أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اساف اديب - قضايا عمالية - لماذا الغي الاضراب في اسرائيل؟














المزيد.....

قضايا عمالية - لماذا الغي الاضراب في اسرائيل؟


اساف اديب

الحوار المتمدن-العدد: 675 - 2003 / 12 / 7 - 01:31
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الاصلاحات التي يسعى نتانياهو لتمريرها رغم انف الهستدروت لها ابعاد خطيرة جدا، قد تقضي على ما تبقى من العمل المنظم في اسرائيل؛ انتصار نتانياهو على الهستدروت سيجلب الى صفه دعم القطاع الخاص، الذي سيكون رافعة مهمة لفوزه برئاسة حزب الليكود.

قرار محكمة العمل القطرية الصادر في الساعة الخامسة صباحا في 3 تشرين ثان (نوفمبر)، منع الاضراب العام الشامل والاكتفاء بالاضراب الرمزي لاربع ساعات، وقع كالصاعقة على الهستدروت التي توعدت بالاضراب الاكبر في تاريخ البلاد. ورغم ان قيادات لجان عمالية عديدة طالبت بتجاهل قرار المحكمة، الا انها تراجعت امام موقف رئيس الهستدروت، عمير بيرتس، الذي اصرّ على احترام قرارات المحكمة.

اعلان الاضراب جاء كرد فعل على خطة وزارة المالية لخصخصة القطاع العام، والتهديد بفصل العديد من العمال فيه، والقضاء على برامج التقاعد. لكن بدل الدخول في مواجهة شاملة مع الحكومة وارباب العمل، شغلت الهستدروت نفسها بسلسلة من اللقاءات مع وزير المالية، بنيامين نتانياهو، وشاركت في جلسة مع رئيس محكمة العمل القطرية، القاضي ستيف ادلر في 6 تشرين ثان.

غير ان الحكومة من جانبها لم تضيّع وقتها. ففي 5 تشرين ثان قدمت للكنيست مشروع الميزانية الذي ينص على الخصخصة والتقليصات، ونجحت بتمريره بالقراءة الاولى.

تقترح بعض التفسيرات ان يكون سبب احتداد المواجهة بين الطرفين كامنا في طموح وزير المالية نتانياهو للوصول الى كرسي رئاسة الحكومة. نتانياهو مقتنع بان شارون وضعه في منصب وزير المالية، ليورّطه في مشاكل مع الجمهور، ويثبت للجميع انه غير قادر على انقاذ الاقتصاد من ازمته. وكي لا يقع في هذا الفخ، كان نتانياهو مستعدا، حسب الصحافية سيما كدمون، "ان يوصِل الامور لحد المواجهة الشاملة مع الهستدروت حتى لو كان الثمن سقوط الحكومة". (يديعوت احرونوت، 7 تشرين ثان)

ولكن الاصلاحات التي يسعى نتانياهو لتمريرها رغم انف الهستدروت لها ابعاد اخطر من ذلك بكثير، فهي قد تقضي على ما تبقى من العمل المنظم في اسرائيل. اذ ان القوة النقابية غير متركزة في المرافق الصناعية الخاصة، بل في القطاع الخدماتي العام مثل الموانئ، الكهرباء والمطارات، وفي المرافق الحكومية مثل الصحة، التعليم والتأمين الوطني. وفي حالة خصخصة هذه المرافق وضرب لجان العمال فيها، فلا شك ان هذا سيقلص امكانية الهستدروت الحصول على اتفاقات جماعية، مما سيفقد العمال اي دعم قانوني ويحوّلهم الى فريسة سهلة لارباب العمل.

المشكلة في القطاع العام في اسرائيل انه مليء بالفساد والتعيينات فيه تتم على اسس حزبية، مما يحرم اغلبية الجمهور من العمل فيه، وتحديدا العمال العرب. هذا ما يفسر صعوبة رئيس الهستدروت في كسب دعم الجمهور العام من الشريحة المتوسطة التي لا تربطها علاقة بالهستدروت او بالطبقة العاملة المسحوقة، والتي تبرأت الهستدروت نفسها منها منذ باعت صناعاتها للقطاع الخاص. نقطة الضعف الرئيسية هذه هي التي تدفع بيرتس الى المساومة والتراجع امام الحكومة، والبحث عن سبل المناورات داخل المؤسسة الحاكمة الاسرائيلية، من خلال مفاوضاته لضم الهستدروت وحزبها "عام احاد" الى حزب العمل.

ضعف الهستدروت هو نقطة قوة نتانياهو، وهو يستغلها للمواجهة بكل الحدة بهدف تنفيذ خططه الرأسمالية. انتصاره على الهستدروت سيجلب الى صفه دعم القطاع الخاص، الذي سيكون رافعة مهمة للفوز برئاسة حزب الليكود في الانتخابات الداخلية المتوقعة قبل الانتخابات البرلمانية القادمة.

الصبار



#اساف_اديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميزانية نتانياهو تدعم رأس المال وتهمش العمال
- خطة نتانياهو تعجل الانهيار الاقتصادي
- النقابة – الاساس للعمل الثوري
- الساحة الاسرائيلية تتجه نحو اليمين
- اقتصاد اسرائيل ينجو.. مؤقتا
- عمال غزة بين الاحتلال وفوضى السلطة
- كيف تحول الرفاه الاسرائيلي الى قنبلة موقوتة؟
- الاقتصاد الاسرائيلي في ورطة
- مأزق الاقتصاد الاسرائيلي وانهيار وهم العولمة
- اتفاق الدوحة محطة في الطريق لنهاية العولمة
- مناهضة العولمة تمهد لبناء حركة عالمية ضد الحرب
- نقابيون بريطانيون يبادرون لبناء تيار نضالي جديد


المزيد.....




- اعتقال وزير جورجي سابق خلال تجمع حاشد في تبليسي ضد قانون الع ...
- “رسمياً” موعد إجازة شم النسيم 2024 وعيد العمال بعد ترحيلها.. ...
- بعد تعليقها للبعض.. حقيقة تمديد وكالة التشغيل منحة البطالة ل ...
- رسميا الان.. تحديد موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ...
- بزيادة” 100 ألف دينار عراقي”.. سلم رواتب المتقاعدين في العرا ...
- “جدد هنا minha.anem.dz” رابط تجديد منحة البطالة الجزائر واحص ...
- عاجل “زيادة 15000 دينار ضمن الراتب”!.. “حكومة الجزائر” تُعلن ...
- “بعد الزيادة” سلم رواتب الموظفين الجديد العراق 2024 وطريقة ا ...
- زيادة عاجلة على رواتب المتقاعدين.. “الحكومة الجزائرية” تزف ب ...
- WFTU Statement on the World Day for Safety and Health at Wor ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - اساف اديب - قضايا عمالية - لماذا الغي الاضراب في اسرائيل؟