ربيع عربي بأمتياز استعماري اقتصادي

محمود عساف

الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الشعوب الأوروبية والشعب الأمريكي تقوم حكوماتهم بتوفير كافة سبل الرفاهية والحد الممكن من الدخل السنوي للفرد ، حتى يستطيعوا في اجازاتهم سواء السنوية او الأسبوعية ان يتخلصوا من اعباء ضغوطات العمل والأرهاق ويعودو ليعنلوا بطاقة ايجابية تعود بالفائدة على الدولة والمجتمع .
وواقع الحال يعود الى ذخر خزينة الدول تلك من العائدات والأرباح من مصائب الوطن العربي وما يجري فيه سواء سابقا او حاليا او لاحقا ، فصناعة الحروب في المنطقة تعني زيادة مبيعات الأسلحة وملحقاتها ، اضافة الى اعادة بيع النفط للوطن العربي على شكل تكنولوجيا ومعدات وصناعات وادوية ، وليس بعيدا عنّا ظواهر انتشار مرض انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور التي روّج لها اعلاميا واستطاعت شركات الأدوية الكبرى والمرتبطة بسياسيات الحكومات الرأسمالية ان تصدر لدول الشرق الأوسط ادوية ومعدات طبية وغيرها بما عاد بالفائدة المالية على خزينة تلك الدول .
ومن يدفع الثمن هو فقط المواطن العربي او دول الشرق الأوسط خاصة ودول العالم الثالث ، وحكومات هذه الدول تمارس حكم الكمبرادور في افقار المواطن العربي لسلب ارادته وحتى لا يستطيع ان يرفع رأسه .
وما جرى من بداية ما يسمى ( الربيع العربي ) ان هيّ الا فوضى خلاقة صنعتها دول الراسمالية والصهيونية من أجل تفتيت الوطن العربي واعادة صياغة الشرق الأةسط الجديد ، وما يحدث الآن في العراق لا يمكن فهمه بغير انها خطط مرسومة ومدبرة من أجل عودة الأستعمار الأقتصادي ليتغلغل اكثر واكثر وينهب خيرات الشعوب العربية ، ولا يمكن فصل ما يحدث في العراق عن الأزمة السورية وما لها من تبعات لاحقا على لبنان والمنطقة بأكملها وانتهاءا بالقضية الفلسطينية التي يراد تصفيتها واعتبارها قضية سياسية وتفاهمات سياسية وليس قضية شعب طرد من وطنه .
هذه السياسات التي تمارسها ايضا الحكومات العربية لا يراد منها سوى سلب المواطن العربي ارادته وكسر شوكته ولتستمر هذه الحكومات وانظمتها في سياسات القمع والتنكيل والتفقير بدعوى محاربة الأرهاب .
ليست داعش وليدة لحظتها فيما جرى في العراق وليست وليدة لحظتها فيما يجري في سوريا ، فهذا يعيدنا الى القاعدة وبداية ظهورها في افعانستان ، مجرد ادوات في لعبة خفية لا يمكنني التكهن جيدا في كيفية تصور هذه اللعبة .
لن يتحرر الوطن من قيوده واغلاله الا اذا تم تحرير العقل والفكر من الخوف الداخلي المتمكن على مدى عشرات العقود نتيجة سياسيات انتهجتها الحكومات والأنظمة .

#محمود_عساف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات