أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بهميدن عمر - - ملخص كتاب : منهج البحث التاريخي بين الماضي والحاضر للدكتور مصطفى أبو ضيف أحمد- (2)















المزيد.....

- ملخص كتاب : منهج البحث التاريخي بين الماضي والحاضر للدكتور مصطفى أبو ضيف أحمد- (2)


بهميدن عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 23:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل الثاني : في العصر القديم
1 ـ كتابات الشرق القديم :
تميزت بالقلة وعدم التنظيم، واقتصرت على النقوش وقوائم الملوك التي تمجدهم، كالآثار الفنية الباقية في المقابر الملكية في مصر وفي القصور والمعابد. وقد كان ملوك عصر ما قبل الأسر يحتفظون بسجلات تاريخية، يسجلها المؤرخون الذين يصحبونهم في حملاتهم، ولا يكتبون إلا الانتصارات، أو حتى يخترعونها من خيالهم. وبداية من عام 2500 قبل الميلاد بدأ العلماء المصريون يؤرخون السنين بفترة حكم ملوكهم، ويذكرون الحوادث الهامة في كل عام، وفي الفترة الهيلينية قام الكاتب المصري "مانيتو" بجمع عصور التاريخ المصري القديم، وقد تميزت كتابته بالتنظيم والموضوعية، إلا أن عمله لم يصلنا منه إلا القليل جدا.
في بلاد الرافدين وجدت نقوش أعدها كهنة سوماريون، تعود ل2070 قبل الميلاد، نقلت الكثير من العادات التي كانت سائدة في تلك الفترة، وبعد ذلك بثلاثة قرون وجد مصدرا مهما اخر هو "قانون حامورابي" الذي نقل تاريخ بابل الاجتماعي وتشريعاته.
وتعتبر الأعمال التاريخية للآشوريين مصدرا قيما، والتي تناولت بالخصوص علاقة آشور وبابل من 1600 إلى 800 قبل الميلاد، وقد تطورت الكتابة التاريخية في آشور في عهد "بانيبال" الذي شيد مكتبة عظيمة.
وينسب إلى العبرانيين القدامى انتاج أول سرد تاريخي مطول ودقيق، وهو ما يعرف بالعهد القديم، وقد أثرت الأساطير البابلية تأثيرا عميقا على ديانة العبرانيين، خاصة فيما يتعلق بطبيعة الكون وقصة الخلق. وتجدر الاشارة إلى أن العهد القديم (أي التوراة) ليس شريعة فحسب، بل هو فوق ذلك تاريخ وشعر وفلسفة، وفي ثنايا الكتاب طائفة من أقدم الكتابات التاريخية ـ كقصة داود وسليمان ـ التي تعد من الأجمل من حيث الأسلوب والمبنى في الشرق الأدنى القديم.
2 ـ كتابات اليونان :
يعتبر الاغريق المصدر الرئيسي الأول المؤثر على المجرى العام للكتابة التاريخية، وقد تأثرت كل الكتابات التاريخية للشرق القديم بالثقافة الاغريقية ـ باستثناء الكتابات العبرانية الأولى ـ وقد تطورت كثيرا في القرن السادس قبل الميلاد، بحيث تحولت الكتابة من الشعر إلى النثر، مع وجود الأسلوب السهل والفكر الناقد للأساطير الشائعة، وقد ساعدت حركة الاستعمار الاغريقي والتجارة والسفر إلى الشرق على تطوير الثقافة الاغريقية، مما ساهم في نمو الفلسفة والأدب والكتابة التاريخية التي اتجهت نحو العناية بالوصف الجغرافي، والدراسة الاجتماعية، وأصول الشعوب وعباداتها. وقد ظهر في هذه الفترة المؤرخ "هيكاتايوس" الذي جعل الحقيقة مقياسا لما توفر من الروايات والأساطير. وكان "هيرودت" يدرس حضارات الشعوب، من خلال أعمال تاريخية متكاملة ومنتظمة، ساعده في ذلك رحلاته المتواصلة والدراسات الميدانية للوقوف على عادات الشعوب والقوانين ونظم الحكم والديانات. ونجد في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد المؤرخ العظيم "توكيديدس" الذي اختلف عن "هيرودت" بالتخلي عن اتباع الأسلوب القصصي، واعتماد السرد المتزن، وتفسير أحداث التاريخ في ضوء أسباب منطقية أساسها العقل، ومعتمدا على ما توفر من وثائق، وفي هذا يقول: " اعتمدنا على أصح المعلومات وأكثرها وضوحا " ويعتقد "توكيديدس" أن الأحداث تعيد نفسها في صورة مشابهة وفق سنة الحياة البشرية.
وآخر كبار المؤرخين الاغريق هو "بولبيوس" في القرن الثاني قبل الميلاد، والذي تميز بوفرة الانتاج والعمق والدقة في تحري الحقائق التاريخية، وكان ملما بالجغرافيا والطوبوغرافيا، وأيضا بالأمور السياسية، وقد صور اضمحلال الامبراطورية الهيلينية، واتجاه الأنظار نحو قوة الرومان الجديدة في الغرب.
3 ـ كتابات الرومان :
اعتمد الرومان على الاغريق في كتاباتهم التاريخية، إذ أنهم حتى القرن الثاني قبل الميلاد كانوا يدونون باللغة الاغريقية، وكان التاريخ بالنسبة إليهم فرعا من فروع الأدب، وعملوا على إبراز دور الأفراد وأثرهم في مجرى التاريخ، وذلك دون الاستناد لمناهج البحث العلمي، مما جعل مؤرخو الرومان لا يرقون إلى مستوى "توكيديدس" أو "بولبيوس".
ويعتبر "يوليوس قيصر" من أشهر المؤرخين الرومان في القرن الأول قبل الميلاد، وتميزت كتابته بالدقة وقوة الأسلوب، وقد كتب كتابين يعتبران من أحسن ما كتب من مذكرات تاريخية وهما: "تعليقات على الحروب الغالية" و الحرب الأهلية". ولا يقل عنه شأنا صديقه "سالوست" الذي تأثر بالاغريقي "ثوكيديدس"، وتميز أيضا بأسلوب قوي وراقي، وبالقدرة على تحليل الشخصيات والعوامل السياسية، وقد تحدث عن الحرب بين روما ونوميديا، غير أنه لم يتم العثور على مؤلفه الرئيسي حول روما.
أما المؤرخ "ليفي" الذي عاش ما بين نهاية القرن الأول قبل الميلاد وبداية القرن الأول ميلادي، فيعتبر زعيم المدرسة البلاغية، وقد كان يكتب ليبرز عظمة روما، وليبعث الحماسة وحب الوطن في نفوس الشباب الروماني، غير أنه كان يعتمد كثيرا على الخرافات والأساطير، ما جعل مؤلفاته غير ذي قيمة علمية.
ويعتبر "بولبيوس كورنيلوس" أحد أشهر مؤرخي الرومان في القرن الأول الميلادي، وقد ترك مؤلفين مهمين هما "الحوليات" و "التواريخ"، كما يعتبر كتابه "جرمانيا" من أقدم الدراسات في ميدان علم الاجتماع الوصفي. وكان يرى أن التاريخ هو أداة في خدمة الدولة والسياسية، وهذا الرأي يخالفه فيه المؤرخ "تاكيتوس" الذي يعتقد أن التاريخ يجب أن يخدم الأخلاق العامة والخاصة، ولكن رغم موقفه هذا يبقى "تاكيتوس" مؤرخا سياسيا وحزبيا بالدرجة الأولى.
4 ـ كتابات المسيحية الأولى :
في حدود القرن الرابع الميلادي تحول التاريخ عند الرومان إلى أيدي القساوسة والرهبان، فأصبح بذلك مسخرا للاهوت وخاضعا له، وأضحى مشحونا بأخبار الخوارق والكرامات، ما أفقده كل صفة علمية كان يتصف بها، وهكذا ابتعد المؤرخون المسيحيون عن القواعد التي وضعها "ثوكيديدس" و "بولبيوس" للمنهج التاريخي، وقسموا التاريخ إلى "تاريخ مقدس" و "تاريخ غير مقدس" اختص الأول بالجانب الديني، واختص الثاني بالجانب الدنيوي.
ومن أبرز المؤلفات في هذه الفترة كتاب "مدينة الله" للقديس "أوغسطين" وكتاب "التفسير العقلي للزمن" للقسيس "بيدي".



#بهميدن_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ملخص كتاب : منهج البحث التاريخي بين الماضي والحاضر للدكتور ...
- وجهة واحدة ومصير مختلف...من مفارقات الحياة...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بهميدن عمر - - ملخص كتاب : منهج البحث التاريخي بين الماضي والحاضر للدكتور مصطفى أبو ضيف أحمد- (2)