شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 12:59
المحور:
القضية الفلسطينية
حول تصريحات محمود عباس في جدة
شاكر فريد حسن
أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر جدة ، الأسبوع الماضي ، في أعقاب اختفاء ثلاثة من المستوطنين ، بخصوص التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، ردود فعل سلبية وغاضبة في الشارع الفلسطيني ، خصوصاً في الضفة الغربية ، وبين الفصائل الفلسطينية ، التي رأت فيها تصريحات مشينة تسيء للنضال الوطني والمقاومة الفلسطينية وبمثابة خدمة مجانية لحكومة الاحتلال ، ودعماً لعمليتها العسكرية واسعة النطاق بحثاً عن المستوطنين المختفين أو المختطفين ، الذين لم تعلن حتى هذه اللحظة أية جهة فلسطينية مسؤوليتها عن الاختطاف ، في الوقت الذي تلقى فيه عباس صفعة قوية من نتنياهو برفض المصالحة معه ..!
ولا شك أن تصريحات عباس وتهديده أبناء شعبه ، ودفاعه الشرس والمستميت عن مصالح إسرائيل الأمنية ، تظهره فاقداً للشرعية وخائناً لمصالح شعبه وخارج الإجماع الوطني والشعبي الفلسطيني ، ومتملقاً لساسة وحكام إسرائيل .
وهذه ليست المرة التي ينزلق فيها عباس ويلقي بالكلام على عواهنه دون تروٍ ، ناسياً أنه رئيس وقائد لشعب يطمح ويحلم بالتحرر والاستقلال . ويبدو أن خرف الشيخوخة أصابه وأثر عليه ، ولم يعد صالحاً لقيادة شعبه الرازح تحت نير القهر والظلم والحصار الاحتلالي .
وعباس بتصريحاته هذه ، التي تأتي في إطار ما يسميها بـ "السياسية العقلانية" يغرد خارج سرب شعبه وقواه الوطنية والفصائلية ، وكان من واجبه ومسؤوليته أن يتحدث في مؤتمر جدة عن معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار المتواصل ، وعن إضراب أسرى الحرية ، ويدين عمليات القمع والبطش والاعتقال التي تقوم فيها سلطات الاحتلال ضمن حملتها العسكرية الواسعة ، التي سارعت إلى شنها الحكومة الإسرائيلية بحثاُ عن المستوطنين الثلاثة ، بدلاً من تهديد ومعاقبة أبناء شعبه .
إن خطاب عباس يتناقض مع المواقف الشعبية والوطنية الفلسطينية بخصوص التنسيق الأمني ، ويشكل صدمة للوعي الفلسطيني ، ويلحق الأذى بالقضية ، ويشوه نضال شعبنا الثوري لأجل الحرية والهوية وبناء وطن الغد السعيد ، وتهديداته لا مكان لها في الحالة الفلسطينية . وكنا نتمنى لو إننا لم نسمع مثل هذه التصريحات ، التي بتنا نخجل منها ، وخاصة إنها تصدر عن زعيم ورئيس للشعب الفلسطيني .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