أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - قفوا حدادا على العراق















المزيد.....

قفوا حدادا على العراق


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لنقف جميعا ًساعة حداد على العراق !!!!
رشيد كَرمة
لم أكن مُستغرِبا ً , لا بل لم اُُفاجئ بما ترشح من مقترحات بشأن الدستور العراقي الموعود , سيما وان لجانا ً قد تشكلت هنا وهناك مهمتها مناقشة مسودة الدستور المقترح , وكتابة البديل وإلغاء هذه الفقرة وإضافة تلك والمبررات والأسباب الموجبة لهذا وذاك , فلقد جمعتني الأيام مع عدد ممن يحملون الهم العراقي , وناقشنا أهمية ان تعتمد اللغة الفارسية كإحدى اللغات القومية في الدستور , ولا أرى من اللياقة الأدبية في الوقت الحاضر ان نناقش هذه الفقرة , سيما وان مسودة الدستور المقترح , تضمنت ما هو أقبح , واشد جورا من الظلم نفسه !!
وسنكتب عن الدستور بعيون علمانية ٍ, عراقية ٍو بذهنية ٍتقدمية ٍ معاصرة ٍ تحترم الأرث الحضاري لوادي الرافدين وتضحياته الجمة على مدى مراحل التاريخ .
ولابد من التنويه لمن يصر على الثبات في موقع اليمين واليمين المتشدد ان لا وقت للمحاكاة والمجاملة فهذا آوان القطف , والدستور العراقي الجديد سينظم علا قة الفرد والمجتمع والدولة والعالم وبناء دولة القانون تتطلب دائما التفكيربصوت عال حتى وان دخلنا في أتون حرب مع الآخر الذي سيحتمى بالدين حتما وبالطائفة سندا ً وعندها سيكون لليسار الغلبة لأن للديمقراطية مستحقاتها واهمها الحريات الأساسية ولوائح حقوق الإنسان التي تتجاهلها مسودة الدستور العتيد والذي لايعدو عن كونه أمرا ً من الوالي , او الولي الفقيه , وحيث وردت في المادة الخامسة عشرة : للمرجعية الدينية إستقلاليتها ومقامها الإ رشادي كونها رمزا ًوطنيا ًودينيا ً رفيعا ً .
وستكون بهذا المعنى بعيدة عن سلطة القانون الذي يجب ان يكون فوق الجميع.سيما وان للمرجعية دور سلبي أثناء الإنتخابات السابقة !!!!!
ولقد كتبنا كما فعل غيرنا من مغبة الإصرار على اعتبار الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع ولكن هنا تكمن الخطورة من الإذعان للإملاءات المفروضة علينا من الغير !!!
فلقد جاءت المادة االثانية من مسودة الدستور المقترح :الإسلام دين الدولة الرسمي ,وهو المصدر الأساسي للتشريع ..ولا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابته و أحكامه ( ثوابته المجمع عليها ) هكذا جاءت ..ماهي وكيف تٌحدد وماهي حدود الخلاف فيها وآلية تطبيقها .. فهذه فقط من مهمات رجال الدين الإسلامي والراسخون في العلم ...رشيد كرمة ,, الإضافة مني ويصون هذا الدستور الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي ( بأكثريته الشيعية وسنته ) ويحترم جميع حقوق الديانات الأخرى.
ولقد جاء في المادة الأولى تعريف الجمهورية العراقية ( الإسلامية الإتحادية ) بأنها دولة مستقلة ذات سيادة , نظام الحكم فيها جمهوري ديمقراطي إتحادي فيدرالي .
ولا أدري كيف وصف الأسلامية الإتحادية مع ديمقراطية , رغم ان الإسلام المصدر الأساسى للتشريع وهو ما يعارض النهج الديمقراطي جملة وتفصيلا .
ولقد حفل فصل الحقوق الأساسية والحريات العامة , الباب الثاني , المادة السادسة بقوانين في غاية الرجعية والظلامية وهي لاتختلف عن القانون السعودي وحتى عن فكر بن لادن وطالبان , وسنعود لهذه المعضلة التي تنسف كل نضالات الحركة الوطنية وتحديدا ً نضال المرأة على مر العصور , حيث جاء النص كما يلي : تكفل الدولة الحقوق الأساسية للمرأة ومساواتها مع الرجل في الميادين كافة طبقا ًلأحكام الإسلام والشريعة الإسلامية , وتساعدها على التوفيق بين واجباتها نحو الأسرة وعملها في المجتمع .
