أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اساف اديب - خطة ويسكونسين: غموض مقصود للتيئيس















المزيد.....

خطة ويسكونسين: غموض مقصود للتيئيس


اساف اديب

الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 11:41
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


خطة ويسكونسين

غموض مقصود للتيئيس

مشروع مهاليف-ويسكونسين الذي يبدأ تطبيقه رسميا مطلع شهر آب تحت عنوان "من مخصصات ضمان الدخل الى الدخل المضمون"، هو مناورة للالتفاف على حقوق العاطلين عن العمل. هدف المشروع الذي تديره شركات خاصة هو الاقتصاد في ميزانيات الرفاه. جمعية معًا النقابية تبادر الى تشكيل لجنة شعبية من العاطلين عن العمل للتصدي لمخاطر الخطة.

اساف اديب

رغم بدء تنفيذ مشروع "مهاليف–ويسكونسين" في الناصرة في شهر تموز، واقتراب موعد المباشرة الرسمية في تطبيق المشروع على نطاق قطري مطلع آب القادم، الا ان الغموض لا يزال يكتنف جوانب عديدة من الخطة الجديدة التي تديرها شركات خاصة. 14 الف عاطل عن العمل تسلموا مؤخرا رسائل من مؤسسة التأمين الوطني ومراكز التأهيل الجديدة، وباتوا يواجهون واقعا جديدا وخطيرا.

العديد منهم يتساءلون ماذا سيكون مصيرهم، وهل سيكون هناك حل لمسألة الاطفال ولتكلفة السفر اليومي للمراكز الجديدة، وهل ستتوفر امكانية اعفاء المرضى من العمل، وماذا عن العاملين بوظائف جزئية، وكم ستبلغ اجورهم في حالة ايجاد مكان عمل. هذه، واسئلة كثيرة اخرى، لا تزال في علم الغيب حتى بالنسبة لمراكز التأهيل نفسها.

ت. أ. التي توجهت الى جمعية معًا لمعرفة طبيعة الخطة، قالت انها وزميلاتها اجروا اكثر من مرة استفسارات حول المشروع ولم يتمكن المسؤول عنهن من الاجابة. حسب تقديرها: "المدراء انفسهم لا يعرفون الكثير، وهم مثلنا يأخذون التعليمات ربع ساعة قبل اللقاء، وينقلون لنا ما سمعوه في نفس اليوم من الادارة العليا".

لماذا لم تعمل الشركات الجديدة او مؤسسة التأمين الوطني على طباعة مواد باللغة العربية لشرح الوضع للسكان العرب؟ يبدو ان التهديد ب"سجن" العاطلين عن العمل في مراكز التأهيل لمدة سبع ساعات يوميا، وهي الحقيقة الوحيدة المعروفة عن الخطة، كان بهدف حمل العائلات الكبيرة او المرضى على وقف التعامل مع الجهاز والتنازل عن مخصصات ضمان الدخل.



اسئلة واجوبة جزئية

جمعية معًا النقابية بادرت في 20/7 الى اجتماع في القدس حضره العشرات من العاطلين عن العمل، وخرج المجتمعون بلجنة من العاطلين عن العمل هدفها دراسة المشروع ومراقبة تنفيذه والكشف عن نواياه بهدف اسقاطه. فيما يلي بعض الاسئلة الاساسية التي يطرحها الكثيرون، واجوبة مدراء المشروع وتعليقنا عليها:

الاطفال: ماذا سيكون مصير الاطفال اثناء وجود الزوجين سبع ساعات يوميا في مركز التأهيل؟ الاجابة الرسمية ان الشركة تنوي فتح حضانات للاطفال وضمان الحل لكل ام تريد الخروج للعمل. ولكن ليس من الممكن ان تقوم هذه الشركات بفتح حضانات لآلاف او حتى لمئات الاطفال خلال شهر او اثنين. ومن هنا فالهدف الاكثر احتمالا هو ان تتنازل النساء عن المشروع وبالتالي عن حقوقهن في المخصصات.

الاجور: ماذا سيكون اجر من تم توجيهه لمكان عمل ضمن التأهيل، وهل يعقل ان يحصل الزوجان مقابل عمل وظيفة كاملة فقط على مخصصات ضمان الدخل؟ الجواب الرسمي يقول ان المطلوب من العاطلين عن العمل في المرحلة الاولى هو استلام اي عمل يتم توجيههم اليه حتى لو كان المقابل هو المخصصات الزهيدة التي تقدر بحوالي الف شيكل لكل شخص. ويعني هذا ان الجهاز الحكومي الرسمي نفسه يسمح بتشغيل عمال باجر يقل عن الحد الادنى للاجور بثلاثة اضعاف.

المرضى: ماذا سيكون مصير المرضى؟ تقترح مراكز التأهيل تعيين لجان طبية لدراسة كل حالة على حدة، واعفاء من يعاني من امراض او عجز من العمل. ولكن اللجان الطبية التي تعمل في اطار مؤسسة التأمين الوطني او في مكتب العمل، تتصرف عادة بعداوة للمواطن العربي وتستهتر بحالته الصحية الحقيقية. ويصعب في ظل الغموض القائم إن كانت اللجان الطبية الجديدة ستتصرف بطريقة افضل.

السفر: كيف سيتم الوصول للمراكز الجديدة، ومن سيموّل تذاكر السفر اليومية للزوجين؟ الجواب ان المركز سيوفر للناس تذاكر سفر على حسابه. وسيكون علينا ان نراقب كيف ستقوم مراكز التأهيل بدفع اجرة السفر من احياء القدس البعيدة او من عرعرة وكفر قرع الى الخضيرة، حيث لا توجد سفريات منظمة.



لعبة الكراسي

المشكلة التي لم يكشفها المسؤولون برزت في الناصرة ونتسيريت عيليت، حيث كل واحد من المراكز الثلاثة التي تم فتحها لتأهيل العاطلين عن العمل يجب ان يؤهل نحو 1200 شخص (العدد الاجمالي في المنطقة 3500 عاطل عن العمل)، غير ان المركز في حي الفاخورة مثلا يشمل 300 مقعد فقط.

وليس هذا خللا في التنظيم، بل هو استجابة لمطلب الحكومة من الشركات المسؤولة عن التأهيل، تقليص عدد مستحقي المخصصات بنسبة 35% كل عام. بمعنى ان المركز لا يجب ان يتحول الى مركز جديد لمكاتب العمل، بل الى مكان يتم فيه غربلة سريعة لاعداد متزايدة من العاطلين عن العمل. من هنا فالتهديد بسجن الناس في هذه المراكز التي تفتقر الى أي جهاز لتعليم صنعة ما، ودون توفير الحلول لاوضاعهم الشخصية، سيدفع الكثيرين للتوقف عن التسجيل.

ولكن يبقى الامر الاساسي هو كيف ستجد هذه المراكز اماكن عمل لآلاف العمال والعاملات في منطقة منكوبة بالبطالة العالية منذ سنوات، وفي ظل الركود الاقتصادي العام. وعلى ضوء حاجة شركات التأهيل لتقليص عدد المسجلين في المركز، فمن المحتمل ان تلجأ الى توجيههم للتطوع في مستشفيات، فنادق او مؤسسات مثل البلدية، سلطة الآثار والاحراش، وذلك مقابل مخصصات ضمان الدخل. ويعني هذا نشوء شريحة جديدة من العمال رخيصي الاجور، الذين سيفضل اصحاب العمل بطبيعة الحال تشغيلهم محل العمال الموجودين لديهم.

روبرت سولو، احد خبراء الاقتصاد الامريكيين، شبّه الوضع الجديد بلعبة الكراسي الموسيقية. حسب اللعبة هناك عدد محدد من الكراسي، وعدد اكبر من المشاركين، ويكون على هؤلاء ان يدوروا حول الكراسي على انغام الموسيقى، والاسراع بالجلوس لحظة توقف العزف. المقصود في هذه الحالة هو العمال الذين يزيد عددهم على عدد اماكن العمل. البرنامج الجديد لا يقترح زيادة اماكن العمل، بل تغيير تركيبة العاطلين عن العمل: عامل ويسكونسين الارخص سيحل محل العامل "الغالي" نسبيا الذي سيتحول بدوره الى عاطل عن العمل جديد. (نيويورك ريفيو، تشرين ثان 1998)



خفض البطالة وزيادة الفقر

نحن امام اول حكومة اسرائيلية تتجرأ على تطبيق خطة ويسكونسين. فخلال اكثر من ست سنوات تم التحضير للمشروع، وارسل الخبراء لدول العالم، وتشكلت اكثر من لجنة لدراسة الموضوع وابعاده. ولكن طالما كان حزب شاس في الحكومة، تعذّر تطبيق الخطة بسبب معارضته لها. فقط في عام 2003 مع تشكيل حكومة شارون الثانية، وبمساعدة حزب شينوي، تمكن وزير المالية، بنيامين نتانياهو، من تمرير المشروع. ومن بين كل النماذج المقترحة لتطبيق المشروع، اختار نتانياهو النمط الاكثر عدوانية للعمال.

