أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسورين الداوود - الدفاع عن الانسان ام الدفاع عن المقدسات؟!














المزيد.....

الدفاع عن الانسان ام الدفاع عن المقدسات؟!


ياسورين الداوود

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 20:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عند انتشار اخبار سيطرة تنظيم داعش على المدن العراقية تباعا، بدانا نسمع بتشكيل سرايا دفاع عن المقدسات في سامراء والمقصود بها مرقد الامامين العسكريين هناك – وهما من أئمة الشيعة الانثى عشرية-، حتى فتوة المرجعية تضمنت الإشارة الى الدفاع عنها، لا بل ان إيران أبدت استعدادها لإرسال قوات لحماية المقدسات في العراق وحزب الله كذلك! كل هذا جاء بعد ان قامت داعش بإعدامات جماعية لم تلق اهتماما كالذي ابدته الأوساط الشيعية إزاء تهديد فرع القاعدة في العراق بهدم المراقد..
وهنا نتساءل: من الأكثر قدسية الانسان ام المرقد؟! من البديهي إنك ان طرحت هذا السؤال في الشارع العراقي سيأتيك الجواب مباشرة: طبعا المراقد أقدس المقدسات وارواحنا لها فداء! ولكن الحقيقة غير ذلك تماما، فابتداء هناك الحديث النبوي: " نظر رسول الله إلى الكعبة فقال : لقد شرفك اللَّه وكرمك وعظمك ، والمؤمن أعظم حرمة منك" فاذا كان الانسان اعظم حرمة من الكعبة ذاتها فما بالك ببقية المراقد والاضرحة والجوامع والحسينيات والمساجد؟
ولنا شواهد تاريخية عن اضرحة ومراقد وجوامع هدمت ثم اعيد بنائها، ولكن من يعيد لنا فردا واحدا قتل جراء الصراعات الدينية والطائفية عبر التاريخ؟! واقرب الامثلة على ذلك مرقدا سامراء وقد فجرت قبتيهما عام 2006 وتبع ذلك موجة عنف طائفي مخيفة اجتاحت العراق واستمرت عامين وما زلنا نعيش توابعها حتى اليوم، والبناء ذاته قد اعيد بناؤه وسينتهي قريبا اما الاف القتلى الذين ذهبوا جراء ذلك فقد خسرناهم للابد !
وفي العهد العباسي تكررت ايضا حالات هدم المرقد الحسيني في كربلاء وابرزها ما حدث في عهد المتوكل، يقول الطبري في حوادث سنة 236 هـ "أن المتوكل امر بهدم قبر الحسين وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقي موضع قبره وأن يمنع الناس من إتيانه فذكر أن عامل الشرطة نادى في الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثناه إلى المطبق (وهو سجن تحت الأرض) وهرب الناس وأقلعوا من المسير إليه وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه".. ويذكر التاريخ لنا ان الضريح عمر سبع مرات عبر تاريخه.. وها هو اليوم بأبهى حلة بعد ان تمت توسعته وابدال شباكه الداخلي.
وغني عن البيان ما حدث للكعبة وحجرها الأسود عبر التاريخ، فقد تكسر الحجر الأسود على مر الحوادث التي مرت به، كان قطره حوالي 30 سم اما الآن فلم يتبق منه سوى ثمان حصوات صغيرة جدا في حجم التمرات ويحيط بها إطار من الفضة و ليس كل ما داخل الطوق الفضي من الحجر الأسود، وإنما هناك 8 قطع صغار في وسط المعجون، وهذه القطع هي المقصودة في التقبيل والاستلام.
وقد وقع حريق للكعبة في عهد قريش ثم الحريق الذي حصل مرة أخرى في عهد عبد الله ابن الزبير مما أدى إلى تفلقه إلى ثلاث فلق وقد قام ابن الزبير بشده بالفضة حينما بنى الكعبة!
اما القرامطة فقد اخذوا الحجر الأسود من مكة بعد أن هجموا عليها بقيادة أبي سعيد الجنابي القرمطي في عام (317هـ) فدخلوا الحرم وقتلوا الحجيج وألقوهم في بئر زمزم، ومن التجأ إلى الكعبة ودخل في أستارها وغير ذلك قتلوه، واقتلعوا أستار الكعبة وقطعوها وأخذوها لهم، وقلعوا الباب وحاولوا قلع الميزاب فما استطاعوا، وضرب أحدهم الحجر الأسود بسيفه فكسره، ثم اقتلعوه وأخذوه معهم في عام (317هـ) وذهبوا به إلى هجر الأحساء، ومكث عندهم (22سنة)، وأرجعوه في سنة (339هـ).. !
اذن البناء يهدم ويبنى، يسقط ويعمر، يحتل ويحرر، يرمم ويعاد..
ويبقى من قتلوا بسبب الحروب المذهبية والدينية عبر التاريخ هم الوحيدون الذين لا يعوضوا ولا نملك اعادتهم للحياة لانهم بالفعل – كبشر- هم الأعظم والأكثر قدسية والانسان هو باني الحضارة وهو معمر الأرض فعليه نعتمد وعلى وجوده نخشى ونخاف..



#ياسورين_الداوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوم عبادة.. أم العمل عبادة؟!
- الأثر السيء لغسيل الدماغ الديني!
- افكار خرافية تسمعها من حاملي شهادات عليا!
- هوامش حول مشروع تقسيم العراق لأقاليم
- ستبقى الطائفية في العراق طالما..
- الحياة بلا اصنام !
- مناسبات دينية خرافية !


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسورين الداوود - الدفاع عن الانسان ام الدفاع عن المقدسات؟!