفات البطولة الا في بعض الحالات الاستثنائية لبعض النجوم الذين بدأوا حياتهم كومبارس لفترة زمنية معينة ثم انتقلوا الى مصاف النجوم.
فسمير الذي يقوم باداء العديد من المشاهد امام ابطال من الطراز الاول يعتبر نفسه كومبارسا لكنه في الحقيقة «كومبارس متكلم» ولا يتعدى الدور الذي يحصل عليه في أي عمل على عدد من المشاهد لا تتعدى اصابع اليد الواحدة في كل مرة فهو يصف حظه بالعسر وان الفرصة التي ستنقله الى مصاف النجوم لم تأت بعد واخر دور قام به كان في مسلسل «محمود المصري» الذي عرض في شهر رمضان الماضي وكان عبارة عن مشهدين امام الفنان محمود عبد العزيز ويحاول سمير صقل موهبته الفنية بالالتحاق ببعض الدراسات الحرة في مجال السينما والمسرح.
لا يمتلك سمير مواصفات النجم ولا يعترف بانه كومبارس كباقي زملائه العاملين في المجال الفني ويوجد اشباهه في الحياة التي يلتقي فيها النجوم مع الكومبارس ولا يستطيع احدهم العيش بدون الآخر.
الكومبارس له دور اساسي في الفيلم السينمائي وكذلك في الحياة فلا ينجح الفيلم ولا تسير الحياة بدونهم فهم المحرك الاساسي للدراما في الفن والحياة بل هم الحياة نفسها، في العمل الفني ينقسمون الى نوعين، صامت ومتكلم. الصامت هو من المجاميع الذين يرسمون باجسادهم الحياة في الخلفية وراء ابطال العمل الاساسية حتي تكتمل الصورة في العمل الفني فبدونهم لن تكتمل الصورة اما المتكلم فهو الذي يحصل على دور اقصاه خمسة مشاهد ويقول من خلالها كلمة لها معنى او هدف ما في البناء الدرامي لتقدم لنا عظة ما كما في الحياة فيوجد من البشر من يعيش حياة كاملة لا يفعل فيها شيئا له هدف او جدوى الا كلمة يقولها في موقف ما حتى ينقذ انسانا ما او ليكون هو بذاته عظة ثم يموت بعدها او ينتهي دوره في العمل الدرامي.
فنجوم المجتمع في مجالات الحياة المتعددة من السياسة والفن وعالم الاقتصاد والاعمال وحتي الحقل الاعلامي لا يصبحون نجوما الا بمساندة الكومبارس لهم في مجالاتهم فهؤلاء لا يمتلكون نفس الادوات التي يمتلكها النجوم قبل ان يصبحوا نجوما كل على حسب ادوات مهنته. عالم الكومبارس موجود في الحياة قبل الفن بل اخذهم الفن من الحياة ليستعين بهم في رؤية الحياة.
عالم الكومبارس في السينما ابرزهم الفنانة الراحلة وداد حمدي التي اخذت فرصتها في الفن واصبحت معروفة من خلال تواجدها في صفوف الكومبارس واشتهرت بعد حادثة قتلها المأساوية فأخذت فرصتها في الموت اكثر من الحياة فهذا العالم نجومه وجوههم معروفة لدى الناس لكن اسماءهم غير معروفة ولا يبالي بها المشاهد الذي يمنح النجومية لمن يشاء من صفوف الفنانين.
هم (ملح) الفن والسينما سعرهم قليل وشهرتهم ايضا قليلة ولا غنى عنهم سواء في الحياة او الفن ولا تعجبهم التسمية (كومبارس) لانهم يتشوقون للنجومية ولانهم يعتبرون انفسهم نجوما بالفعل لكن لا زالوا لم يحصلوا على الفرصة المناسبة ومنهم من يضع الحجج بانه لا توجد لديه واسطه ولا علاقات لكن هذا ليس بصحيح.
مقهي «بعرة» بفتح الباء وتسكين العين الذي يقع في نهاية شارع «عماد الدين» بمنطقة وسط القاهرة والذي يعد اطول شارع في القاهرة 2500 متر تقريبا والذي شهد مجد ايام الطرب والمسرح والسينما هذا المقهي الذي انشئ اوائل القرن الماضي يعتبر ملاذا للكومبارس المغرمين باضواء السينما ويتذكر الكثيرون من رواد المقهي (الحاج بعرة الكبير) والذي كان صديقا للفنان الراحل رشدي اباظة والذي كان يأتي يوميا للتدريب في نادي (مختار حسين) القريب من المقهي بالاضافة الى عشرات النجوم الذين كانوا يأتون للمقهى قبل ان يصبحوا نجوم السينما.
من ابرز من جلسوا في مقهى الكومبارس ودخل الى عالم النجوم «اشحات مبروك» والفنان محمود حميدة ايام «بعرة» التي تقع في موقع استراتيجي بجوار جميع مكاتب مديري الانتاج الفني والريجيسيرات.
ودائما ما نعرف الكومبارس بحديثه الدائم عن النجوم وهذا ليس في الفن فقط فكما قلنا ان الحياة مليئة بهم ويحاول الكثير منهم ان لم يكن الكل معرفة النجوم حتى يصف علاقته بالنجم بانها علاقة صداقة وليست معرفة عادية. «فمحمد» قام باداء مشهدين امام الفنان عادل امام في فيلمه الاخير «عريس من جهة أمنية» وقام بأداء 4 مشاهد امام الفنانة فادية عبد الغني في مسلسل «ملفات سرية» لكنه لا يعترف بانه كومبارس ويقول كما يقول معظم الكومبارس ان النجوم الكبار يشيدون بأدائه وموهبته لكن الدنيا حظوظ! لم ينجح محمد في اختبار ورشة الفنون المسرحية لكنه لم ييأس فهو مقتنع بانه يمتلك مواصفات النجم لذلك يحاول صقل موهبته بشتى الطرق ويسعى لصداقة المخرجين والعاملين في المجال الفني لعل وعسى ان يأخذ دورا في هذا المسلسل او في هذا الفيلم. ويرفض ان يأخذ دورا ليس له قيمة هذا على حد قوله ولا يجلس على مقهى (بعرة) الذي استنكر سؤالي له عنه عما إذا كان يجلس فيه او يعرفه وقال لي وعلامات الدهشة تعلو وجهه هذا مقهي الكومبارس! وبالرغم من ذلك لا يرفض سمير او محمد الادوار الهامشية التي يتم اسنادها اليهم وهم على قناعة تامة ان هذه الادوار هامة بالنسبة للبناء الدرامي للعمل الفني وبالفعل يجب ان تكون هذه الادوار موجودة كما هي في الحياة حتي تبرز ادوار النجوم كما هي في الحياة ايضا، علما ان الله سبحانه وتعالى قسم الناس درجات على حد قول احدهم ولكل مهنة اهميتها في هذه الحياة فتخيلوا السينما بدون كومبارس وتخيلوا الحياة بدون كومبارس



#دينا_وادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمار الشريعي : الموسيقار
- باب الشمس :حينما تتحول المأساة الفلسطينية الى سينما
- الفلسطيني في السينما الإسرائيلية لا يجد من يكاتبه
- الباشا :يحيي الفخراني
- السينما الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان التمويل
- أخت القمر
- احمد زكي : اضحك الصورة تطلع حلوة


المزيد.....




- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة
- فيلم -القصص- يحصد التانيت الذهبي في ختام أيام قرطاج السينمائ ...
- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا وادي - عالم الكومبارس : ما الدنيا إلا مسرح كبير