أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا وادي - الفلسطيني في السينما الإسرائيلية لا يجد من يكاتبه















المزيد.....

الفلسطيني في السينما الإسرائيلية لا يجد من يكاتبه


دينا وادي

الحوار المتمدن-العدد: 1264 - 2005 / 7 / 23 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


إننا سنبقي هنا رغما عنكم منتصبين مثل جدار وسوف نملأ الشوارع بمظاهراتنا والسجون بكبريائنا جاءت هذه الكلمات علي لسان شخصية عجوز فلسطيني في فيلم كيدما ومعناه بالعبرية باتجاه الشرق لمخرجه الإسرائيلي عاموس غيتاي الذي أراد أن يفجر في المشهد الأول لفيلمه أكذوبة الأرض البكر ويدحضها عبر شخصية العجوز الفلسطيني الذي يعبر عن وجود الفلسطينيين بهذه الأرض قبل توافد المهاجرين اليهود القادمين من أراض أخري.
لم يكن هذا الفيلم أو مخرجه عاموس غيتاي ضد إسرائيل كما تصور منتقدوه، لا، إنه يصور الفلسطيني علي انه صاحب حق، وربما يبرر هذا أن عاموس ينتمي إلي الجيل الثاني من الإسرائيليين فقد ولد بعد قيام الدولة العبرية وتربي فيها ويتبني أفكارا علمانية ويعارض الأطروحات الصهيونية التي يري أنها ستقضي علي دولة إسرائيل. وقد كان فيلمه الأول الذي حمل عنوان كادوش أول فيلم يمثل الدولة العبرية في التشكيلة الرسمية لمهرجان كان عام 1998 بعد أكثر من خمسين سنة من الحظر الفني علي الإنتاج الإسرائيلي في هذا المهرجان السينمائي الأبرز عالميا.
وتأتي أفكار هذا المخرج متوافقة مع جيل بأكمله في السينما الإسرائيلية يحاول أن يدعو من خلالها للتعايش مع الآخر الفلسطيني للحفاظ أكثر علي الدولة الإسرائيلية (وجهة نظر براغماتية بحتة) لأنه لو حدث العكس فالنتيجة معروفة لديهم أنهم الخاسرون مهما طالت فترة الصراع التي توازت مراحلها الطويلة مع مراحل السينما اليهودية خاصة بعد أن انتبهت الحركة الصهيونية منذ مؤتمرها الأول في بال عام 1897 أي بعد سنوات قليلة من ولادة السينما عالمياً إلي أهميتها، وتم النظر إليها كأم الأدوات الدعائية لتدعيم المقولات والمبادئ الصهيونية وكانت النتيجة أن المواقف السياسية السلبية التي تتخذها دول العالم الغربي تجاه القضية الفلسطينية مدعومة بقناعات شعبية ساهمت في ترسيخها الدعاية الصهيونية العالمية وخاصة في حقلي السينما والتلفزيون.
وإذا سلمنا بانتشار السينما اليهودية خارج حدود إسرائيل فإنني سأخص بالتناول في دراستي هذه ما يتم صناعته سينمائيا في الداخل أي داخل الأراضي المحتلة، وموقع الفلسطيني في السينما الإسرائيلية والتي بدأت مع بدء التخطيط للاحتلال، وبالتالي يمكننا تقسيمها إلي عدة مراحل أولاها السينما الإسرائيلية قبل عام 1948 وثانيتها السينما الإسرائيلية بعد 1948 وحتي 1992 أي قبل اتفاقية اوسلو الأخيرة تطور السينما الإسرائيلية بعد اتفاقيه اوسلو ووصول الفلسطينيين لمرحلة الحكم الذاتي لبعض المناطق والتي سميت بعد ذلك مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية حتي وقتنا الحالي.
وتعتبر شخصيه الفلسطيني في السينما الإسرائيلية جزءا رئيسيا وأساسيا في صناعة هذه السينما وبالتالي اختلاف نظرة السينما الإسرائيلية في تقديمها للفلسطيني عبر مراحل الصراع السياسي المختلفة، والفلسطيني في السينما الإسرائيلية ينقسم بدوره إلي عده إشكال فهناك الشخصية الفلســـطينية التي يقوم بتجسيدها ممثل إسرائيــــلي وهناك الممثل الفلســــطيني الذي يشارك في فيلم إسرائيلي ويؤدي دور احدي الشخصيات الإسرائيلية ويكون هذا الممثل عادة من فلسطينيي 1948 وهناك أيضا الممثل الفلسطيني الذي يجسد الشخصية الفلسطينية في الفيلم الإسرائيلي وقد تكون الشخصية الفلسطينية هي شخصية المخرج علي سبيل المثال إيليا أبو سليمان وفيلمه يد إلهيه وتوفيق أبو وائل وفيلمه عطش والفيلمان يصنفان كأفلام إسرائيلية نظرا لهوية نتاجهما.
