أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسفي برئيل - -التغذية القسرية-: -قيم الاحتلال- هي التي تُملي هوية الدولة














المزيد.....

-التغذية القسرية-: -قيم الاحتلال- هي التي تُملي هوية الدولة


تسفي برئيل

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لا يمكن ألا نمتليء فخرا قوميا بسبب موجة الانسانية التي تهدد باغراق الدولة. والذي لم يتحدث هذا الاسبوع في "تغذية السجناء" وجد نفسه منبوذا من الجماعة. والذي أراد أن يفهم مواد القانون حظي بنظرة مخصصة للزوار من كوكب المريخ. "ينبغي التغذية" أو "ينبغي عدم التغذية". ولا وسط. هذا هو الخط الفاصل الجديد الذي لا يوجد سواه الذي يفصل بصورة مطلقة بين "المستنيرين" و"الظلاميين"، وبين اليسار واليمين، وبين مؤيدي السلام وطالبي ضم المناطق.
هذا هو الصراع الذي سيحدد هوية الدولة لا أن تكون يهودية وديمقراطية بل "مُغذية" أو "غير مُغذية". وهل هي "انسانية بصورة تناسبية" أو دولة بربرية ترى أن تعذيب السجناء وسيلة مشروعة. ويجند خبراء بالاخلاق من الكنيستين أنفسهم ويُجندون ليُبينوا مبلغ كون هذه الخطوة انسانية أو غير انسانية. وقد بالغ خبيران هما البروفيسور يحيئيل بار ايلان من جامعة تل ابيب والبروفيسور ميخائيل غروس من جامعة حيفا اللذان أوضحا أن "الاضراب عن الطعام حتى الوصول الى حد الموت عمل عنيف". لا أقل من ذلك ("هآرتس"، 23/6). ونحن نعرف ما نفعل في مواجهة صراع عنيف. وربما يجدر أصلا أن يُعرّف الاضراب عن الطعام بأنه ارهاب كي يمكن آخر الامر أن نحاكمهم لتنفيذهم عملا ارهابيا وأن نحولهم بذلك من مكانة معتقلين اداريين بلا محاكمة الى مكانة سجناء حظوا باجراء قانوني.
يمكن أن نتساءل ايضا عن موقف الهستدروت الطبية التي تساوي التغذية قسرا بالتعذيب. قال الدكتور ليونيد إدلمان محذرا: "لن يتعاون اطباء اسرائيل مع القانون. فهذا اقتراح غير اخلاقي أو مهني أو عملي". فلو كان غير اخلاقي "فقط" فهل كان يُعاون؟ وليس من الفضول أن نذكر ايضا الاخلاقية الخالصة التي صاحبت في سنة 2008 الافراج عن المعتقل عمر أبو جريبان من مستشفى شيبا موصولا بابرة حقن للتغذية ضعيفة. وكان افراجا طُرح بعده ببضع ساعات قرب أحد المفترقات حيث مات. وحُقق مع رجال الشرطة وعوقبوا، لكن ماذا عن الاطباء الذين سرحوه؟
وماذا عن التقرير المرعب الذي نشرته منظمة "اطباء بلا حدود" الذي يصف بالتفصيل التعاون بين اطباء ومحققي "شباك" مثل اعطاء موافقات طبية على الاستمرار على التحقيق والتعذيب برغم حالة المحقق معه الصعبة؟ لا يوجد في هذه "الاخلاق" بالطبع نقاش عام ولا تصريحات لاذعة لخبراء ومختصين ايضا. فلماذا يوجد في التغذية قسرا على الخصوص؟
لأنه لا صلة ألبتة بين تغذية السجناء الفلسطينيين قسرا والانسانية أو الاخلاق. أو كما قالت عضو الكنيست ميري ريغف بصدق يميزها: "ليموتوا في بيوتهم اذا أرادوا". لكن ليس عندنا. ليست التغذية قسرا عملا في انقاذ معتقلين تتعرض حياتهم للخطر بل هي فقط درع واقية سياسية تنزلق عنها المواجهة الاخلاقية الحقيقية للاعتقال الاداري الذي هو علة الاضراب عن الطعام. كم هو مريح الانتشاء في الجدل في المعنى المأساوي لادخال أنبوب التغذية الى أنف السجين في حين لا يثير مجرد كون الشخص معتقلا اداريا أية فكرة.
ترمي التغذية قسرا الى رسم حدود المسؤولية. فالذي يحدث في المناطق متروك للمناطق أما هنا فسنكون انسانيين. ولن ندع الاحتلال يُدخل قسوته بين ظهرانينا. سنتجادل حتى الموت في أنه كيف وهل من المناسب انقاذ مضرب عن الطعام، ألسنا انسانيين، لكننا لن نتجادل في علة اضرابه واعتقاله لأن هذا متروك "للشباك".
بيد أن صرف الجدل عن الاعتقال الاداري وعن التعذيب وعن ظروف السجن الى التغذية يشهد مثل ألف شاهد على أن "قيم الاحتلال" هي التي تُملي هوية الدولة. فبمساعدتها نحدد ما هي الاخلاق وما هي القيم وما هي الحقوق وما هو التعذيب "المناسب" وما هو مجرد التعذيب. وهكذا أصبح الفلسطينيون هم مُشرعي اسرائيل الحقيقيين.



#تسفي_برئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة ترعب اسرائيل
- أين المال يا لبيد؟ انه في الاحتلال
- -فلسطين؟ نعم!-
- أصبح جنوب افريقيا هنا
- أسرار التسليح العراقي حسب المصادر الإسرائيلية
- من دون عَلَم اسرائيل في بغداد
- وعندئذ ظهرت قطع السلاح في مياه دجلة .
- بعد الانتصار على صدام حسين
- الولايات المتحدة لا تستطيع خسارة السعودية عشية حربها ضد العر ...


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسفي برئيل - -التغذية القسرية-: -قيم الاحتلال- هي التي تُملي هوية الدولة