أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل رومايا - في استذكار الرواد نوري الراوي ومكي البدري















المزيد.....

في استذكار الرواد نوري الراوي ومكي البدري


نبيل رومايا

الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 19:33
المحور: الادب والفن
    


قيل "اذا انعدمت السياسية ينهار النظام، ولكن اذا انعدمت الثقافة يموت الوطن."

ومن اجل أن تبقى ذاكرة الرواد المبدعين حية في اذهاننا، وحتى نفي بالوعد الذي قطعناه على انفسنا في دعم المبدعين والمثقفين العراقيين، وحتى لا يموت الوطن، اقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون حفلا استذكاريا للفنانَين العراقييَن الراحلَين الرواد نوري الراوي ومكي البدري يوم الجمعة 6 حزيران 2014. وكان الفنانَين قد رحلا عنا في بداية هذا العام.

كُتب عن الفنان نوري الراوي: "كان أكثر ما يؤرق الفنان الراحل نوري الراوي خلال الأعوام الأخيرة من عمره مسالة الحفاظ على أعماله عندما وجد المئات من الأعمال الرائدة واللوحات النادرة تسرق من المتحف الوطني الحديث العام 2003، إذ فقدت 15 لوحة من أعماله أثناء سرقة المتحف ،استعاد واحدة منها وأعاد رسم أهم لوحاته المفقودة وهي لوحة «موناليزا» العراق التي كان يحتفظ بها في منزله الخاص قبل وفاته."

قال الفنان ابراهيم احمد عن الراوي في رسالة طويلة ارسلها للمنتدى بالمناسبة: "كان نوري الراوي جميلا في أشياء كثيرة، في ابتسامته التي لم يطفئها الموت، في ريشته وفرشاته، كأنهما من جناح طائر لا يكف عن التحليق فوق الجبال والأنهار، والبراري! أنه استجمعَ َشتاتَ أنوارِ بلاده و ألوانهِ و أطيافهِ في ضربةِ فرشاة، وفي قطرةِ زيت! واستطاع بتوهجِ مخيلته، وومضة ذهن أن يجعلَ الفراتُ يلتقي بدجلة في بغداد كما التقى به في القرنة قبل آلاف السنين، فسقى مرتادي معارضه من ماء الفرات وجعلهم ينتشون به وهم السكارى بماء دجلة! سلاما نوري الراوي لجسدك السكينة، وللوحتك ألم الإبحار من بعدك!

اما الفنان مكي الراوي فقد قال عنه الدكتور حسن السوداني: "ذهب الحارس الملاك ليلة الأمس وباتت ليالينا الطوال بعده أكثر برودة وضجرا."

كان الراحل البدري يشعر بالإحباط لسنوات طويلة بسبب التجاهل الذي طاله، وكان يذهب الى دائرة السينما والمسرح ويتحسر على انه لم ينتم الى الفرقة القومية للتمثيل بسبب اتهامه بأنه شيوعي، وبعد عام 2003 قدم ثلاثة طلبات فرفضت من دون ان يذكر له السبب، وما زال الفنانون يذكرون له مسرحية (فوانيس) التي قدمها عام 1967 وكان فيها نوع من الغرابة ، وكذلك فيلم (الحارس) الذي ادى فيه دور البطولة وقد اثار انتباه المشاهدين وكتبت عنه الصحف كثيرا وحاز جائزة في مهرجان قرطاج في تونس ، واصبح علامة فارقة في تاريخ السينما.

قال الفنان قاسم حول في رسالته للمنتدى عن مكي البدري: "ماذا تعني الكلمات لو كتبتها عن موهوب رحل من وطن اسمه العراق فرحل من الدنيا.. من يسمع عن موهبة رحلت وأنطفت جذوتها في يوم الأربعاء السادس من شهر اَذار. مات مكي البدري، واستعمال تعبير مات غير ودي وغير مرغوب فيه.. رحيل مكي البدري.. الذي يرحل يعود.. المسافر يعود.. غياب مكي البدري، الغياب تسجل عليه نقطة سالبة في سجل المدرسة.. ولكن في سجل الحياة تغيب الروح ويوارى الجسد التراب.. تراب الوطن.. تراب المنفى. سيكون التراب بارداً في أرض السويد يا أبا أنور.. تحمل برودة المنفى في الحياة وفي الغياب. لو كان ثمة أمل يا مكي لقلت لك لا تستعجل الرحيل فلا يزال ثمة أمل.. ولكن لو قلت لك لا تستعجل الرحيل فإن الكلمات تصبح لا معنى له وسط الضجيج السخيف."

في فلم الحارس والذي عرض مقاطع منه في الاحتفال الاستذكاري، وفي مشهد يجمع الفنان مكي البدري والفنانة الخالدة زينب يقول لها "اَني أحبج مكَد الدنيا" وعندما تطلب منه الايضاح يقول لها "اَني أحبج مكَد بغداد". فبالنسبة لمكي البدري فإن بغداد كانت هي الدنيا وكل العالم.

كتب الفنان غازي الكناني في رسالته للمنتدى عن الراحلَين: "حديثي عن زملائي الراحل الكبير التشكيلي نوري الراوي والفنان الرائد صديق عمري مكي البدري سيكون قليلا بحقهم، ماذا اتحدث عن الراوي، هذا الرمز العراقي الكبير صاحب ارق واجمل ريشة تمزج الالوان بلون الطبيعة لتعطي للجماد روحا انسانيا وهدفا له معنى للحياة ... لوحاته وابداعاته ﻻ-;- يمكن الحديث عنها بهذه العجالة... هو سفر من الابداع الفني ورمز تشكيلي متميز. وحديثي عن صديق عمري ورفيق دربي الكبير مكي البدري سيكون مجروحا كوني سأحتاج ايضا الى من يلملم معي اعمال هذا الرائد والرمز الفني الكبير. مكي البدري... رائد من رواد الحركة الفنية في عراقنا الحبيب عمل في المسرح والسينما والتلفزيون والاذاعة .وقد زاملته وشاركنا في الكثير من الاعمال الفنية المميزة. مكي البدري كان فنانا مبدعا متميزا، خلوقا طيبا، وملتزما، وكان عاشقا لعراقنا الحبيب .ومغرما بشعبه الطيب..!؟

افتتح الحفل الاستذكاري الدكتور المسرحي علاء يحيى فائق مرحبا بالحضور باسم منتدى الرافدين للثقافة والفنون وطالبا من الحضور الوقوف دقيقة حداد استذكارا للراحلَين ولكل الذين رحلوا عنا من المبدعين والرواد. ثم تحدث بلباقته المعهودة عن الفكرة من هذا الاحتفال الاستذكاري مقدما نبذة عن حياة كل من الفنانَين الراحلَين مستذكرا بعبرات اعمالهما وعطاءهما للشعب والوطن والثقافة العراقية، ومطالبا الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية الرسمية العراقية بالاهتمام بالمبدعين والرواد الذين يتساقطون في كل العالم بصمت كسقوط اوراق الشجر في الخريف البارد.

وشكرت السيدة سلاف عيسى الحضور بكلمة منتدى الرافدين للثقافة والفنون والذي جاء فيها" نتقدم لكم بالشكر لمشاركتنا حفلنا الاستذكاري هذا لرائدين من رواد الحركة الفنية الثقافية العراقية، اللذين تركوا بصماتهم في واجهة الثقافة واضعين الحركة الفنية التشكيلية والمسرحية في مصاف الفنون العربية والعالمية وهم الفنان الرائد التشكيلي الراحل نوري الراوي والفنان المسرحي الرائد مكي البدري."

واضافت سلاف "نحن في المنتدى نرى إن ثقافة كل بلد هي انعكاس لواقع تاريخي وحضاري وسياسي واقتصادي واجتماعي، وأنها تتغير بتغير هذا الواقع، وأن للمبدعين دور فاعل في تقدم المجتمع وازدهار الوطن، ولكنهم لن يكونوا قادرين على ممارسة هذا الدور إلا بضمان حرية التعبير والرأي، وتأمين متطلباتهم المشروعة. وعليه فنحن اسسنا من خلال هذا المنتدى مشروع ثقافي يساهم في بناء بنية ثقافية ملتزمة بالإنسان والمجتمع العراقي."

وجاء في الكلمة “إن غياب الدولة العراقية عن تكريم ورعاية المبدعين من أعمدة الثقافة والفنون واستذكار الراحلين منهم، أصبح من واجب المنظمات الثقافية، لكي لا يرحلوا ولم يستذكرهم الشعب العراقي. من هذا المنطلق وباسمكم جميعا نطالب الحكومة العراقية العمل على رعاية المثقفين ورجال الثقافة وهم وجه العراق الناصع، عراق الحضارة والتقدم، الحضارة التي أغنت الإنسانية جمعاء."

وشارك الفنان التشكيلي غالب المنصوري بالحفل مستذكرا بعض من ذكرياته مع الفنان الراحل نوري الراوي من خلال بعض الفقرات من مقالة كان قد كتبها عن الفنان الراوي.

ووقف الفنان غازي الاسدي (بالرغم من فقدان احدى ساقيه) وقف شامخا مستذكرا الراحل نوري الراوي.

وشاركت الدكتورة ليلى عبد الغني بكلمات جميلة سردت فيها ذكرياتها مع الرواد الراحلين.

ثم جاء دور الفنان التشكيلي رائد نوري الراوي ابن المرحوم الراوي والذي تحدث عن والده وبيتهم وذكرياته. وحضر الفنان رائد نوري الراوي من ولاية اخرى خصيصا للمشاركة في هذا الاحتفال الاستذكاري لوالده.

وقرأ الفنان أمير المشكور بإلقائه الجميل رسائل من اصدقاء الراحلَين.

وكانت الفقرة الفنية من نصيب الفنان المبدع الشاب احمد بركات حيث قدم باللغة الانكليزية قصائد واغاني اعطت الحفل بعدا اخر.

وتحدث الشاعر الاصيل همام عبد الغني عن ذكرياته مع الراحل مكي البدري، والقى قصائد بالشعر الشعبي.

واختتم الحفل بكلمة من الجمعية المندائية قراها السيد أدور نشمي اشاد فيها بدور الفنان الراحل مكي البدري.

وعرض في الحفل لقطات من فلم الحارس من تمثيل الفنان مكي البدري والفنانة زينب واخراج الفنان احمد شوقي. وتخلل الحفل لقطات وعرض لصور قديمة لحياة الفنانَين الراحلين.

وتخلل الحفل معرض للوحات وكتب الفنان نوري الراوي قدمه رائد نوري الراوي.

ويقدم منتدى الرافدين للثقافة والفنون الشكر لكل الذين ساهموا في انجاح هذا النشاط ولكل الذين شاركوا في الامسية.

وحضر الامسية جمع غفير من المهتمين والمتابعين للثقافة والادب ومن ممثلي منظمات الجالية العراقية وجرى تغطيتها من قبل اجهزه الاعلام والصحف المحلية كان من بينها فضائية هنا بغداد وفضائية العربية الامريكية.

نبيل رومايا
منتدى الرافدين للثقافة والفنون - مشيكان
حزيران 2014



#نبيل_رومايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة عراقية اصيلة تستحق التوقف والدراسة
- عراقيو الخارج والعرس العراقي الكبير
- معلومات مفيدة للناخب العراقي في الخارج حول القوانين والوثائق ...
- لكي لا ننسى
- البيئة العراقية... الى اين؟
- مصر والعراق او بالعكس
- ثلاثة وثلاثون عاما من العطاء
- أنا وعفيفة اسكندر
- الانتخابات الرئاسية الامريكية، صعوبات واختيارات
- عراق أخضر... أَم ... ترابي؟
- انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي ! ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل رومايا - في استذكار الرواد نوري الراوي ومكي البدري