ولابد للمتتبع بالشأن العراقي ان يعي دور المرأة العراقية وما حققته على أكثر من صعيد سواء من ناحية الأحوال الشخصية أو تواجدها الأدبي والفني والسياسي , ومن هنا سيكون لحرية المرأة وما كسبته جراء نضالها محور الصراع مع القوى الرجعية التي تستعين بالنصوص الدينية وستلوح بالسيف لمن يعارضها , لذلك لا بد من شحذ الهمم , وتنظيم المسيرات الإحتجاجية ومناشدة المنظمات العالمية التي أتاحت الفرصة لأعتلاء رجال الدين سدة الحكم في العراق , لبعث دكتاتورية من نمط جديد بثوب جديد , وهي معركة لاتقل عن المعارك التي شهدها العراق منذ غابر التأريخ , ولأن تعرض الشعب العراقي الى غزوات بربرية وهمجية فإنه سينهض منها منتصرا ً بقوة إرادته وتعاطف العالم المتحضر الذي يسير قدما الى الأمام ولعل الشارع العراقي , يتطلع الى موقعنا من حيث اننا أقرب الى العالم الذي لابد ان يسمع موقفنا مما يجري من هذا الهجوم البربري الذي جاء ليكمل ما بدأه هولاكو بسلسلة الذبح والقتل عام 1258ميلادية حين حاصر المدينة (بغداد ) وضرب اسوارها بالمنجنيقات ثم ذبح جميع الذكور فيها , وسقط فيها مليون وثمانمائة قتيل , ولم يخرج منها إلا بعد ان ثقُل الهواء فيها بما حمل من كريه الرائحة , رائحة الجيف المنتفخة واشلاء القتلى المطروحة في شوارع المدينة ,, كما ذكرت كتب التاريخ .
بعد خمسة وثلاثين سنة فقط عاد حفيد هولاكو , تيمورلنك الى بغداد , فدخلها , وقتل عشرات الآلوف من السكان , وعذب الأحياء في شوارع المدينة لأنتزاع أموالهم .
بعد عام واحد ضرب السلطان أحمد حصارا ًحول المدينة , ودخلها عنوة , وأرتكب مجازر راح ضحيتها هذه المرة جنود تيمورلنك ,,,,,ثم عاد تيمورلنك الى بغداد فحاصرها أربعين يوما ً , وبعد قصف شبه يومي بالمنجنيقات والنار , دخلت قواته المدينة , وأمر بابادة سكانها , فأقيمت في بغداد عدة أبراج من رؤوس القتلى بعد هدم وتدمير منازل المدينة وجوامعها , واضطر تيمورلنك الى مغادرتها بسبب رائحة القتل وفساد الهواء !!!!
أعاد العراقييون بناء مدينتهم من جديد , ولكن بعد سبع عشرة سنة فقط سقطت بغداد للمرة الرابعة بعد أن حاصرتها جيوش قرة سيف التي قادها ابنه محمد شاه الذي أسس في بغداد دولة الخروف الأسود التركمانية , وقام التركمان بقتل بقتل جميع سكان بغداد من العرب , واندلعت أزمة بين أولاد قرة يوسف وهما محمد الذي حكمها ثلاثة وعشرون عاما وأخوه أسبان , الذي حاصر المدينة عدة أسابيع تمكن بعدها من دخول بغداد فذبح جميع القوات الموالية لأخيه ونفذ حكم الإعدام به !!!!!!!!!!!!
بعد أقل من تسع سنوات سقطت بغداد للمرة السادسة , حين حاصرها السلطان جهان شاه ستة اشهر أكل خلالها سكان بغداد القطط والكلاب , وقام السلطان بتدمير المدينة وتخريبها وتحريقها قبل ان يعين إبنه , بير بوداق واليا عليها , وبعد اشهر قليلة أعلن بير بوداق الإنفصال عن ابيه السلطان , جهان شاه , حاكم تبريز , فغضب الأب فتوجه بجيش جرار الى بغداد وحاصرها سنة كاملة , أكل خلالها الناس بعضهم بعضا ًجوعا ً , لتسقط بغداد للمرة السابعة , وقام السلطان بقطع رؤوس وخصي جميع الذكور وأعدم إبنه بير بوداق بعد تعذيبه وعين على المدينة الوالي محمد الطواشي , وبعد سنوات قليلة حوصرت بغداد للمرة الثامنة من قبل جيوش مقصود بن حسن الطويل الذي كان يمثل قبائل تركمانية , واقام دولة الخروف الأبيض , وقام كالعادة بذبح وقتل ما تيسر من سكان بغداد .
السقوط التاسع تم على يد إسماعيل الصفوي الذي ذبح جميع سكان بغداد من السنة , وهدم قبور ائمتهم , ولم يتركها إلا بعد ان عين خادمه خليفة عليها وأطلق عليه لقب خليفة الخلفاء , للسخرية .
أما السقوط العاشر فتم على يد ذو الفقار بن علي وهو كردي , وقد تمكن هذا القائد بمعاونة إثنين من إخوته من تصفية النفوذ الصفوي , وقتل جميع الأسرى , وبعث الى العثمانيين يطلب منهم العون , مما أثار غضب شاه إيران , طهماسب من سقوط بغداد بيد الأكراد حلفاء خصومه العثمانيين , فتوجه على رأس جيش جرار الى بغداد , ورغم انه حاصرها عدة أسابيع , ألا أنه لم يتمكن من دخولها إلا بعد أن اتفق مع الأخ الأكبر للوالي الكردي ذو الفقار , حيث قام الأخ بفتح أبواب بغداد ليلا ً للجيش المعادي الذي إرتكب مجازر في المدينة ولم يغادرها الا بعد تعيين الاخ الذي غدر بأخيه واليا ًعلى بغداد , وأطلق عليه لقب , سلطان علي ذو الفقار كش , أي قاتل ذو الفقار وكان هذا هو السقوط الحادي عشر لبغداد .
وفي عام 1534 حاصر السلطان العثماني سليمان بغداد وتمكن بسهولة من إقتحامها , وقتل بقايا الصفويين فيها , وأمر بإعادة بناء الأماكن الإسلامية السنية التي هدمت , ومنها قبر ابو حنيفة وبنى على القبر قـُبة كبيرة لا تزال الى اليوم مزارا ً للمسلمين .
حوصرت بغداد بعد ذلك من قبل الأنكشاريين والعثمانيين والإنكليز , وآل حكمها إلى الهاشميين الذين نصبوا المشانق للعمال والتنويريين , حتى جاءت ثورة الشعب , ومسكت بزمام الأمور , غير ان الدعي بن الدعي , عبد السلام عارف ومن معه من القوميين العرب , تآمروا على العراق وعلى الشعب برمته وكان ماكان من حمامات الدم وإغتصاب وقهر وسجون !!!؟؟؟
واليوم إذ يدخل العراق ويسقط في دوامة الإحتلال الأمريكي ووفق القرار1483 الصادر من مجلس الأمن وبموافقة هئية الأمم المتحدة نتيجة السياسة الهوجاء والطائشة لزمر البعث الباغية , تستغل الجماعات الأسلامية _ سنية وشيعية هذا الوضع المنفلت , لتشيع الأولى إرهابها على الجميع وضد الجميع , وبالتحالف مع القتلة ممن هم خارج التأريخ الإنساني ؛وحتى كادوا أن يربطوا بجدلية ان لافرق بين الإسلام والإرهاب , وفيما يحاول الشيعة وكردة فعل على مظلوميتهم , أثناء حكم الطاغية صدام حسين , التمسك بخيوط اللعبة السياسية , والتعامل مع الشيطان الأكبر , يسوقون البلاد من حيث لا يدرون الى قرون سحيقة , من خلال الإصرار على نهج ولاية الفقيه , وان بثوب وزي آخر , وإلا مامعنى إقحام الشريعة وأحكام الطهارة, والشيعة والسنة , التي تضمنتها أكثر من فقرة في مسودة الدستور .!!؟؟؟؟؟
إن كل المراحل ألانفة الذكر من سقوط بغداد , لها دلاللتها , إذ مع كل هيمنة , أوامر , وفرمانات واليوم وفي ظل حكم العمائم إذ يطلق عليها مواد , وفقرات , وبالتالي دستور فانها تطور لغوي بدلالة الألفاظ ليس إلا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أفلا يستحق الموقف إعلان الحداد على العراق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رشيد كَرمة 26 تموز 2005



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى مصطفى بكري ....وتعزية الى أٌسر الضحايا في جريمة شر ...
- يوم ُُفي كراجي..... يوم ٌٌفي باكستان
- لعبة تبديل الأقنعة
- هلع الأنظمة العربية !!!!!!!!!!
- الشمس أجمل في بلادي من سواها
- النحات العراقي سليم ولقاء الذكرى
- سعاد العريمي وعشق الشناشيل
- تحية لنضال الكرد والعرب في مسيرتهم النضالية
- أهي فوضى ام ضعف المرجعية ؟
- مايجري في العراق اكثر ُ من خطر
- الثقافة ودورها في المجتمع الجزء ألأخير 4
- الثقافة ودورها في المجتمع الجديد 3
- النادي العراقي في بوروس ودوره الثقافي والتحريضي
- النادي العراقي في /بوروس / السويد والإشعاع الثقافي
- الخبز للجميع.................
- عرفانا ً للجميل يجب ان نستذكر شهداء الحركة الوطنية
- عزيزا ً كنت كالعراق
- الأكراد الفيلية ..والبحث عن الذات
- حزيران درس لم يغب
- أيام زمان...شربت الرمان


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - قفوا حدادا على العراق