أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - اساف اديب - مقابلة مع د. يوسي دهان - كيف تقضي الهستدروت على نفسها















المزيد.....

مقابلة مع د. يوسي دهان - كيف تقضي الهستدروت على نفسها


اساف اديب

الحوار المتمدن-العدد: 730 - 2004 / 1 / 31 - 17:08
المحور: مقابلات و حوارات
    


داني بن سمحون واساف اديب

التهديد "بالاضراب الكبير" زال، والاتفاق الذي تم ابرامه بين وزارة المالية والهستدروت انهى يوم الاثنين 5 كانون ثان (يناير) ما صوّرته الهستدروت بانه صراع حياة او موت في مواجهة خطة الخصخصة الحكومية. في الاتفاق الجديد قبلت الهستدروت بمبدأ خصخصة الاقتصاد، وذلك مقابل تنازلات وزير المالية نتانياهو عن بعض النقاط الهامشية التي تخص حجم عملية الخصخصة وتوقيتها. ويعتبر هذا الاتفاق خطوة اضافية من الهستدروت باتجاه انهاء دورها المركزي كنقابة تمثيلية وحيدة للعمال في اسرائيل.

في مقابلة اجرتها الصبار في في 20 تشرين ثان يفسر الدكتور يوسي دهان من كلية رمات غان ورئيس معهد الابحاث "ادفا" مسيرة الهستدروت نحو تدمير قوتها وتقليص تأثيرها، بعد ان كانت خلال ال40 عاما الاولى من قيام الدولة القوة المركزية في الاقتصاد والمجتمع. فيما يلي مقتطفات من المقابلة.

 

ماذا كان دور الهستدروت في عملية دخول شركات القوى البشرية الى سوق العمل الاسرائيلية؟

يوسي دهان: الهستدروت كانت من الجهات الاولى التي سمحت بدخول شركات القوى البشرية الى سوق العمل. احدى هذه الشركات التي كانت فعالة في اسرائيل كانت شركة "مانكور" التابعة للهستدروت. في عام 1990 كان بامكانك ان تجد عاملات تنظيف في بناية الهستدروت يعملن من خلال شركة قوى بشرية.

 

ما هي نسبة العمال الذين يعملون من خلال شركات قوى بشرية في اسرائيل؟

دهان: اوريئل لين، رئيس الغرفة التجارية في اسرائيل وصاحب شركة قوى بشرية، يقدر عدد العمال في هذه الشركات ب150 الفا اي ما يعادل 7.5% من قوة العمل. ويعتبر ذلك نسبة عالية جدا مقارنة بدول غربية اخرى تتراوح النسبة فيها بين 1-2.5%. في اغلب الدول الصناعية هناك شروط واضحة لتشغيل العمال بواسطة شركات قوى بشرية. فمثلا على الشركة ان تثبت انها بحاجة الى عمال موسميين او لمشروع قصير المدى، او ان لها حاجة لعمال لتبديل عاملات في اجازة ولادة. هذه الشروط غير قائمة ابدا في القانون الاسرائيلي. وفي الحقيقة القطاع العام في اسرائيل هو المشغل الاكبر لعمال القوى البشرية.

 

ما هو تفسيرك لظاهرة مهاجمة شركات القوى البشرية لمحاكم العمل والسعي للحد من صلاحياتها؟

دهان: محاكم العمل تصرفت في السنوات الاخيرة بطريقة الزمت المشغّل الرئيسي، او الطرف الذي قام بتشغيل شركة القوى البشرية، بتحمل المسؤولية عن حقوق العامل. هذا التوجه القانوني ادى الى حالة افقدت هذه الشركات الفائدة من تشغيل العمال بواسطة شركات القوى البشرية، وصعبت امكانية التهرب من اعطاء العامل حقوقه. من هنا فان تحييد المحكمة سيسمح لشركات القوى البشرية بالامعان في استغلال العمال وجني المزيد من الارباح.

 

في قانون التسويات الجديد لعام 2004 هناك اقتراح لالغاء القانون الذي يلزم الشركات بتشغيل العامل بشكل مباشر بعد تسعة اشهر من العمل بواسطة شركة قوى بشرية. كيف سيؤثر ذلك على الوضع الاقتصادي والاجتماعي؟

دهان: القانون الذي تم تمريره في الكنيست عام 1996 حدد امكانية تشغيل العامل من خلال شركات القوى البشرية لمدة ثلاث سنوات. مؤخرا فقط تم قبول قانون بادر اليه عمير بيرتس، رئيس الهستدروت، يقصر الفترة الى تسعة اشهر. ولكن البحث الذي قامت به البروفيسور فرنسيس رداي في موضوع الاتفاقات الجماعية، يشير الى ان الاتفاقات التي توصلت اليها الهستدروت مع شركات القوى البشرية لا تمنح العمال اية افضليات. شركات القوى البشرية التي كان لها اتفاق جماعي مع الهستدروت، تواصل تشغيل عمالها حتى بعد الفترة المحددة في القانون. والآن هناك نية لتمديد الفترة الى ثلاث سنوات.

 

كيف تفسر ان في اسرائيل التي كانت تعتبر دولة رفاه متطورة، ليس هناك قانون تقاعد للجميع؟

دهان: هناك دولتان فقط في الغرب، هما اسرائيل والولايات المتحدة، ليس فيهما قانون تقاعد رسمي. واحد الاسباب لذلك هو معارضة الهستدروت التي رأت في التقاعد اقطاعها الخاص، ولم تعط الدولة امكانية التدخل. علينا ان نذكر ان الهستدروت في الخمسينات والستينات كانت جزءا مركزيا من مؤسسة مباي (حزب العمل اليوم). في تلك الفترة كان لها قوة كافية لفرض حق الفيتو على كل مبادرة تشريعية لسن قانون للتقاعد. وقد عارضت الهستدروت ايضا دفع مخصصات البطالة. وكان موقفها انه لا يمكن ان يدفع للانسان مخصصات طالما انه لا يعمل. هذه المواقف شبيهة بمواقف بلير وبوش اليوم ضد دعم العاطلين عن العمل. بالنسبة للهستدروت كانت مواقفها موجهة ضد الشرقيين، بادعاء انهم لا يعرفون العمل، ويحبون الكسل.

 

كيف تفسر السهولة التي نفذت فيها الهستدروت بمبادرتها بيع منشآتها وممتلكاتها لجهات خاصة؟

دهان: كانت هذه احدى عمليات النهب الكبيرة في البلاد. خلال اسابيع تحول الجهاز الذي سيطر على 25% من السوق الى مفلس. شركة "شيكون وبينوي" بيعت بثمن غير واقعي بلغ 300 مليون شيكل فقط، وخلال اشهر معدودة ارتفعت قيمتها الى 1.2 مليار شيكل. كل من شارك في عملية الخصخصة حصد اموالا طائلة. مثلا بني جاؤون، الذي كان مديرا في الشركة الهستدروتية "كور"، تحول الى امبراطورية اقتصادية. نموذج آخر هو مدير عام "كو اوب"، ايهود جلبهارد، الذي يعتبر من اغنى الاغنياء في السوق. واضح انه كان هناك امر ما فاسد.

 

ما قولك في حاييم رامون الذي اسس الهستدروت الجديدة بعد انسحابه من حزب العمل في 1994؟

دهان: اعتقد ان حاييم رامون اعتبر الهستدروت وسيلة للوصول من خلالها لرئاسة الحكومة. رامون لم يخطط ان يكون سكرتير الهستدروت، بل طمح لمنصب سياسي. حزب العمل تراجع امامه، لانه كان حزبا متآكلا من الداخل. وكانت الهستدروت جهازا فاسدا فقد مصداقيته في نظر الجمهور. الوعود التي اطلقها رامون تناسبت مع الجو العام الذي ساد في تلك الفترة وايد بقوة عملية الخصخصة.

بعد ان تغلب رامون على منافسه على رئاسة الهستدروت حاييم هابرفيلد، تبين انه ليست له خطة عمل. مقربو رامون لم يفهموا العلاقات النقابية واهمية التوازن بين العمال والمشغلين. واعتقدوا ان بالامكان الغاء الجهاز النقابي برمته وتبديله بمكاتب للاستشارة لتعريف العمال بحقوقهم واعطائهم الدعم القانوني. فكرة اخرى خطرت في بالهم في تلك الفترة، كانت تحويل الهستدروت الى ناد للمستهلكين من خلال اقامة علاقة مع شركات الاعتماد، لضمان حصول الاعضاء في الهستدروت على تخفيضات.

 

ولكن اليوم الوضع انقلب. حزب "عام احاد" تأسس للحفاظ على قوة الهستدروت الجديدة اعتمادا على اللجان العمالية الكبيرة.

دهان: بيرتس تحديدا يفهم اهمية المسألة النقابية. ولكن خطأ بيرتس، حسب رأيي، كان تأسيس حزب "عام احاد". لقد قدر، وبحق، ان له قوة للحصول على عدة مقاعد في الكنيست (قدر الحصول على اربعة وحصل على ثلاثة). ما لم يأخذه بالحسبان هو عدم قدرته على التأثير في الساحة السياسية. بيرتس لا يستطيع الجلوس في نفس الحكومة مع حزب شينوي، ليس بينهما قاسم مشترك.

للحصول على الدعم لحزبه، امتنع بيرتس عن اتخاذ موقف معلن من موضوع المناطق المحتلة، واجتهد للتركيز على الموضوع النقابي بحت. ولكن الواقع في البلاد لا يسمح لحزب الهستدروت ان تتحول الى عنصر مؤثر سياسيا. دون قدرة على التأثير السياسي، ومع عجز كبير في الميزانية، وصل عمير بيرتس اليوم الى الافلاس. الآن يسعى بكل طاقاته للعودة الى حزب العمل، وبذلك سيغلق الدائرة التي بدأت قبل عشر سنوات بانسحابه الصاخب من الحزب مع حاييم رامون.

 



#اساف_اديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا عمالية - لماذا الغي الاضراب في اسرائيل؟
- ميزانية نتانياهو تدعم رأس المال وتهمش العمال
- خطة نتانياهو تعجل الانهيار الاقتصادي
- النقابة – الاساس للعمل الثوري
- الساحة الاسرائيلية تتجه نحو اليمين
- اقتصاد اسرائيل ينجو.. مؤقتا
- عمال غزة بين الاحتلال وفوضى السلطة
- كيف تحول الرفاه الاسرائيلي الى قنبلة موقوتة؟
- الاقتصاد الاسرائيلي في ورطة
- مأزق الاقتصاد الاسرائيلي وانهيار وهم العولمة
- اتفاق الدوحة محطة في الطريق لنهاية العولمة
- مناهضة العولمة تمهد لبناء حركة عالمية ضد الحرب
- نقابيون بريطانيون يبادرون لبناء تيار نضالي جديد


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - اساف اديب - مقابلة مع د. يوسي دهان - كيف تقضي الهستدروت على نفسها