وبعد سرد هذه النماذج نجد في حوزتنا سؤالا هاما جداً وهو هل وجود الفلسطيني في السينما الإسرائيلية يعتبر إثباتاً للهوية الفلسطينية أم تشويها لها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأراضي المحتلة ويصعب خلالها صناعه سينما فلسطينية خالصة وفي ظل الإمكانيات المحدودة بالمقارنة مع السينما الإسرائيلية التي تبدو أهميتها في أنها أصبحت سينما عالميه تتجول في المهرجانات العالمية بينما يصعب علي السينما الفلسطينية الوصول حتي إلي الحدود. أما المشكلة الأساسية التي تواجهني فهي الكتابة عن سينما لم أرها بشكل جيد لأنني أعيش في بلاد ترفض أن تري كل ما يمت بصله بإسرائيل وثقافتها وأرجو ألا يفهم كلامي هنا علي أنني أدعو للتطبيع، فأنا فلسطينية وصاحبة قضية لكن من منطلق اعرف عدوك ومن تعلم لغة قوم امن شرهم فلا بد أن نتعلم اللغة الخاصة بهم والسينما من أهم لغاتهم، بل هي لسانهم الذي يحرصون علي التخاطب به لذا فأنا أدعو للتعرف عليها حتي نعرف إلي أين وصلوا، وماذا يقولون للغرب عنا.
وأود التأكيد من خلال تحليل الأشكال المختلفة للفلسطيني في السينما الإسرائيلية أن ما تم تقديمه من نماذج لشخصيه العربي في السينما الإسرائيلية هي بالأساس تتناول الفلسطيني بصفه خاصة دون عن أي جنسيه عربيه أخري والتي بالتأكيد لن تخرج عن الشخصية المصرية أو اللبنانيه أو السورية ان وجدت، وهم من كان لهم الاحتكاك المباشر والأكبر بالكيان الإسرائيلي الصهيوني وبالتالي أكد القادة الصهاينة والإسرائيليون علي لفظ عرب 48 علي فلسطينيي أراضي 1948 لانهم بهذا اللفظ يعترفون بوجود الفلسطينيين اللذين يعيشون علي ارض فلسطين أو كما قال السياسي الصهيوني الإسرائيلي مناحيم بيغين (إذا استخدمت كلمة فلسطيني بالنسبة للعربي فان هذا يستدعي منك التسليم بان هذه الأرض هي فلسطين وإذا كانت كذلك فهذا يعني أنها ليست ارض إسرائيل وبالتالي ماذا نفعل نحن هنا؟) وبناء علي هذا أؤكد أن الشخصية الفلسطينية لها النصيب الأكبر في الثقافة الصهيونية الإسرائيلية دون الشخصيات العربية الأخري عبر روافدها التعبيرية المختلفة.
وكان أول فيلم في السينما الإسرائيلية أوديد التائه عام 1933 وكان صامتا برغم مرور سنوات علي ظهور السينما الناطقة إلا انه يعتبر أول فيلم روائي طويل للياشوف وهي (جماعة المستوطنين اليهود الصهاينة في فلسطين) ولم يخل الفيلم من تناول الفلسطينيين فهو يحكي قصة الطفل اوديد الذي ينتمي للصابرا ويخرج في رحله مدرسيه يضل فيها الطريق وتبدأ رحله البحث عنه ويقوم بها أستاذه ووالده وبعض الطلبة والسائح الأجنبي الذي كان مختطفاً من البدو والذين يمثلون هنا الآخر (الفلسطينيون) وهذا ما تؤكده نظرة السينما العبرية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتي قبل قيام الدولة الإسرائيلية عام 1948 والتي تحاول محو الوجود الفلسطيني في الأرض التي جاءوا إليها وتصويرهم علي أنهم مجرد بدو صحراء يقترن ظهورهم بالعنف المؤدي إلي تطهير درامي ينتهي بوضع البطل اليهودي كشهيد، وظهر العديد من الأفلام التسجيلية والروائية التي تؤكد فكرة انتصار اليهودي السلمي علي العربي (الفلسطيني) الهمجي المتعطش للدماء.
