أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عابدين - صراع مع الانا














المزيد.....

صراع مع الانا


عصام عابدين

الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 22:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد إنقضاء قدر لا بأس به من رصيدي في سنين الحياة , جلست داخل احد الصندايق الخراسَنية لفترة زمنية اعجز عن ادراك حدودها بدقة , فترة كانت تنطوي على عمل مكثف لجهاز الادراك خصتي , مما ادي الى حدوث ما يشبه ماس كهربي بين اطراف الادراك تسبب بعكس نظام التشغيل خاصتي بالكامل , أصبحت اري اشياء لم اراها , ولا اري ما كنت اراه , لا اعني الرؤية البصرية فقط وانما اعني رؤية الكل شيء حتي الافكار , المشاعر الخ .
في البداية كنت اشعر بالاسف لما حدث , ولسان حالى يحدثني عن عجزي على تحمُل قدر اضافي من الريبة يكفيني ما يُحيطُني منها , لكن سُرعان ما أندفعت مُتطفلاً بالنظام الادراكي الجديد على الجانب اللامرئي من العالم , وذلك لما اصابني من انبهار أثر ما ادركت من كمية مشاعر وافكار مهولة تتدفق من هذا الكوكب , وساقني التطفُل الى اكتشاف بعضها او ربما مُعظمها , التي كانت على قدر عظيم من السخافة , لكني تابعت البحث بلهفه وكأن الامر ليس مجرد عبث او مجرد استكشاف , حتي قابلتني احدي افكاري , يبدو من سعادتي بأيجاد شيء يخُصني في كومة السخافة هذه اني كنت اتطلع لإيجاد شيء كهذا من البداية , وفى لهفه بادرت بمحاولة تمييزها , لكن فاجئني احدهم لاول مره بمثوله امامي فجأةُ وكأنه خرج من لاشيء , او انه كان موجود لكن دون ان يظهر نفسه , فكرت بالهرب للوهله الاوله حيث اني ظننت انه سيُعاقبني لما اقترفت من افعال خسيسة بالتطفل على افكار ليست ملكي , لكن لا اعتقد ان منطق الاختباء او الهرب كان سيُساعدني فى هذا الواقع الجديد اللامنطقي فحين كنت مازلت احمل معي بعض المنطقيه من عالم المنطق , ولذلك حاولت تملُقه بالاعتذار وتدعيمه ببعض الحجِج المُقنعه , أخبرته ان حب التطلع والاستكشاف مدفون فى ذاتي , هو أحد الشيَم التي اعجز عن التخلص منها , وانا فقط كنت احاول اشباعه الان ولاحقاً سأتخلص منه , انا اعرف كيف سأخلص نفسي منه جيداً ولكن صبراً علي يا سيدي من فضلك .
شعرت لما اتاح لي من فرصة للتعبير والحديث اني اسير على طريق النجاة , فتابعت بأني لا أحب ان أتطفل على خصوصية احدهم , انا انسان سوي يحب الخير , وداومت على نفس المنوال حتي قطع صمتُه صارخاً " كفي كذِباً , توقف عن محاولات تضليلي كما يحدث معك . وأدعاء النُبل والمثالية فى لحظات تطيل منها لتُدبر فيها وسيله للتخلص مني والهرب الى عالمك اللامنطقي مره اخري " .
تعجبت , لكن الاهم اني أدركت انه كشف امري , ولذلك تراجعت عن فكرتي الأولي وبدأت اولاً بأنكار التهم الموجهه اليٍ بـ " لا يا سيدي انا لا احب الجميع ولا يمكن ان أفكر فيك على هذا النسق " ثم سلفت ذلك بأعتذار وصمت ,
فلم يتحدث ودام الصمت فتره , أردت الخروج من تلك الحاله الكئيبة فتطرقت للحديث مره اخري ليس بغية الوصل الى شيء معين سوي انهاء الصمت , فسئلته عن نفسُه , " ماذا تفعل هنا - من انت ؟ " ربما يكون واقعة أليم وتهويني عليه يحميني منه .
صمت قليلاً حتي ظننت انه لم يسمعني , وفى اللحظه التي اهتز فيها لساني ليُكرر السؤال مره اخري , اجاب بـ انه صاحب السلطه فى عالمي , و من يدير اموري "
خُيل لي انه معتوه من المعاتيه مُرددين العبارات الفارغة التي لا تحتوي سوي على غرور وكبر , طوال الوقت , لكن لم اظهر ذلك واجبت بتودد " وكيف ذلك " ؟
قال " كنت اعتقد انك من سيُجيب على هذا , فأنت ادري بنفسك اليس كذلك ؟ انت تعرف كل شيء عنها ولذلك فأنت لا تعرفها "
سئلت في شيء من الدهشه " عما تتحدث - من انت " ؟
اجاب بلهجة تعتريها الجديه , تسيطر عليها السخرية وهذا اكثر ما تيسر لي ادراكه منه , اما الباقي فكان مجموعة من الالغاز لم تبعث في اي فكرة متماسكه سوي انه يود ان يشير بـ " أنه , انا " .
اجبت سريعاً في زي المُغفل وانا اضحك وكأنها دُعابة ," ومَن انا الان يا ايها العارف , بعد ان اصبحت انت انا " ؟
اجاب بجدية هذه المره وهو متعجب " اتعتقد نفسك "انا" , كلا يا هذا لا يمكن لك ان تستخدم مثل هذه الألفاظ لتصف بها نفسك , انا "الانا" اما انت فمجرد شيء فى عالم الاشياء , يثرثر طوال الوقت عني وكأنه يعرفني حق معرفة , لكنك لا تعرف عني شيء , انت فقط تثرثر بما تجده منطقي بمنطق عالمكم المريض الذي دفعك لأنكاري الان , بعد ان وخزك مرضُه " .
وتبع حديثه هذا لحظات من الصمت او ربما اكثر من لحظات , لكني عجزت عن الحديث حينها , حتي ادركت أن الهدوء قد طال بعد صمته فبادرت بالسؤال عن دليل على صحة ما يقول ؟
فأجاب بعدد من الاسئلة " ماذا تحب - ولماذا " ماذا تكره - ولماذا " ؟
ودائماً ما كنت اجيب سريعا عن الجزء الاول من السؤال وأعجز عن الرد على الجزء الثاني من السؤال , تعسرت لماذا علي , لكن حتي لا اخسر فرصتي في اثابات اناي المستقل فتفوهت ببعض الكلمات لكن سرعان ما لاحظت انها غير مؤثره فأنصرفت للصمت .
حتي اجابني هو عن لماذا , بأنه العلة لذلك الحب او الكره , او لجميع الاهواء , هو لماذا يهوي لانه من يهوي , هو يعرف نفسه حقاً.
شعرت بأني لم اخطيء فى اعتقادي الاول به , يبدوا انه معتوه مغرور فى نفسه يعتقد انه علة كل معلول وحل كل مُعضلة , وانا اعذرُه حقيقةً على ما وصل اليه , يبدو انه هنا فى هذا العالم العجيب منذ فتره يتعسر ان توصف بأنها زمنيه بعد ان تجردت من بعد المكان . والمنطق فلا عجب ان يتجرد من المنطق هو الاخر .
ولذلك فقمت بالسخرية منه وطالبته بالرحيل عني , وعندما لم يتحرك بدأت انا , لكنه ظل يتبعني رغم كل ما توجهت به لُه من لعنات وسب , ولذلك حاولت سلك طريق اخر لإبعادة , فاندفعت نحو مسرعاً لادفعة وانا اردد اغرب عني ايها المغفل ومغمض عيناي خوفاً من رد الفعل , لكن رغم خوفي اندفعت حيث لم أعُد اتحمل قدر اضافي من الترهات , حتي اضفي صوت صاخب على صوت صراخي , صوت شبيه بتحطيطم الزجاج , ظللت مغمض عيناي لفتره اخشي ان اكون قد اصابته بضرر , انا فقط كنت اريده ان يتوقف عن التفوه بترهاته تلك والغروب عني , لم ارد ايذاءُه .....



#عصام_عابدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة التحرش
- عوائق وهمية
- شُحنات مَنبوذه
- عن دحض الواقع والانا المثالي
- نرجسية غريزة الموت
- الاديان التوحيديه والثقافه الهيلينيه


المزيد.....




- بيسكوف يؤكد عدم وجود أساس للتفاوض مع أوكرانيا.. ويعبر عن الا ...
- الفصائل المسلحة السورية تتقدم وتقترب من حماة واشتباكات عنيفة ...
- ناصر: رحلة الأمل من غزة إلى حياة جديدة في بورتلاند
- كأس ألمانيا ـ ليفركوزن يقصي بايرن عقب واقعة طرد تاريخية!
- بمشاركة RT.. العاصمة الليبية تستضيف -أيام طرابلس الإعلامية 2 ...
- ماكرون يرد من السعودية على دعوات استقالته ومغادرة قصر الإلي ...
- بيدرسن يدعو إلى نزع فتيل التصعيد في سوريا ويؤكد عدم وجود حل ...
- المجموعة العربية بمجلس الأمن تدعو إلى حل الأزمة في سوريا بقي ...
- كييف تكثف مساعيها للانضمام إلى الناتو قبل تولي ترامب السلطة ...
- شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عابدين - صراع مع الانا