المشروع الجديد الذي تم استيراده من امريكا يهدف حسب شعاره المعلن مساعدة العاطلين عن العمل في ايجاد اماكن عمل ملائمة. غير ان الافتراض الذي يقوم عليه المشروع، وهو وجود اماكن عمل شاغرة وان المشكلة هي فقط "دفش" العمال للقبول بالعمل، هو افتراض خاطئ من اساسه.

في ظل انعدام الفرص لايجاد اماكن عمل لاكثر من الف عامل في كل منطقة ومنطقة خلال سنة، سيبقى للشركات خيار واحد، وهو تجاهل حاجات العاطلين عن العمل ووضعهم الصحي والشخصي، وتصنيفهم رافضي عمل في حالة تقاعسهم عن تنفيذ ما طلب منهم، وحرمانهم بالتالي من المخصصات. بهذه الطريقة يتم اخراجهم من احصائيات مستحقي المخصصات، فيتم خفض نسبة البطالة بشكل مصطنع وتوفير الميزانيات للدولة، وبالمقابل زيادة نسبة الفقر.

العمال الذين وجدوا انفسهم دون مكان عمل ليسوا كسالى، وهم يطالبون بوقف الاستهتار بحقوقهم وكرامتهم وتوفير اماكن عمل كريمة ومع كافة الحقوق. لا بديل عن حق العمال بالعمل ولا مجال لتنصل الحكومة من واجبها خلق اماكن عمل. هذا المطلب هو الشعار الذي من شأنه فضح كذبة مهاليف-ويسكونسين، وضمان حقوق وكرامة العاطلين عن العمل. تجربة التعامل مع مكتب العمل ومناوراته تدل ان هناك امكانية لفضح نوايا المشروع الجديد الحقيقية وعدم الوقوع في فخ الرفض او اليأس.



ميزانية المشروع تمول سيارات المدراء

كشفت صحيفة "هآرتس" يوم الثلاثاء 19/7 تفاصيل خطيرة حول انفاق مبالغ من ميزانية المشروع في الناصرة، لصالح مدراء المشروع. على سبيل المثال ذكرت الصحيفة ان المديرة العامة للمشروع في الناصرة حددت لنفسها اجرا شهريا يعادل 40 الف شيكل، اي نصف مليون شيكل سنويا، وانها اشترت لنفسها سيارة جيب فاخرة بقيمة 270 الف شيكل.

المدير الهولندي للمشروع متهم في المقال بترميم بيت في الناصرة له ولصديقته التي حظيت بتذكرة سفر على حساب العاطلين عن العمل من الناصرة ونتسيريت عليت، كما اشترى المدير دراجة نارية من نفس الميزانية. واشارت الجهات التي تم اقتباسها في المقال، الى حقيقة ان المدراء الكبار في المشروع في الناصرة هم يهود من خارج المدينة.



#اساف_اديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابات الامريكية تسعى لاسترجاع نفوذها
- مشروع ويسكونسين كذبة كبيرة
- التنكيل بجمعية معًا ملاحقة سياسية
- ائتلاف شارون على كف عفريت
- الاضراب لم ينقذ السلطات المحلية
- بعد ترحيل العمال الاجانب، محاولات لاستعباد العمال المحليين
- حزب العمل يستعيد الهستدروت
- عمال غزة رهائن النزاع المسلح
- تبعية الاقتصاد الفلسطيني تمنع الاستقلال السياسي
- عمال الكنيست - اين الحبة واين القبة
- تبعية الاقتصاد الفلسطيني تمنع الاستقلال السياسي
- مقابلة مع د. يوسي دهان - كيف تقضي الهستدروت على نفسها
- قضايا عمالية - لماذا الغي الاضراب في اسرائيل؟
- ميزانية نتانياهو تدعم رأس المال وتهمش العمال
- خطة نتانياهو تعجل الانهيار الاقتصادي
- النقابة – الاساس للعمل الثوري
- الساحة الاسرائيلية تتجه نحو اليمين
- اقتصاد اسرائيل ينجو.. مؤقتا
- عمال غزة بين الاحتلال وفوضى السلطة
- كيف تحول الرفاه الاسرائيلي الى قنبلة موقوتة؟


المزيد.....




- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...
- رابط التقديم على منحة البطالة للسيدات المتزوجات في دولة الجز ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر عبـــــر mtess.gov.dz“ موعد ت ...
- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اساف اديب - خطة ويسكونسين: غموض مقصود للتيئيس