أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - من سينقذ المرأة العراقية؟














المزيد.....

من سينقذ المرأة العراقية؟


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 07:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بسبب من النظرة الدونية للإرهابيين الداعشيين إلى المرأة بصورة عامة وتعاملهم معها وفق أسس وقواعد متخلفة وغير حضارية ، شوهدت في الآونة الأخيرة وخاصة في المناطق والمدن التي تم إحتلالها من قبل عصابات داعش مظاهر وحالات للإتجار بالبشر من النساء والأطفال تماشياً مع أفكارها الإرهابية ومبادئها البالية والمتخلفة. ونتيجة للتدهور الأمني والغياب الملحوظ للقانون ومن يحفظه فقد تعرض الكثير من النسوة والأطفال لحالات أغتصاب وإعتداءات جنسية فرضتها حالة الحرب التي تعيشها المناطق المحتلة من قبل الداعشيين و من معهم.
إن انتشار مثل هذه الجرائم في المجتمع العراقي يعني أن المجتمع يسير بعكس تيار التطور والتقدم الحضاري وبالتالي فإن مجتمعاً لايثمن ويقدر موقع المرأة والطفولة فيه ولايحافظ على نسائه وأطفاله أو ينقذهما لا مستقبل له.
ان الحالة المأساوية التي تعيشها المرأة العراقية بصورة عامة بسبب من طبيعة النظام السياسي الحالي خاصة فيما يتعلق بالمحاصصة الطائفية وتأثيراتها السلبية والنفسية على المرأة وأطفالها بصورة عامة وما تتعرض له المرأة في المناطق المحتلة من قبل الإرهاب الداعشي من جرائم وحالات إغتصاب بصورة خاصة نتيجة للممارسات المتخلفة المفروضة على النساء يستدعي التحرك الجاد والسريع من قبل السلطات العراقية لإنقاذ المرأة العراقية وأطفالها قبل فوات الأوان.
ان التطور والتقدم الذي حققته المرأة العراقية عبر عقود طويلة ونضالها المستمر للتحرر من التخلف والقيود البالية التي تحد من حريتها الشخصية وبالتالي تؤثر بصورة مباشرة على دورها الرائد في بناء العائلة العراقية ومستقبل الوطن يقف على حافة السقوط في مستنقع التخلف مجدداً الأمر الذي سيتطلب عقوداً طويلة لتصحيح مسار تقدمها واللحاق بالتطور أو المرحلة التي تتساوى فيها مع التقدم الإجتماعي والحضاري والثقافي النسوي العالمي. من جانب آخر ، أن للمرأة الحق في العيش بحرية وسلام ولها من الحقوق وعليها من الواجبات أسوة بالرجل دون تفريق أو تمييز لذلك فإن مجرد التفريق بينهما فيه تجني واضح على إنسانية المرأة وبالتالي فإن كل المجتمعات التي تضع قيوداً وشروطاً تحدد من حرية المرأة وطريقة حياتها وتتدخل بما يجب أن تلبس أو تأكل أو تشرب أو كيف تسير وغير ذلك من الشروط تعتبر مجتمعات متخلفة بإمتياز.
إن فرض قوانين – التستر – على المرأة بالمفهوم الداعشي، واعتبار عدم الرضوخ لهذا المفهوم تبرجا مما يستدعي محاسبتها ومعاقبتها بشدة أما عن طريق الضرب أو الإغتصاب أمر لا يكفي رفضه القاطع فحسب بل ينبغي عدم جواز التفكير به أساساً. كما ان إجبار المرأة على إرتداء النقاب والبقاء حبيسة في المنزل يعتبر إهانة لها وللمجتمع ككل. أن مثل وضع المرأة بمثل هذه الأطر القديمة يحدد من دورها المتميز في بناء الأسرة وتربية الأطفال وفق مفاهيم تربوية حديثة ترفع من شأن المجتمع وتضعه بمصاف بقية المجتمعات الراقية والمتحضرة. ان الممارسات الداعشية الحالية ضد المرأة تثير فوضى في المجتمع العراقي خاصة وأن مثل هذه القوانين لم تشرع من قبل الدولة بل من قبل مجموعات من المرتزقة وميليشيات لا تفقه بشئ سوى بشريعة الغاب التي تعتبر المرأة مجرد وسيلة لتلبية الرغبات الجنسية لاغير.
نؤكد هنا أيضاً أن نظام المحاصصة الطائفية الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على العراق كبديل للنظام العلماني قد عاد بالعراق والعراقيين إلى عهود ظلامية في تفكيرها وتصرفاتها مما غير من المفاهيم الحضارية التي كانت تسود الوطن على قلتها وبالتالي أصبحت النظرة الى المرأة متدنية في الوقت الذي ساوت فيه بعض القوانين والتشريعات العراقية أو كادت بين المرأة والرجل.
أن الحالة المزرية التي يعيشها الوطن بصورة عامة نتيجة للوضع السياسي المتأزم جداً بسبب من سقوط بعض المدن تحت سيطرة العصابات الداعشية والمرتزقة وفلول وبقايا البعث المجرم وما تلا ذلك
من دعوات وفتاوى دينية تنادي بالتطوع من أجل إسناد الجيش الذي لم يتمكن من أداء دوره كما يجب قد أدى إلى ترك الرجال لعوائلهم تلبية لتلك الدعوات الأمر الذي ترك العوائل بدون معيل لها. هذا الفراغ في العائلة العراقية سيكون له تأثيرات كبيرة وكثيرة على الوضع الإجتماعي من ناحية البناء العائلي وضوابط المجتمع الإخلاقية.
كما أن مجرد التفكير بتطبيق قانون – جهاد النكاح – الذي جاء مع ظهور النظام الداعشي هو بحد ذاته أسلوبا إجراميا يمارس من قبل هؤلاء المجرمين خارج حدود القوانين والتقاليد والأعراف وحتى القواعد الدينية وتعليماتها التي ترفض مثل هذه التصرفات اللاأخلاقية.
ختاماً ، نؤكد على أهمية الدور الريادي للمرأة العراقية في بناء وتربية الجيل الجديد من أجل مستقبل أفضل للعراق لذلك ندعو مخلصين كل الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني لإبداء عناية خاصة في معالجة هذه الآفات القديمة التي عادت إلى مجتمعنا العراقي مع الدواعش وهم خير من يمثل التخلف والتأخر.

(تضامناً وإسناداً لنشاطات لجنة المرأة في التيار الديمقراطي العراقي في أستراليا كتبنا هذا المقال)
-;--;--;-



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم لاينفع فيه عض الأصابع! حلول ومعالجات رهينة الانتظار والت ...
- فوضى وتخبط !
- أفكار ثائرة على نار هادئة!
- أديب عراقي ينعي نفسه!
- ذكريات أكثر من مؤلمة .. ! حسوني شهيد عراقي من أصل إيراني . . ...
- شميرام .. مازلت أتذكرحكايتها بألم .. !
- ميزانية الأحرار: أرقام تفتقر لمراعاة الجانب الإنساني
- هل المسألة فيها -إنَّ-.. ؟!
- بإنتظار نتائج الإنتخابات العراقية!
- هوامش على دفتر . . . الإنتخابات!
- عزيزي . . . الناخب العراقي
- ملاحظات إنتخابية تفرضها ضرورات ديمقراطية !
- نحو إنتخابات عراقية ديمقراطية نزيهة
- الإنتخابات العراقية في الخارج .. ملاحظات تنتظر الاهتمام - مس ...
- صليوة !
- جمعية الحجي !
- هل يحارب الإرهاب بالإرهاب؟
- إفعلوا بالأرمن ماتشاؤون!
- يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه
- «خالة سجليني الله يخليكي»


المزيد.....




- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - من سينقذ المرأة العراقية؟