أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاهم إيدام - ( كلاشنكوف )














المزيد.....

( كلاشنكوف )


فاهم إيدام

الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 15:04
المحور: سيرة ذاتية
    


( كلاشنكوف )

لقد أخذت في حياتي جائزتين في الرمي بها..

في أعالي محافظة صلاح الدين وبالقرب من مرور جبل حمرين الكريم كان هنالك ميداناً للرمي وكنّا الجنود الذين سوف نُختبر فيه..، في هذا الميدان أخذت جائزتي الاولى.. ليست الاولى في حياتي لكنها الاولى في حياتي وتلك الآلة ذات التاريخ الاعلى شأناً من الآلات الاخرى على الاطلاق... البندقية ، كانت كلاشنكوف نصف أخمص.
في الساعة الخامسة صباحاً وفي بردٍ يعذب الاطراف ساقنا ( زيل يكَح ويضرط ) من مقر فوج 14 في منتصف المسافة ما بين تكريت وبيجي.. الى أعالي صلاح الدين،

لم أكن مهتماً بالطريق من شدة البرد، قرفصنا أنا وصديقي التركماني أحمد الجميل جداً والمعذب من جراء جماله لكثرة الشاذين في الجيش، ولم أقف على قدماي الا بعد دخولنا الميدان.
كان الاختبار أن نرتدي الاقنعة الواقية من الضربات الكيمياوية.. ونضع نظام البندقية على الرمي بصيغة ( الصلي ) وهي الصيغة التي يطلق بها الرامي على الاقل طلقتين ان كان مدرب الى حد ما.. وثمان رصاصات لا أكثر في المخزن.

كان الميدان من الميادين الحديثة والاهداف به تعمل على تحسس عال بحيث أنها اذا اصيبت بالرصاصة تنسطح على ظهرها لمدة عشر ثوان ثم تستقيم ثانيةً..

بعد أكثر من اربع ساعات انتضارا لدوري فهمنا أن هذا الاختبار سيكون باشتراك السرايا تباعاً وتحت اشراف آمر الفوج وآمر اللواء وقائد الفرقة.
نزلت في خندق الرمي.. كان الهدف على بعد 100 متر، وعندما ارتديت القناع حدث أن بخار أنفاسي ملأ زجاجتي العينين فلم أعد أرى، جاء الايعاز وسمعت الجنود المجاورين يبدؤون صلياتهم الاولى ولكنني لم أتمكن من رؤية الهدف..
صرخ بي آمر فصيلي الذي كنت القبه بالمخنث وجرجر هذا علي ويلات كثيره.. فقلت له بأنني لا أرى شيء..
قال إفعل شيء يا حمار... قلت له سأفعل يا حمار..
أرخيت جانباً من القناع بحيث يدخل الهواء الى الداخل فبدأ البخار يزول من الزجاج وبدأت أرى هدفي... ثمان رصاصات.. تذكرت.. عندها كان الآخرون يطلقون صليتهم الاخيرة.
وجدت نفسي بمحض الصدفة وحدي في الميدان.. أطلقت أول صلية لي وقد نفذت رصاصات الزملاء.. نزل الشبح الاسود ( الهدف ) وقام بعد عشر ثوان..
رصاصاتي الثمانية أنزلت الهدف ثلاث مرات، بعد أن عدنا الى مقرنا عرفت بأن أعلى إصابة كانت ثلاث اصابات.. وهناك ثلاث جنود فقط استطاعوا فعلها.

عند الغروب جاءني من يقول أن آمر الفصيل يريدني في غرفته حالاً، ذهبت واستقبلني كالعادة بتكرار كراهيته لي وأنه في يوم من الايام سيقتص مني نهائياً
ابتسمت له وقلت ( هسه شتريد ) قال اذهب يا حيوان الى بيت آمر الفوج فهو يريدك..
قلت لماذا.. قال لآن الله يعطي الجوز للذي بلا اسنان.. وأنت من دون البشر أصبت الهدف ثلاث مرات اليوم وكانت هناك أصابتان أخريان فقط على مستوى اللواء بنفس العدد..، طبعا انت لا تستحق شيء ولكن اعتقد أن لك جائزه.
مشيت باتجاه الباب فانقرص ملازم قيصر كالعادة فاستدرت فورا وأخذت له التحية وقلت أنا لم أنساك سيدي في التحية... ولكن قلت آخذها لك بالقرب من الباب أفضل.. نظرني بحقد وأنا أخرج مسرعاً.

وفعلاً.. دخلت على آمر الفوج لأجد عشر دنانير عراقيه ( والحسن ابن الهيثم شاهد ) وخمسة أيام للاستراحة في البيت.

في الجزء الثاني سأحكي لكم عن الجائزة الثانية التي أخذتها في الرمي بالكلاشنكوف.

****



#فاهم_إيدام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( تعذبني اللغة )
- (مقهى الديكة الرومية)
- ( ثرثرة )
- ( في حالة استرخاء مع الله )
- ( نصوص قصيره )
- أيام خرسانية
- عود على شيء من هذا القبيل
- ( غمزة عين )
- ( وجه )
- ( قافله )
- ثلاث نصوص جاء بها الليل
- ( أنت يا من تصطاد في السطوح )
- ( مقدّمة زنزانه )
- ( تداعيات )
- ( الساموراي المسافر )
- سأمنح نفسي
- كل مساء
- ( زوبعة الألوان )
- مزج الدموع بالمطر
- في سحب صفة الشهيد من الزعيم عبد الكريم قاسم


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاهم إيدام - ( كلاشنكوف )