النظام العراقي محبط من نتائج محاولته الانفتاح على المعارضة

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 328 - 2002 / 12 / 5 - 03:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

      4/12/2002
[email protected]
[email protected]

                  .

  بسرعة غير متوقعة ،حل الوجوم والإحباط على المسؤولين العراقيين  وذلك لأن جهودهم التي بذلوها من أجل إشاعة أجواء من الرغبة بـ "الانفتاح "على المعارضة لم تحقق المطلوب منها وانتهت الى الفتور إذ لم تتجاوب أية جهة أو قوة من قوى المعارضة ذات الوزن والتأثير مع النداءات والتصريحات التي أدلى بها بعض المسؤولين ، مستعملين وجود ما عرف بـ"وفد التحالف الوطني" كطُعم  لإطلاق أنباء عن تشكيل لجنة هدفها صياغة "دستور جديد " ،وإبداء استعدادات علنية للتحاور مع كل أطراف المعارضة عدا تلك التي ترتبط بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة الى تذكير الناس ،بعد ثلاثة عقود قضاها النظام في تدمير كل أشكال الحياة السياسية والفكرية المخالفة لما يريده النظام وما يعتقده ، بأن حزب البعث لا يؤمن بنظام الحزب الواحد !!      
      وتقول الأنباء الواردة من بغداد  أن قرارا صدر من أعلى المستويات في الحكم  يطلب من "بيت الحكمة "، وهو مركز أبحاث  متخصص ويرتبط مباشرة بالرئاسة ،تقديم دراسة تقييمة عاجلة حول الموضوع . ومن الجدير ذكره أن هذا  المركز كان معنيا بهذه القضية  ومتابعا لها منذ فترة ، كما أنه  قام بتنظيم ندوة شارك فيها طارق عزيز مع ممثلي وفد "التحالف" حيث جرى الحديث عن التعددية وحرية الصحافة والحوار مع الأطراف الأخرى بحضور جمع من المهتمين وأساتذة الجامعات والوجوه السياسية . ويقول بعض المحللين والمراقبين ، أن  ثمة اتفاقا على ضعف أداء أعضاء الوفد القادم من الخارج كان قد تكشف للعيان منذ اللحظة الاولى لوجودهم في بغداد ، إلا أن البعض الآخر يرى بأن ما ضخم سوء أداء الوفد وأفقده الصدقية الى أبعد حد  هو ما أبداه النظام من إصرار على جعل "المعارضين" القادمين من الخارج يتصرفون وكأنهم أعضاء في حزب البعث، جاءوا ليكيلوا المديح للنظام ويشيدوا بصدام حسين ويؤكدوا على عدم وجود أي شئ يمكن ان ينتقد لافي الجانب الاقتصادي ولا السياسي ولا في أي مجال . إضافة الى تأثيرات  حملة الشجب والإدانة التي قادتها قوى معارضة في الخارج وخاصة  تلك التي  عرف عنها معاداتها للعدوان الأمريكي الوشيك على العراق وللدكتاتورية معا ولهذا لم يكن من السهل التشكيك بصدقية ما أبدته هذه القوى من شجب وإدانة  .
  وقد تساءل باحثون في مركز " بيت الحكمة " عما  إذا  كان النظام قد ساهم في قبر الوليد الذي قرر إنجابه في آخر العمر، فأغلق بذلك الطريق على كل احتمال قد يراود قوى أو شخصيات قد ترغب في محاورة النظام ، ويذهب بعضهم الى البحث عن إجابة حول ما إذا كان من سارعوا بالعودة الى العراق بمجرد سماعهم صوت المنادي قد "احرقوا" فعلا  ، أم انهم مازالوا يستطيعون تأدية أي مهمة في الخارج ، وبالذات مهمة محاولة إقناع معارضين آخرين بالعودة وتجربة طريق "الحوار" . غير أن الغالب هو التشكيك في نجاح هؤلاء ولهذا فقد يبحثون عن خطوات أخرى إضافية  قد تساعد في إعادة تعويمهم وتدارك جزء من الخسارة وقد تكون من هذه الخطوات إطلاق سراح قسم من السجناء السياسيين خلال عيد الفطر ، أو أن يبادر صدام حسين الى استقبال الوفد  قبل مغادرته العراق .
  غير ان العارفين بصدام حسين يعتقدون ان الاحتمال الثاني ربما يكون مستبعدا من جانبه لأن صدام حسين معروف بحذره من المجازفة بوزنه على قضية تبدو خاسره ، وهو قد يفكر بإعادة تقييم إجمالي لما أقدم عليه في الأسابيع الماضية ، وخاصة قرار العفو الناقص وتداعياته المعاكسة، وسوء تقدير حقيقة ووزن الأشخاص الذين جرت دعوتهم من الخارج على أمل أن يمثلوا إعلانا عن بدء طريق الانفتاح . وبما يكون قد شم  فعلا  رائحة الهجوم الذي أطلقته الحكومة البريطانية مؤخرا على جبهة حقوق الإنسان ،مما يعني أن نذر مواجهة أخرى غير تلك المتعلقة بالتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل بدأت تطل برأسها وكل ما تقدم سيجعل صدام حسين أميل الى الاقتناع بأن ( الشق جبير والركعه زغيره ) ولأنه يتطير من خطوات الانكليز ،ويعتبرها مفعمة بالخبث ، فهو سوف يعطي نفسه وقتا أطول للتفكير قبل أن يقرر الخطوة التالية .
  و تقول الأنباء أيضا أن بعض المسؤولين في النظام الشمولي صاروا يتندرون في جلساتهم الخاصة ، واصفين تجربتهم القصيرة مع "الانفتاح" بأنها (صراع ما بين الطبع والتطبع ) وبعضهم يستعرض وقائع زيارة "وفد المعارضين " معتبرا إياه بمثابة (( دوسة على تخته جرك !)) ..
  و خلاصة القول  ،فإن القنوط والسخرية السوداء هي التي تخيم الآن في أروقة ومكاتب المسؤولين في بغداد  بعدما ظنوا بان مظاهر "الانفتاح" قد تعوض عن ثقل الاستباحة التي يمارسها المفتشون الدوليون على قلوبهم ، فكان ظنهم في غير محله .

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل