الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 5 – 12 )

كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 12:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 5 – 12 )

كور متيوك
[email protected]
هاجم بوسويل في مقاله سابق الذكر ( لوبي الدولة الفاشلة ) ، الادارة الامريكية بقوة على تقاضيه عن الادارة السيئة للحركة الشعبية لتحرير السودان لجنوب السودان ، وكيف انها لا تبالي بشعبها مشيراً إلى الـــاربعة مليار دولار التي سبق واشار الحكومة على إن 75 مسؤولاً هم من قاموا بنهب تلك الاموال الضخمة ، منتقداً الادارة الامريكية على إنها تتعامل بتساهل كبير مع المسؤولين الجنوبيين و التقاضي عن فرض عقوبات على هولاء المسؤولين مثل فرض عقوبات عليهم من حظر السفر و الحجز على ودائعهم البنكية مما يؤكد إنهم ( الحكومة الامريكية ) لا تملك سياسة واضحة و استراتيجية نحو دولة جنوب السودان ، بعد الاستقلال بدات العلاقات تسوء بين ادارة الرئيس باراك اوباما وحكومة الرئيس كير فوفقاً لمقربين من ادارة الرئيس اوباما ، فإن اللقاء الذي جمع بين الرئيسين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 2012م كانت نقطة الابتعاد بين الرئيسين ويقول بوسويل على حسب بعض صناع القرار في ادارة الرئيس اوباما فإن الشرخ الذي اصاب علاقات الرئيسين لا يمكن إصلاحها على المدى القريب ، ومع ذلك يعتقد بوسويل إن ادارة الرئيس باراك اوباما لا تستطيع القيام باي خطوة كبيرة نحو جنوب السودان فهي ليست مستعدة لإغضاب اصدقاء جنوب السودان في امريكا لانها لن تستفيد الا القليل من اغضابهم .
في 24 يونيو 2013م كتب كل من روجر وينتر ، اريك ريفز ، جون برنر غاست ، تيد داقني ( بعض اعضاء المجلس ) رسالة مفتوحة الى الرئيس سلفاكير واعضاء حكومته وجاء في الرسالة ، ذكروا فيها كيف إنهم عملوا بلا كلل طيلة حياتهم لما يقارب العقدين من اجل استقلال جنوب السودان ، وكيف قاموا بتعبئة الراي العام الامريكي من طلاب الى وسائل الاعلام و المنظمات الحكومية و الغير حكومية ، وكيف إنهم نجحوا في تكوين لوبي قوي يدعم قضية شعب جنوب السودان ، مذكرين إنهم سبقوا و إن ابلغوا مخاوفهم بشكل سري وصداقتهم يلزمهم بالتعبير عن تلك المخاوف بشكل علني لقلقهم الشديد ازاء المصير المحفوف بالمخاطر على نحو متزايد لجنوب السودان ، طالبوا عبر الرسالة بضرورة إجراء تغييرات و إصلاحات تطال وزارة العدل ، ومحاربة الفساد ، وغياب العدالة و التهرب من العقاب وضرورة معاقبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المدنيين وتقديمهم للمحاكمة ، وحذرا إن عدم معالجة مكامن الخلل ستدخل البلاد في نزاع وازمة حكم قد يطول امدها ، منتقدين بشدة إستمرار فشل الحكومة في القيام بواجباتها لاكثر من ثمانية سنوات من الحكم الذاتي .
كان بوسويل قد اشار إلى إن علاقة الحب بين واشنطن و الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب السودان من المرجح إن تنتهي بحسرة ، كما إن الاشخاص الذين يمثلون جماعة الضغط في مراكز صنع القرار في الادارات الامريكية و الكونغرس بمجلسيه و الذي قال عنهم بوسويل إن الرئيس باراك اوباما لا يستطيع إن يتخذ اي اجراء حيال جنوب السودان على الرغم من تدهور العلاقات بسبب جماعات الضغط ، إلا إن الفرصة اصبحت مواتية اكثر من اي وقت مضى ، لادارة اوباما لاتخاذ قرارات جريئة دون إن يخشى لوم لائم فتلك الجماعات هي من خرجت بنفسها تشكو سوء ادارة الدولة وعدم احترام حقوق الانسان واستشراء الفساد .
في 10 ديسمبر 2012م اعلن البيت الابيض استقالة السفير برينستون ليمان مبعوثها لدولتي السودان ، لكن البيت الابيض لم يعين خلفه مباشرة كما ظلت تفعل بل ظل المنصب شاغراً لما يقارب العام ، ولم يكن تلك الخطوة مبررة ، ربما هي تعبير عن استياءها من الحكومة ، لان مهمة المبعوث في اغلب الاحيان لا تكون تركيزها الشديد في الوضع السوداني بقدر ما تولي الاهتمام بشان جنوب السودان ، فترة السنة التي لم تعين فيها الولايات المتحدة مبعوثاً حدثت العديد من الاحداث التي كان يمكن تفاديها لو كان تم تعيين المبعوث ومنها تصاعد الخلافات داخل اروقة قادة الحركة الشعبية وتكوين تحالفات جديدة و التي انتهت في ليلة الخامسة عشر بالحرب .
