أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - قصص عن غرام المعدان















المزيد.....

قصص عن غرام المعدان


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 23:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



1 ــ ( الحرب وقاع الطين )

انتهت الحرب. وعدت الى طفولتي. القرية والصيادين ، وكتب الشعر التي ورثتها من ثقافة معلمي في المدرسة الأبتدائية ، لهذا ، حتى استعيد البهجة القديمة وانسى أزمنة وامكنة الخوف ، أعود الى فطرتي ، وأباحية التخيل ، وأستعرض ، ما كنت اعيشه ولم أستطع تدوينه، والآن مثل صوفي هرب من سياط الخليفة الى دهشة مدن المعدان ، أحمل قصبتي النحيفة وأحولها الى قلم ، والعطر الذي يسيل من فمكِ هو القلم .
على جسد الورقة الصفراء يتثائب الخريف وتتدثر واحدة عارية بمعطف رغبتها ، فيسألني واحد جائع يشتهي :.متى التفاحة معي في شهوة واحدة..؟ أرد بفاكهة الدهشة عندما يكون آدمكَ وعري الدمعة ، لتأخذها أنى تشاء ، فلقد كان خطئها إنها ترغب في وردة السرير ، وأنت اهملتها الى حربك الشاسعة.
هكذا دون خجل من هاجس الوسادة يطلب الجائع خبزا ، ليدخل الفقر قبو الجسد ،فأتذكر رقصة الديك فوق سور الخطيئة ،لماذا رمينا الحجر على احلامنا ، ؟ لماذا خوذ الجنود تصبح ذاكرة للطفولة .؟ لماذا الفلاسفة يحبون برتقال الكلمات القديمة ويتركون خلفهم اجساد نساءنا التائهات في طقوس انتظار مشاجب الذكريات ،؟
يكون الجواب بطيف السؤال الطفولتي في أباحية هذه القصة التي هي مجرد مشاعر تداهم عزلتي في هذه الغربة البعيدة والحرب :عندما تكون بندقية الرجل اجمل عاطفة في ليل انثوتهن .فأتذكرَ نساءنا اللائي يكتبن خواطرهن فوق الرموش ، وعلى ارائك المقاهي سعال البطالة يأخذ وقت المدن الباردة. المدن الدافئة ، الباردة ، المحترقة ، والنائمة والمستيقظة ، ومن اصابعهن يقطر اللوز ومن دموعنا يقطر الصدى ، صدى من ذهبوا وتركوا العوانس في مخابئ النقود…!
أتذكر واحدة من بنات قريتنا ، فقدن حبيبها في الحرب ، فحزنت كل الأهوار لحزنتها ، وهي اليوم تعيش مجنونة وجزعة ومصابة بذهول غريب وهي تقول لكل من تلاقيه من أهل القرية : أريده حتى لو كان ميتاًً..!
اعطوها في صباح الضباب رجل مؤثث بالاساطير ويتكلم عن جنة قادمة رجل له سبعة نساء مدثرات بنقاب الخضوع ، وانت ثامنتهن .
قالت بذات الجزع : ثامنة لرجل غريب ، وحبيبي في غربة القبر ، لا أريد.
قال لها أبيها : أنت لاتمتلكين الحق بالرفض ، غدا سنزفك اليه لننسى معكِ ويلات الحرب.ففي الليل الفحل ليس غزال كما كان قيس قبل وقت الصلاة هو جاموسة بلا قصب وصيف وسمك..حتى لو كان مدجج بشخير المنافي ويسأل عن حاجة للرعية والأرامل
فقد اعطيناه الولاية عليك ، وسأيعطيك لهاث الجاموسة وعصا غليضة وخبز مجفف بالدبابيس كي يشحذ جسدك ويعيد اليه صبا الوردة…
تذكرت حزنها ودمعتها ، وصفنتها وبلاغة ابيها في محاولة أبعاد الحرب عن ملامح ابنتها .
لكنها مغرمة فلن تستلم ، ولتنتصر على سلطة الأب والرجل المزواج ، غافلت اهلها النائمون على السوابيط مع شخيرهم وحزنهم على حال أبنتهم ، وذهبت لتعقد مع الماء صفقة الخلاص من الحياة وتسافر الى قاعه غريقة.
سمع الماء قصتها قبل ان يوافق على هذا الأقتران ، البسها ثوبا بلون القصب وايقض كل الطيور والاسماك النائمة في اعشاش الماء ، ليحضروا ويكونوا شهودا على هذا الزفاف الاسطوري .
ومع موسيقى الضوء القادم من كمانات نجوم الماء الصافية وارغن الليل وقيثارات اميرات التلول الاثرية المنتشرة في المدى العميق للملكة الماء ، خطوة خطوة نزلت الى الماء ، منتشية بغرام العناق مع الموج ، وقانعة بهذا العرس والرحيل الذي سيخلصها من تعاسة أن تعيش ضرة بين سبع نساء. لحظات اغمضت عينيها وغاصت في الماء ، مالكة سعادة غريبة حتى انقطاع نفسها ، وتغفو ممدة في قاع الطين البارد....!
أعيش الذكريات ، تلك اللحظات التاريخية للمكان وهجرتي منه لأعيش المكان الجديد واصل لقناعة أن ما تركته هناك هو الذخيرة الروحية لما هو هنا ، لكن في كل ازمنة الكتابة ، لاعودة لما كان ، لا عودة لسقراط المعدان ( أب ) المرأة التي اختارت قاع الهور بديلا لحبيبها الذي سرقته الحرب.لا بديل حنجرة البلبل وجمال القبعة الماركسية….لاعودة للقيمر والتفاح واحذية باتا المعتقة بعسل الرصيف.فمن اتى . هو رجل لشهوة العضو ، لالشهوة العقل. من اتى هو عطر نفط ومسبحة طويلة.من اتى مثل الذي غادر مبتهجاً برصيد المصارف.وكليهما على نساءنا مثل صخرة بين نهدين ، كلما تناطحا للوصول إليك ضرعك سال دم..


2/ ( بائع المشمش )

لم أرَ المشمش واتذوقه في حياتي وأتذوقه إلا عندما حمل أبي عفشه البسيط وذهولنا وكآبة مفارقة جاموستنا ( رعشة ) واتى بنا لنعيش في المدينة . هذه الفاكهة الصيفية حملت عطرها معها ومنحت المعدان مفاتيح الابواب المغلوقة لكتشاف السريالية ، وقصص بورخيس واساطير روميو وجوليت ، ومكاشفات لوليتا. لأظهر انا براعة الكتابة في الغزل العذري أو ذلك المتأثر في مشاهدة الافلام الهندية ، وأتخيل الليلة المدهشة في الكتابة الشجاعة ، مع ضوء الفانوس وسعال امي ، تأتي شهرزاد ، على خدها شامة ، وفي ساقيها حجول امي الفضية وتهمس كما ، يهمس النجم لنا في ليالي الصيف القديمة ، لنغرد معه حكاية الغرام الأزلي للموجود الذي كنا نعيش فيه ، جنة عاد ودلمون ، وشبابيك القصب التي صنعها ابي في سعادة الغناء القادم من رزق الصيادين في سمك وطير وفير.
تمر عربة ، مزينة بمراوح من ورق ملون ، وكرات من زجاج ملون ، ينادي في حارة من حارت المنفى في السيدة زينب بريف دمشق، اسمع صاحبها ينادي : مشمش الغوطة ينقط عسل وقبل وأمل.
أردد معه لا امل لن يعود ماكان. والجواميس ذهبت لسكاكين القصابين ، المفرح في صوتك ياصاحب العربة : أن المشمش اول عطر أشمه بفرح في صباح عالمنا الجديد.
سألني : وماذا كان عالمكم القديم .؟
قلت : الأهوار.
قال : لم اسمع بها ، إن كانت اقرب من حلب او ابعد منها .؟
قلت : ابعد بمقدار دمعة من جفن امي وهي تودعني الى منفاي.
قال : أذن اشتر المشمش ، وكتب عن ذكراك هناك.
قلت سأكتب عن ذكرياتي وغرامي إليك .
(( معتقة في ماء الورد ..وشفاهك الفستق .ترتدين رغبة الدانتيل وحلم الرسائل ونجوم القبلات الشتوية .كلما تقترب منك لغة الوصف يداهمك البكاءكلما واحد يقول :ولي معك ساعة فوق عشب وعطر، الجنود يأتون ويقلعون باب الغرفة.
عن ماذا يبحثون ….!؟مادامت زبيدة معهم ،والرشيد هناك في ثمالة الخمر يشرب دمع المساء بأقداح الشعر الأمريكي.
تسألهم .ما تبقى لكم خذوه وامنحوني وسادة واحدة وتفاحة أقضهما فتبتهج نفسي ..واحدة غيرها لم تنل من بركات الرجولة شبئا قال أقضمها وافجر نفسي.وانتِ على فراش من الريش تفجرين نفسك ..على صدر رجل من رخام في شفتيه حمرة خد سجون الله كلها .فليس العذاب أقسى عندما لايقترن بشهوة الذكر وانين الأنثى.وليس البلاد عندما تُحتل تَترك وردها وتفتش عن جوارب المساء،البسها واجيء اليكِ في القرية القصب والشامة الخضراء والفم السطورة
خذيني فليس الخليفة من يمتلك الجواري.بائع المشمش أيضاً..



3ــ ( كحل الفراشات )

يرسمك الكحل بأهداب الفراشات .وعلى الوسادة تطيرين حمامة…صافية كمياه معدنية .
أشربك حتى ثمالة القمر.كلانا يسكر ويؤجل صلاته حتى مغادرة المحتل………!
أكتب اليكِ هذا ، وغربتي حصان طروادة الخشبي ينتظر خداع حرس الحدود البولوني حتى نعبر الى ألمانيا ، فانا اشتاق لملامسة خد فراشات ريلكة واتعلم من حزنها حلم الطيران في سماء المعدان.
يضحك طيفها ويسألني :هل مازلت تحسن صنع دمى آلهة الطين. ؟
قلت : نعم .
قالت : اصنع آلهة المانية أنثى واهديها جارية لشيخ عشيرتنا .....!
أتخيل سحرك وانت تحملين صواني القيمر وموسيقى خلخالك مثل الفالس الروسي في خواطر البجع ، فأعلقكِ على خدي شامة ورصاصة جرح سيف صدأ..واتباهي بك امام حشد الفراشات ونساء مدن السين والراين والدانوب وساحل شط العرب ..فأنت نخلة النبي الذي عاود الأرض من حروف الخطيئة وله مع التفاح قصة .انا مختلف عنه كثيراً ، فلي مع التفاح نهديك……!

4 ــ ملاحم حرب المعدان
أخذونا للحرب ، المعدان مشاة ، والحضريون كتبة ، وأهل ريف مدفعجية ، وأبناء الصفوة طيارين . هذا التصنيف لبشر الحرب تركته انا كي لاأشغل نفسي ببأفكاره العنصرية .
جندي مشاة ولكني صانع غرام جد ، ورغم القصف ، أنا أفتخر انني أتذكر حبيبتي.
بين شفاه وشفاه تتيه قبلة او مرسوم جمهوري.لا ادري كلما اشتاق لواحدة اتذكر النياشين ونعوش فتيان الحروب الراحلة.لا ادري كلما اذهب لبيت يبيع الجسد بدقائق التعارف.أمي تمد اصابع الرعشة من قبرها وتكتب :سأختار لك واحدة من بقايا الحليب ..ولكن بعد ان يصير هذا الغبار عمارات سكنية .
متى ….؟
يقولون عندما يصبح الخوخ أواني لبن .وحتما الذي يشرب اللبن هو أبن البلد ..لبلد الذي ما عاد للذبابة طنين السمفونيات . يآالهي حتى ونحن في دهشة السرير، المدافع معنا على شاشة التلفزيون…!

( بياسكو يعرفه المعدان)

6
لحظة أردت أن ارسم لك موديلاً عارياً ..السماء مطرت..واواني المطبخ صارت تسابيح صلاة .لا ادري ما سركِ وانت عاريةوكأنك قرار صعب بأن أبعد الخريف عن وردتك اليانعة..وليكون لي معك الليل الطويل ولهم سلة المزبلة وحتما سأرسمك بخيال ذكر البط ورمش الجاموسة لتذكر شيئا من جورنيكا وبيكاسو.
المعدان لايعرفوه ، ولكني متى تنتهي الحرب ساعود الى قريتنا ، واعرفهم به.
سيضحكون وسيقولون : الأصلع رسم كل هذا ، نحن عرفنا من اجدادنا أن الآلهة فقط هي من ترسم........!؟

7 ــ أباحية الحرب

كلما يتذكر صاحبي الذي يعيش معي في ملجأ الحرب ليلة عرسه ..يغرني وصفه لملحمة السرير ، أنسى القناص وكنيسة روتردام وقرع الاجراس أتمطى مثل سائح آشوري فوق رمل شاطئ في أغادير وبابل تبعث لي رسالة أقصر من قبلة خد التفاحة :عارية انا فتعال …!

دوسلدورف 8 تموز 2015



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيون الخضر والماعون الصيني ( الفرفوري)
- المِعدان والمندائي يوحنا المَعمدان ...!
- الأهوار وموسيقى سمكة الشبوط..
- امرأة تكتب واللذة جنتها.....!
- مونليزا المعدان......!
- يوسف ( ع ) ، آية في الثكنة وليل الأهوار.....!
- شيء من التصوف المندائي....!
- النبي موسى ( ع ) ومعدان أهوار سيناء.!
- أحلام ليل الفخاتي ....!
- الاميرة السومرية الرسامة ( بتول آبي الفكيكي )
- كالكسي ( 5 ) وآي فون( 5 ) وصريفة* .......!
- أساطير الجفجير.....!
- السنونو هذا الطائر الشيوعي .....!
- طيري ياطياره طيري ...!
- المِعدان يعشقونَ أيطاليا وصوفيا لورين...........!
- ( الموت بالخازوق فقراً ومنفى )
- داعش لاتشبه مراكش ..ولا تشبه العش ..
- فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!
- الناصرية.. شهيدٌ من دير متي والزقورة وبطن الحوت..!
- خوذة الله وخوذة العباس.وخوذة الجندي المنكسر ..!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - قصص عن غرام المعدان