وباستثناء فيلمي اوديد التائه و صابرا لم تنتج إسرائيل فيلما روائيا حتي قيام الدولة لأن الآلة السينمائية كانت موجهه للأفلام الإخبارية والدعائية والتي كانت تركز علي ترسيخ فكرة أن اليهود أصحاب الحق في هذه الأرض التي تسكنها مجموعه من القبائل البدوية الهمجية التي لا تعرف سوي العنف كلغة لها للتعامل في الحياة لتبدأ بعد ذلك مرحله أفلام البطولة القومية التي بدأت في فتره ما بعد عام 1948 والتي كانت تركز علي تطبيع المهاجرين الجدد في الداخل بالاضافة إلي هدفها الرئيسي في الدعاية الصهيونية في الخارج.
وأول أفلام هذه الفترة التل 24 لا يجيب عام 1955 لمخرجه البريطاني اليهودي ثورولد دكينسون والذي تدور احداثه عام 1948 حول أربع شخصيات لمقاتلين ايرلندي ويهودي أمريكي ومقاتل من الصابرا ومقاتلة من السفاردي حول رحلتهم في التل 24 والصراع بينهم وبين العرب من الجهة الأخري للحصول علي التل، وتكون نهاية الفيلم لصالح اسرائيل ولكن بعد موت أبطال الفيلم تضحية وفداءً لهدفهم الوطني أمام العرب الغوغائيين الممتلئين بالعنف. ويوجد كذلك فيلم عمود النار لمخرجه لاري فريتش وفيلما عمود الملح ويا لها من عصبيه لمخرجه زئيف هافاتزليت و انه يمشي عبر الحقول إخراج يوسف ميللو سنجد ان هذه الأفلام تختفي فيها الشخصيات الفلسطينية تأكيداً علي عدم اعتراف الإسرائيليين بوجود الفلسطينيين علي هذه الأرض وتركز أحداث هذه الأفلام علي موضوع الحرب بذاتها ويقتصر ظهور الشخصية الفلسطينية العربية عن بعد بصفتها ممثله للعنف. وفي فيلم اعطني عشرة رجال يائسين لا يظهر الفلسطيني في الفيلم بل يقوم بدور السرد كرسول للموت خاصة وان موت البطل يأتي علي يد الفلسطينيين الذين وضعوا لغماً لقتله وكذلك في فيلم ابن الأرض الذي ينتهي بالمشهد الختامي للأبطال اليهود الذين سقطوا برصاص العدو (الفلسطيني) وهم يرفعون أيديهم يهتفون قائلين للعالم (نحن أبناء هذه الأرض إنها أرضنا وسنواجه أعداءنا). ويتغير الطرح الصهيوني في السينما الإسرائيلية الصهيونية تبعاً لتغير السياسة لكنه يحافظ علي الأيديولوجية الخاصة به تجاه الفلسطينيين ونظرته لهم.
وأصدق مثال علي ذلك فيلم الجمل الذي أنتج عام 1968 وهو قصه وسيناريو وإخراج اوسامونا كاهاس وتدور احداثه حول عطا الله وهو طفل بدوي من قبيلة صحراوية بالطبع فلسطيني يقابل الطفلة اورلي من احد الكيبوتزات المتناثرة في الصحراء وتنمو بينهما صداقة من خلال الجمل الذي يملكه عطا الله والذي تنفر منه اورلي في البداية وتتعمق الصداقة بعد ذلك بين الطفلين فيبدأ تعلق الطفلة بالجمل ويضل الطفل طريقه في الصحراء وينقذه جمله من موت محقق، فيسمح لصديقته الصهيونية لأول مره بركوب الجمل وتتعمق صداقتهما بينما يستمر الصراع بين شعبيهما ويسمع الطفلان تحذيراً مستمراً بعدم الاقتراب من الحدود وفي احد الأيام يتجول الجمل ويعبر الحدود ويتعقبه الطفلان لإعادته فيصيبهما وابل من الرصاص، ويحاول الفيلم ان يقول ما ذنب الصغار من أبناء طرفي الصراع والمسألة تتعلق بالكبار الذين يؤججون الحروب ومن هنا نستطيع إثبات تغير نظرة السينما الإسرائيلية الفلسطينية من طرف رئيسي في الصراع ومتعطش للدماء وانتقاله إلي داخل المشكلة كضحية أيضا كمحاوله للتعايش السلمي بين الطرفين ولكن تحت السيطرة الإسرائيلية الصهيونية.
ويوجد العديد من الأفلام التي تقدم مثل هذه الأفكار ولكن من خلال ادعاء الأسلوب الإنساني والاجتماعي في تمرير سمومها ودسائسها مثل فيلم الموزة السوداء الذي يريد ان يقدم نفس أفكار فيلم الجمل ولكن ضمن إطار كوميدي حيث نشاهد الفلسطينية التي تحب يهودياً إسرائيليا والعكس بينما تقف العداوات التقليدية والأجيال القديمة عائقاً أمام لقاء الشباب إلي أن ينتصر الحب والتفاهم والتعايش في النهاية ويلتقي الجميع في عرس مزدوج يختلطون ويرقصون سعداء بالمجتمع الجديد. وفي هذا الفيلم وغيره مثل احبك يا روزا وضوء من لا مكان . و الخماسين تحاول السينما الاسرائيلية الادعاء بان الأجيال الشابة الحالية في فلسطين المحتلة قد تقبلت الواقع واستسلمت للأوضاع الراهنة وان باستطاعة الشباب من الجهتين التأقلم والاندماج في وطن واحد.
ويعتبر فيلم الخماسين لمخرجه دانييل فاكسيمان من أول الأفلام التي تتناول بشكل مباشر الشخصية الفلسطينية كطرف رئيسي في الصراع ويشير عنوانه إلي الرياح الصحراوية الحارة التي تهب علي منطقه الشرق الأوسط في فصل الصيف حين تضطرب المشاعر وتتعكر الأجواء ولا زالت هذه الرياح تأتي علي المنطقة. ثم تبعته أفلام مثل رفاق السفر و وراء القضبان و في يوم صحو تستطيع أن تري دمشق و جسر ضيق جداً و ابتسامة الحمل وكل هذه الأفلام يظهر فيها الفلسطيني بشكل متوازن الي حد ما مع الشخصية الإسرائيلية والطرح الرومانسي هو الأفضل لدي المتلقي خاصة عندما يتم تناول العلاقة العاطفية بين الفلسطينية والإسرائيلي كما في فيلم جسر ضيق جداً أو علاقة الحب والكراهية بين الطبيب اليهودي والفلسطيني كما في فيلم ابتسامة الحمل .
وهنا يظهر بعض الممثلين الفلسطينيين ممن نالوا شهرة في ظهورهم في أفلام إسرائيلية علي سبيل المثال محمد بكري الذي قام بدور أوري في فيلم وراء القضبان في حين أن ارنون تزادوك قام بدور عصام ويتضح من الأسماء أنهما عكسا دوريهما في الحياة، وتعتبر هذه الأفلام خاصة في فتره الثمانينات صاحبة الموجه الفلسطينية في السينما الاسرائيلية وتعتبر هذه بداية فترة الصلح بين إسرائيل وجيرانها بعد أن كانت ترفض كل ما هو عربي وفلسطيني بمحوه من أفلامها أصبح طرفاً رئيسياً ويجسد شخصية أساسية وهذا يعتبر بمثابة شهادة حقيقية وواقعية بان إسرائيل دوله ديمقراطية تقبل النقد اللاذع وهذا ما فطن إليه الجيل الجديد من السينمائيين الإسرائيليين أمثال عاموس غيتاي وافي نيشر ورامي ليفي لتغيير صورة إسرائيل، وعاموس بعد رجوعه من منفاه الاضطراري باريس بعد أكثر من عشر سنوات بعد توقيع اتفاقية اوسلو اختار مدينة حيفا المختلطة حتي تتاح له الفرصة للعمل مع ممثلين فلسطينيين وإسرائيليين في آن واحد.
ويعتبر وجود الممثل الفلسطيني أو المخرج الفلسطيني في السينما الاسرائيليه بمثابة الحصول علي حكم ذاتي داخل السينما الاسرائيليه كما حدث في الواقع السياسي ويوجد العديد من الأسماء المعروفة بالاضافه إلي محمد بكري يوجد يوسف ابو ورده ومكرم خوري وسلوي حداد وكلاره خوري ويوجد منهم من يحمل الهوية الاسرائيليه ومن المخرجين إيليا أبو سليمان وتوفيق أبو وائل ومن هنا يبدأ سؤال الهويه والذي يحير المثقفين والنقاد العرب بصفة خاصة في التعامل مع فلسطيني 48 وما هي هوية الفيلم الذي يصنعه مخرج فلسطينيي من مناطق الـ48.
للأسف وبصرف النظر عن هوية المخرج وموضوع الفيلم فان الفيلم ينتمي في النهاية لهوية ممولية والمشكلة هنا تكمن في عدم وجود صندوق عربي لتمويل مشاريع سينمائية جادة فلسطينية كانت أم غير فلسطينية لان الجهة الوحيدة التي يستطيع المخرج الفلسطيني الذي يعيش في الداخل التوجه لها هي صندوق الدعم الاسرائيلي الذي لم يرفض أيا من الموضوعات المقدمة له سواء منتقدة السياسة الاسرائيليه مثل فيلم يد إلهيه او منتقدة للهوية العربية مثل فيلم عطش الذي لا نريد تكرار تجربته بسبب الصعوبات والرفض الذي يواجهه أصحاب الأراضي في مناطق الــ48 لأنهم أصحاب حق كما حدث في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي رفض مشاركة أفلام لمخرجين من فلسطيني الـ48 لان المنتج إسرائيلي والمهرجان يرفض التطبيع فكانت النتيجة أننا لم نشاهد أفلاما من الأراضي المحتلة فما الحل هنا؟ هل ستظل هويتنا ممزقه ما بين المسميات السطحية ونظل لا نعرف عن الآخر شيئاً في حين انه يعرف عنا أكثر مما نعرف نحن عن أنفسنا؟!
ويسأل هنا المخرج الاسرائيلي دوكي دور عن الهوية من خلال فيلمه التسجيلي الاسرائيلي الطويل الحمامة المحتدة من خلال شخصيه الفتي الناصري من فلسطينيي 48 جوهر ابو لاشين والذي يسأل إلي من انتمي؟! فجوهر أبو لاشين ولد في مدينة الناصرة بأراضي الـ48 ضمن إطار قانوني سياسي لم يعرف غيره في أوراقه وجنسيته التي يحملها بالرغم من تشبعه بحكايات الآباء والأجداد عن فلسطين التي كانت وعن الاحتلال الذي صار دولة، وهو ملاكم محترف ارتقي من نادٍ الي آخر حتي وصل الي بطولة الملاكمة في أمريكا وجاءته لكمة سؤال الهوية التي هوت علي صدغه ربما عندما انتبه إلي الإعلانات التي تقدمه باعتباره (الفتي الإسرائيلي) وتبدأ من هنا رحلته المؤلمة في البحث عن هويته ومحاولة استعادتها دون جدوي ويصل في النهاية إلي أن تستقبله مكبرات الصوت في مدينته الناصرة بالبطل الناصري.
ويبدو أن الفيلم التسجيلي الإسرائيلي الحمامة المحتدة يسأل عن الهوية بعد الشوط الطويل التي قطعته إسرائيل علي صعيد الهوية خاصة مع فلسطيني 48 الذين اصبحوا واقعا معترفا به في السياسة الاسرائيليه وبالتالي في السينما الاسرائيليه التي بدأت تتساءل أخيرا عن سر الصمود الفلسطيني من خلال فيلم اولاد آرنا لمخرجه جوليانو ميير خميس وهو فيلم وثائقي يستعرض حياة المر أه اليهودية آرنا التي تزوجت من الصحافي صليبا خميس من فلسطينيي الـ48 وكانت مواقفها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقامت بتربية أطفالها علي حب المسرح وبالرغم من ذلك تحولوا إلي فتيه يحملون السلاح في الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي وينتهي الفيلم باستشهاد معظمهم ولكن لن ينتهي دور الفلسطيني في الدراما الإسرائيلية أو كصانع لها في أحيان أخري حتي لو كانت النتيجة النهائية انه ليس هو من يقوم بتمويل أفكاره لكنه علي الأقل يقوم بتجسيدها.



#دينا_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباشا :يحيي الفخراني
- السينما الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان التمويل
- أخت القمر
- احمد زكي : اضحك الصورة تطلع حلوة


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا وادي - الفلسطيني في السينما الإسرائيلية لا يجد من يكاتبه