في 29 اغسطس 2013م اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما تعيين السفير دونالد بوث كمبعوث جديد للولايات المتحدة لدولتي السودان و في بيان صادر عن البيت الابيض قال اوباما إن " السفير بوث واحد من أكثر الدبلوماسيين الامريكيين خبرة مع تجربة كبيرة في تعزيز السلام والحد من الصراعات في قارة أفريقيا بما في ذلك عمله الاخير كسفير للولايات المتحدة في اثيوبيا " .
وأضاف أنه "مع القدرة الدبلوماسية الكبيرة والمعرفة العميقة للقارة والعزيمة التي لا تلين أنا واثق من أن السفير بوث سيخدم مصالح الولايات المتحدة في السعي إلى سلام دائم بين السودان وجنوب السودان " اولى بيان البيت الابيض مهمة المبعوث في احلال سلام دائم بين الدولتين مركزاً على قضية ابيي ، و لان الولايات المتحدة غابت عن الواقع السياسي الجنوبي لما يقارب العام لم تستطيع قراءة الوضع ومتغيراتها لذلك كانت تعتقد إن الخلافات بين جنوب السودان والسودان هي من اكثر الصعوبات التي تواجهها حكومة جوبا و شعب جنوب السودان دون إن تدرك إن الخطورة و الدمار ستاتي من الداخل وليس من الخارج وبما إن تقارير الصحف الامريكية و الرسائل العديدة من قبل اللوبيات كانت تشير الى امكانية انزلاق البلاد في اتون حرب اهلية ، لذلك لا يمكن افتراض إن الادارة الامريكية لم يكن لها علم بما ينتظره جنوب السودان من ايام كئيبة وصعبة مع حرب اهلية ، يعزو مؤسس مشروع " كفاية " لمكافحة جرائم الإبادة الجماعية ، جون برندركاست ، تدهور الوضع في جنوب السودان ، إلى عدم تكليف إدارة الرئيس الأميركي ، باراك أوباما ، مبعوثاً في جنوب السودان وترك المنصب فارغاً حتى أواخر عام 2013 . وكانت لجنة مكلفة من قبل وزارة الخارجية الامريكية برئاسة ادورد رويز توصلت في جلسة عقدت في يناير 2014م إلى ان الادارة الامريكية لم تعر اية اهمية للتحذيرات التي وصلتها حول خطورة الوضع في جنوب السودان ، ويرفض بعض الساسة الأميركيون هذه الانتقادات ، ويلقون باللوم على طرفي النزاع في جنوب السودن . ويقول مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية ، في تصريحات صحيفة حول تردي الوضع في جنوب السودان : " كنا نتابع ما يحدث هناك ، ولكننا لم ندرك أن الأمور ستتدهور بهذه السرعة " .
في 29 يوليو 2013م نشرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية نقلاً عن صحيفة " نيويورك تايمز " الامريكية أن مسؤولي الادارة الامريكية يعربون عن قلقهم الشديد بشان العنف الدائر و الاشتباكات العرقية و القبلية التي تعصف بجانب مترامي من جنوب السودان و المعروف بولاية جونقلي وذلك في الاشارة الى القتال الدائر فيها بين الحكومة و القوات التي يقودها ديفيد ياو ياو وبعض المجموعات القبلية في الولاية ، ووفقاً للتقرير فإن كبار مسؤولي مجلس الامن القومي الامريكي اصبحوا على اتصال وثيق مع منظمات حقوق الانسان و الصحفيين الامريكيين و الاجانب من اجل الاحاطة اكثر على ما يدور في جونقلي وهي المنطقة التي وصفها التقرير بانها يصعب الوصول اليه في افضل الاوقات وهذا لا يقتصر فقط على جونقلي بل إن اغلبية مناطق جنوب السودان يصعب الوصول اليه في افضل الاوقات ، وعلى الرغم من المخاوف الكبيرة من قبل مجلس الامن القومي الامريكي من خطورة الاوضاع في جونقلي وفي البيبور إلا إن التقرير اشار ايضاً على إن اعضاء المجلس يعملون ايضاً من اجل الحفاظ على واحد من اهم انجازات ادارة اوباما القليلة في افريقيا المتمثلة في استفتاء جنوب السودان وخلق دولة وليدة ، كما تناولت التقرير كيف إن الدول الاوروبية و الولايات المتحدة اغدقت مليارات الدولارات على جنوب السودان قبل وبعد الاستقلال من اجل تحويل ارض شديدة الفقر وذات تاريخ طويل من العنف الى دولة مؤسسات قادرة على البقاء و التطور ، كما لم تنسى الصحيفة إن تشير إلى إن الولايات المتحدة كاحد الداعمين الاساسيين لديها نفوذ كبير على حكومة الجنوب ، وان البيت الابيض قد عمل طويلاً من اجل تشجيع التحول الديمقراطي في البلاد .


نواصل

#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات