أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل رومايا - لكي لا ننسى














المزيد.....

لكي لا ننسى


نبيل رومايا

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشهيد محمد حسين ابو العيس
معرفتي بالشهيد ابو العيس تبدأ في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات عندما كان يزور بيتنا الواقع في عرصات الهندية في شارع مدرسة "ابن حيان". وكان الشهيد صديقا لعمي المرحوم عبود رومايا، ويزور بيتنا مع اخرين من رفاقه، وكان الغموض والسرية تحيط هذه الزيارات بشكل عام، وعمي وعائلتي عادة لا يتحدثون معنا نحن صغار العائلة عن هذه الزيارات ومن هم الزوار.
وما دفعني للكتابة عن الشهيد محمد حسين ابو العيس هو الانطباع الطيب الذي تركه في ذاكرتي منذ ذلك الحين عند زياراته لنا، ففي كثير من الاحيان كان يترك جلسته مع الاخرين في غرفة "الخطار" ويأتي ليجلس معنا انا وأخواتي ويتحدث معنا عن امور كثيرة ويبدي اهتماما بدراستنا والكتب التي نقراها، وكنا انا وأخواتي نسمي عمو محمد "بالرجل الذي يتحدث بيديه" لأنه كان يستعمل يديه للتعبير عندما يتكلم.
وفي احد هذه اللقاءات كنا نستمع الى احدى اغنيات ام كلثوم وجلس معنا الشهيد ودار الحديث حول الغناء والموسيقى وشجعنا عمو محمد للاستماع لأغاني فيروز لأنها تمثل ضمير واحاسيس الفقراء والوطنيين، ومنذ ذلك الوقت وانا من محبي فيروز واغانيها القديمة.
واستمرت هذه الاماسي الجميلة واللقاءات مع ابو العيس ورفاقه الاخرين الى مجيء البعثيين في شباط الاسود 1963، حين قُتل الحب والامل ومعه مستقبل العراق الزاهي.
اما عن عرصات الهندية فبالرغم من انها كانت من المناطق الجديدة في حينها في بغداد وبيوتها فخمة وساكنيها من العوائل العريقة ومن المثقفين والصحفيين والتجار والاطباء والمحامين ومن كل اطياف الشعب العراقي، الا ان الكثير من ساكنيها كانوا يساريون ومن مؤيدي عبد الكريم قاسم والاحزاب الوطنية. ولهذا السبب كان بها العشرات من "البيوت الحزبية" و"المطابع الحزبية" التابعة للحزب الشيوعي العراقي والتي اكتشفت بعد انقلاب شباط الاسود.
بعد انقلاب 63 وضع ازلام الحرس القومي علامة حمراء على بيتنا وكانت هذه العلامة تعني مراقبة ومداهمة واعتقال لأهل ذلك البيت، وعليه وخوفا علينا تقرر ان اذهب انا وأخواتي للعيش في بيت عمتي الواقع ايضا في عرصات الهندية، وكان زوج عمتي المرحوم جميل شمعان من المقاولين الكبار ولم يكن سياسيا وعليه كان بيته اكثر اَمنا من بيتنا. ولكن بعد ايام من بقائنا هناك دخل علينا وحوش الحرس القومي في ساعة متأخرة من الليل ووضعوا كافة سكنة البيت في غرفة واحدة وامروني انا اصغر الموجودين بأن اطوف البيت الكبير معهم، وكانت رشاشاتهم واسلحتهم موجه الى صدري ورأسي. وبعد تفتيش البيت عرفنا ان بيت عمتي لم يكن المقصود وانما المقصود كان بيت جيرانهم والذي كان مطبعة او بيت حزبي شيوعي، وكانوا يبحثون عن احد الهاربين بعد اعتقال رجل وامرأة في ذلك البيت. وكانت احدى الادلة التي استعملها الحرس القومي لإدانة المعتقلين هي كتاب "الأم" لمكسيم غوركي والذي كان في البيت الحزبي، والذين اعتبره المجرمين مستمسكا دامغا لشيوعية الساكنين في البيت. وهكذا نًكب العراق بهذا الفكر الاسود.
استشهد أبو العيس مع رفاقه سلام عادل وحسن عوينه في معتقل قصر النهاية على أيدي بعثيي 63 لينضموا الى الالاف من شموع العراق الذين لايزالون يضيئون الطريق من اجل عراق افضل.
والشهيد المحامي محمد حسين ابو العيس من مواليد بغداد مواليد 1916 واول رئيس تحرير لجريدة اتحاد الشعب، وكان اول من استطاع الهروب من سجن نقرة السلمان في العهد الملكي.
وخلد شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري الشهيد ابو العيس وشهداء الحزب الذين استشهدوا في شباط الاسود بهذه الابيات من قصيدته الرائعة : سلاماً ... إلى أطياف الشهداء الخالدين
سلاماً وما أنا راع ٍ ذماماً إذا لم اسلم عليكم لماما
سلاماً ضريحٌ يشيع السلاما، يعانق فيه "جمالٌ" "سلاما" (1)
سلاماً ، أحبة شعب نيامى ، إلى يوم يؤذن شعب قياما.
*****************
حماة الحمى والليالي تعودُ، وخلف الشتاء ربيع جديدُ
سيورق غصنٌ، ويخضر عودُ، ويستنهض الجيل منكم عميد
سيقدمه "رائدٌ" إذ يرود، ويخلف فيها اباه "سعيدُ" (2)
و"سافرة" ستربِّ النسورا، توفي أبا "العيس" فيهم نذورا (3)
*****************
1- "جمـــال - "سلاما" : الشهيدان: جمال الحيدري وسلام عادل .
2- "رائــد" - "سعيد" : نجلا الشهيدين: عبد الرحيم شريف "وعبد الجبار وهبي .
3- "سافرة"- "ابو العيس": سافرة جميل حافظ، زوجة الشهيد محمد حسين ابو العيس.
*****************
فطوبى للشهداء الذين اناروا الطريق



#نبيل_رومايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة العراقية... الى اين؟
- مصر والعراق او بالعكس
- ثلاثة وثلاثون عاما من العطاء
- أنا وعفيفة اسكندر
- الانتخابات الرئاسية الامريكية، صعوبات واختيارات
- عراق أخضر... أَم ... ترابي؟
- انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي ! ...


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل رومايا - لكي لا ننسى